كيف يستخدم الشباب البريطاني التطبيقات لتحقيق الاستقرار والإدارة المالية الذكية؟
كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة Aviva أنّ البالغين في بريطانيا باتوا أكثر تأثرًا بقيمهم الشخصية عند وضع خططهم المالية، إذ تصدّرت رعاية الأسرة (44%) وتحقيق الاستقلال المالي (43%) والشعور بالأمان (31%) قائمة الدوافع الأساسية وراء قراراتهم الاقتصادية.
وتُظهر النتائج أنّ هذه القيم تتجلى بوضوح أكبر بين الفئة العمرية 25–34 عامًا، حيث أشار أكثر من نصف المشاركين (58%) إلى أنّ تأمين مستقبل أسرهم هو هدفهم الأول، بينما قال 53% إنهم يسعون إلى الاستقلال المالي، لتُعدّ هذه الفئة من أكثر الفئات العمرية تركيزًا على تحقيق أهدافها الاقتصادية.
جيل الشباب في بريطانيا الأكثر انضباطًا ماليًا وثقةً بقدرتهم على تحقيق أهدافهم الاقتصادية

وشملت الدراسة أكثر من 2000 بالغ من مختلف أنحاء بريطانيا، وأوضحت أنّ 85% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 عامًا يشعرون بالثقة في قدرتهم على تحقيق أهدافهم المالية، مقارنةً بـ 59% فقط من بقية الفئات العمرية. وتعكس هذه الثقة التزامًا عمليًا واضحًا؛ إذ إنّ 67% من هذه الفئة يقومون بمراجعة أهدافهم المالية أو تعديلها شهريًا أو بوتيرة أكبر، مقابل 49% فقط من إجمالي المشاركين. كما أشار 37% من الشباب إلى أنّهم يتبعون ميزانيات دقيقة ويتتبعون كل نفقاتهم، مقارنةً بـ 28% من المستطلعين الآخرين.
وفي المقابل، أظهرت الدراسة أنّ 5% فقط من الشباب في هذه الفئة يتّبعون نهج “ضع الهدف وانسَه” ونادرًا ما يراجعون خططهم المالية، مقابل 19% من إجمالي العينة.
وبيّنت النتائج أيضًا أنّ هذه الفئة تُعدّ الأكثر وعيًا ماليًا، إذ يقوم 50% منهم بتحويل الأموال تلقائيًا إلى حسابات التوفير كل شهر، ويستخدم 39% منهم تطبيقات لإدارة الميزانية، بينما يشارك 31% أهدافه وتجارب الادخار مع الأصدقاء. وأكد 59% من المشاركين أنّ تحديد أهداف مالية واضحة وقابلة للتحقيق ساعدهم على تكوين عادات مالية أكثر انضباطًا واستقرارًا.
خبراء : وعي الشباب المالي في بريطانيا يعزز رفاههم النفسي ويؤسس لاستقرار طويل الأمد

وقالت ميشيل غولونسكا، المديرة العامة لقسم الثروات والاستشارات في شركة Aviva: “من المشجع أن نشهد هذا المستوى من الوعي المالي في بريطانيا، خصوصًا بين فئة الشباب. فالفئة العمرية 25–34 عامًا مدفوعة برغبتها في دعم أسرها وتحقيق الاستقلال المالي. إنهم لا يكتفون بوضع الأهداف، بل يراجعونها باستمرار، ويستعينون بالأدوات الرقمية ومجموعات الدعم للبقاء على المسار الصحيح. هذه الممارسات تُرسخ أساسًا متينًا لرفاههم المالي على المدى الطويل”.
وعلى الصعيد العاطفي، أفاد أكثر من 53% من المشاركين بأنّ الثقة تؤثر على قراراتهم الاستثمارية، تلتها الحماسة (43%) والأمل (41%). في المقابل، كانت أبرز العوائق النفسية أمام الاستثمار بثقة أكبر هي الخوف من الخسارة (29%)، ونقص المعرفة المالية (22%)، والشعور بالإرهاق من التعقيد المالي (12%).
وقالت الدكتورة إليزا فيلبي، المؤرخة والمتخصصة في دراسات الأجيال: “لقد نشأ هذا الجيل في ظل اضطرابات اقتصادية متلاحقة — بدءًا من الأزمة المالية عام 2008 مرورًا بجائحة كوفيد ووصولًا إلى أزمة تكاليف المعيشة الحالية. لذلك أصبحوا أكثر واقعية ماليًا وأكثر ثقة في التعامل مع الأدوات الرقمية. إن دوافعهم عميقة الجذور — بين الرغبة في دعم الأسرة وتحقيق الاستقلال المالي وبين الثقة والأمل. إنهم لا يكتفون بالتأثر بالضغوط الاقتصادية، بل يعيدون صياغة نظرتهم إلى المال ومستقبلهم”.
وأكدت الدراسة أنّ تكوين عادات مالية صحية ينعكس إيجابًا على رفاه الأفراد وجودة حياتهم؛ إذ قال 81% من المشاركين إنّ الالتزام بالعادات المالية الجيدة يمنحهم قدرة أكبر على التحكم في حياتهم ويساعدهم على التخطيط لمستقبلهم بوضوح أكبر. كما أشار 75% إلى أنّ تلك العادات تحسن المزاج وتقلل التوتر والقلق، فيما أفاد 61% بأنها تُحسن جودة النوم.
وتشير Aviva إلى أنّ هذه النتائج تبرز أهمية توفير الدعم والتعليم المالي المخصص للأفراد، خصوصًا في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة وتعقيد المشهد المالي الراهن.
أبرز النصائح لتكوين عادات مالية ناجحة والحفاظ عليها
1. ضع أهدافًا واضحة وقابلة للتحقيق:

- قال 59% من الشباب إنّ تحديد أهداف مالية واقعية ساعدهم على تطوير عادات ادخار أفضل.
- قسّم أهدافك إلى قصيرة المدى (مثل ادخار عطلة) وطويلة المدى (مثل التقاعد).
2. اجعل الادخار تلقائيًا:

- 31% من المشاركين يحافظون على التزامهم المالي عبر التحويل التلقائي للأموال إلى حسابات التوفير أو الاستثمار، وتصل النسبة إلى 50% بين الفئة العمرية 25–34 عامًا.
- استخدم الأوامر الدائمة لجعل الادخار عادة منتظمة وسهلة.
3. استخدم تطبيقات إدارة الميزانية:

- قال 39% من الشباب إنّ التطبيقات تساعدهم على ضبط الإنفاق.
- جرّب التطبيقات التي تتيح لك تتبع النفقات، وتحديد الحدود، وقياس التقدم المالي.
4. راجع أهدافك بانتظام:

- 49% من الأشخاص ذوي العادات المالية الجيدة يراجعون أهدافهم شهريًا أو بوتيرة أكبر، وترتفع النسبة إلى 67% بين الشباب.
- خصص جلسة شهرية لتقييم تقدمك وإجراء التعديلات اللازمة.
5. تعلم من أخطائك السابقة:

- أشار 51% من المشاركين إلى أنّ تجاربهم المالية السابقة ساعدتهم في اتخاذ قرارات أفضل لاحقًا.
- استخلص الدروس من التجارب السابقة لبناء مستقبل مالي أكثر وعيًا.
6. اطلب المشورة والدعم:

- ذكر 47% من الشباب أنّ الاستشارات المالية أو جلسات التدريب ساعدتهم على الالتزام بأهدافهم.
- استعن بمستشار مالي أو انضم إلى مجموعات مهتمة بالتخطيط المالي.
7. راقب كل نفقاتك:

- يتّبع نحو 37% من الشباب ميزانيات دقيقة ويتتبعون نفقاتهم بانتظام.
- استخدم الجداول أو التطبيقات لتحديد أولويات الإنفاق وضبط المصروفات.
8. افهم دوافعك العاطفية:

- الثقة والأمل والحماسة من أهم المحفزات — خاصة لدى الشباب.
- انتبه لتأثير العواطف على قراراتك المالية، واستثمرها بطريقة إيجابية لبناء مستقبل مستقر.
تعكس نتائج الدراسة تحولًا ملحوظًا في سلوك الشباب البريطاني، الذين باتوا أكثر وعيًا بأهمية التخطيط المالي واستخدام الأدوات الرقمية لتحقيق الاستقرار وسط الضغوط المعيشية المتزايدة. كما يظهر أن اعتماد عادات ادخار منتظمة والاعتماد على تطبيقات إدارة الأموال لا يعزز فقط الاستقلال المالي، بل يساهم أيضًا في تخفيف القلق الناتج عن الأزمات الاقتصادية.
ويُستفاد من هذه النتائج أن تبنّي الإدارة المالية الذكية يمثل خطوة ضرورية نحو الاستقرار المالي وبناء مستقبل أكثر أمانًا، لا سيّما للشباب العرب المقيمين في بريطانيا، من خلال تحديد أهداف واضحة، وتوظيف الأدوات الرقمية الحديثة، والاستفادة من المشورة المالية المتخصصة لتحقيق إدارة مالية مستدامة وفعّالة.
المصدر : IFA Magazine
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
