العرب في بريطانيا | الوظائف الأربعون الأكثر تهديدًا بالزوال مع صعود...

1447 ربيع الثاني 19 | 12 أكتوبر 2025

الوظائف الأربعون الأكثر تهديدًا بالزوال مع صعود الذكاء الاصطناعي

ما هي تطبيقات "التعري الرقمي" وكيف تُحظر في بريطانيا؟
رجاء شعباني October 11, 2025

يتقدّم الذكاء الاصطناعي بسرعة تُربك سوق العمل وتعيد تشكيله، لا سيما في المهن الإبداعية والخدماتية التي تعتمد على الكتابة والتواصل وخدمة العملاء. قصة الكاتب المستقل جو تيرنر، الذي فقد 70% من عملائه خلال عامين ويقدّر خسائره بنحو 120 ألف باوند، أصبحت مثالًا على التحوّل الجاري: شركات تستبدل الخبرة البشرية بأدوات توليدية أقل كلفة وأسرع إنتاجًا، فيما يواجه العاملون سؤالًا صعبًا عن العدالة في الانتقال إلى اقتصاد تقوده الخوارزميات. في خلفية المشهد، تتوالى تصريحات لمديرين تنفيذيين يتوقّعون تقليص القوى العاملة مع اتساع استخدام الذكاء الاصطناعي، مقابل أصوات أكاديمية واقتصادية تدعو إلى قراءة أكثر توازنًا: ليس كل ما يُؤتمت يختفي، لكنه يتبدّل جوهريًّا.

خرائط “التعرّض للأتمتة” بين التفاؤل والقلق

تحليل واسع شمل 200 ألف محادثة مع روبوتات محادثة بيّن قابلية الأدوات لأداء الحصة الأكبر من مهام بعض الفئات: ما لا يقل عن 90% من أعمال المؤرخين والمبرمجين، ونحو 80% من مهام مندوبي المبيعات والصحفيين، وقرابة 75% لدى منسّقي البيانات ومنسّقي الموسيقى. كما وردت وظائف مثل خدمة العملاء والمستشارين الماليين ومروّجي المنتجات ضمن قائمة الأربعين الأكثر تعرّضًا. في المقابل، جرى التأكيد على أن الدراسة تقيس “قابلية الاستخدام المنتج للأدوات” لا “إلغاء الوظائف بالكامل”، غير أنّ خبراء وعاملين متضرّرين يبدون شكوكًا واضحة، مستشهدين بإعلانات تقليص توظيف واسعة وتفاخر بعض الشركات بأن روبوتات المحادثة تؤدي أعمال مئات الموظفين. وتُظهر قراءةٍ لسوق العمل البريطاني أنّ وظائف “الأكثر تعرّضًا” لم تنهار فورًا لكنها نمت بأبطأ بكثير من غيرها منذ 2019، فيما يشير مختصون إلى أن عوامل أخرى ـ كتكاليف الطاقة والعمل والضرائب ـ تؤثر بقوة في قرارات التقليص والتجميد.

من المهن الأكثر هشاشة إلى الأعمال التي لا تزال عصيّة

بريطانيا تواجه تحدي حماية الانتخابات من التضليل بالذكاء الاصطناعي

المستقلون بدوا “طائر الكناري في المنجم”: الطلب على مهام الكتابة والبرمجة الحرّة هبط سريعًا بعد انتشار الأدوات التوليدية، وأفاد منتجون صوتيون عن فقدان عقودٍ لصالح أصوات اصطناعية رخيصة وذات جودة “إذاعية”. في المقابل، تظهر قائمة الأربعين “الأقل تعرّضًا” أن أعمال الحِرَف والخدمات المباشرة والمهارات العملية ما تزال خارج مرمى الأتمتة الواسعة: دهّانون، عمّال أسقف، منظّفون، مساعدو تمريض، مساعدين جراحيين، ومهندسو سفن. التاريخ يذكّر بأن التكنولوجيا تعيد توزيع المهام أكثر مما تُبيد المهن دفعة واحدة: اختراعات مثل “السبيننغ جيني” وخط التجميع والصرّاف الآلي رفعت الإنتاجية وخلقت طلبًا جديدًا، لكنها أزاحت وظائف أحادية المهمة حين غابت عنها التعقيدية والحكم البشري. اليوم، يضغط الذكاء الاصطناعي على المهام النصّية الروتينية والصوتيات التجارية منخفضة الكلفة، لكنه يفتح أيضًا وظائف ناشئة في الإشراف البشري وضبط الجودة والتحرير العميق وأخلاقيات البيانات وتشغيل المنتجات الرقمية.

كيف يستعد العاملون وصانعو السياسات؟

كيف استخدمت الشرطة البريطانية الذكاء الصناعي لمخالفة مئات السائقين؟

الدرس العملي مزدوج: على الأفراد، تبنّي نماذج عمل هجينة تجعل الذكاء الاصطناعي مسوّدة أولى لا بديلًا عن الفكرة والأصالة والتحرير. بيانات توظيف حديثة تُظهر تفضيلًا واضحًا للسِيَر الذاتية التي تبرز كفاءات الذكاء الاصطناعي، وأجورًا أعلى لوظائف تطلب هذه المهارات. وعلى مستوى السياسات، يجري الحديث عن برامج تدريب واسعة وشراكات لتعميم مهارات الذكاء الاصطناعي في المدارس والمجتمعات، لكن خبراء يحذّرون من أنّ سرعة الاضطراب تتطلّب أدوات أعمق: خرائط انتقال مهني واضحة، شفافية استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى والخدمات، معايير إشراف بشري صارمة، ودعم موجّه للفئات الأكثر تعرّضًا كي لا تتكرّر أخطاء التحولات الصناعية السابقة.

الوظائف الأربعون الأكثر تأثرًا بالذكاء الاصطناعي

  1. المترجمون والمترجمات (بما في ذلك الترجمة الفورية)
  2. المؤرخون
  3. مضيفو ومضيفات الطيران والقطارات
  4. مندوبي المبيعات وخدمات العملاء
  5. الكتّاب والمؤلفون والمحررون الإبداعيون
  6. ممثلو خدمة العملاء ومراكز الاتصال
  7. مبرمجو آلات التحكم الرقمي (CNC Programmers)
  8. موظفو مراكز الاتصالات والمكالمات الهاتفية
  9. وكلاء التذاكر وموظفو وكالات السفر
  10. مقدمو البرامج الإذاعية ودي جيهات الراديو
  11. وسطاء الأوراق المالية والسمسرة
  12. معلمو إدارة المنزل والزراعة
  13. المسوّقون عبر الهاتف (Telemarketers)
  14. موظفو الاستقبال والضيافة والكونسيرج
  15. الباحثون والعلماء السياسيون
  16. الصحفيون والمراسلون ومحللو الأخبار
  17. علماء الرياضيات
  18. الكتّاب التقنيون والمحررون المتخصصون
  19. المدققون اللغويون والمصححون
  20. موظفو الضيافة في الفنادق والمطاعم
  21. المحررون في دور النشر والإعلام
  22. معلمو الأعمال والإدارة في الجامعات
  23. أخصائيو العلاقات العامة والاتصال
  24. المروّجون ومقدّمو العروض التجارية
  25. موظفو مبيعات الإعلانات
  26. موظفو الحسابات الجديدة وفتح الحسابات
  27. مساعدو الإحصاء
  28. محللو البيانات البسيطة وجامعو الإحصاءات
  29. مطورو ومبرمجو الويب
  30. محللو الإدارة والاستشاريون الإداريون
  31. علماء البيانات (Data Scientists)
  32. المستشارون الماليون الشخصيون
  33. أمناء المكتبات والأرشيف
  34. معلمو الاقتصاد في التعليم العالي
  35. محللو وباحثو السوق
  36. عارضو الأزياء والنماذج البشرية
  37. موظفو الاتصالات العامة والطوارئ
  38. مشغّلو لوحات التبديل الهاتفية
  39. معلمو المكتبات والدراسات المعلوماتية
  40. الاستشاريون الإداريون والمحللون التنظيميون

 في “العرب في بريطانيا” يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كفرصة كبرى ومخاطر جسيمة في آن. الانحياز هنا إلى كرامة العمل والانتقال العادل: الابتكار مرحّب به حين يرفع قيمة الإنسان ولا يحوّله إلى فائضٍ يمكن الاستغناء عنه. ندعو أصحاب الأعمال إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي رافعةً للجودة لا ذريعةً لتقليص الأرزاق، وندعو العاملين إلى الاستثمار في مهاراتهم الرقمية والإبداعية حتى تبقى البصمة البشرية هي معيار القيمة، لا هامشًا على مخرجات آلة.

المصدر: سكاي نيوز 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
4:49 am, Oct 12, 2025
temperature icon 9°C
overcast clouds
88 %
1032 mb
3 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 7:19 am
Sunset 6:14 pm

آخر فيديوهات القناة