بريطانيا تضغط على “جوجل” لإجراء تغييرات في خوارزمية البحث

قد تضطر شركة جوجل إلى إدخال تغييرات في المملكة المتحدة لمنح المستخدمين مزيدًا من الخيارات عند استخدام محركات البحث، وذلك بعد قرار تاريخي من مكتب المنافسة والأسواق البريطاني (CMA).
وقام المكتب بتصنيف جوجل بوضعية “السوق الاستراتيجية” بموجب قانون دخل حيز التنفيذ في يناير 2025. ويشير هذا القرار إلى أن الشركة تحت مراقبة تنظيمية دقيقة، ولكنه لا يعني في هذه المرحلة وجود أي مخالفات أو ممارسات غير قانونية.
ووفقًا لما أعلنته CMA، فإن هذا التصنيف يفتح الباب لما وصفه المكتب بـ”تدخلات متناسبة ومحددة الهدف” لضمان بقاء السوق تنافسية ومنع الاحتكار.
تحذيرات جوجل من التأثير على الابتكار

وحذرت جوجل من أي إجراءات قد “تعوق الابتكار والنمو في المملكة المتحدة”، مؤكدة أن التدخلات المقترحة قد تبطئ إطلاق المنتجات، خاصة في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.
وقال أوليفر بيثيل، رئيس قسم المنافسة في جوجل، في منشور على مدونتها: “لقد كانت الشركات والمستهلكون في المملكة المتحدة من بين أول من استفاد من ابتكارات جوجل، غالبًا قبل نظرائهم الأوروبيين بشهور. نتيجة لذلك، يرون قيمة كبيرة: فقد ساهمت خدمة بحث جوجل بمليارات الباوندات سنويًا في الاقتصاد البريطاني — 118 مليار باوند في 2023 وحده.”
وأضاف: “العديد من الأفكار المتعلقة بالتدخلات التي تم طرحها في هذه العملية قد تعيق الابتكار والنمو في المملكة المتحدة، وقد تبطئ إطلاق المنتجات في وقت يشهد ابتكارات هائلة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.”
خارطة طريق التدخلات المحتملة
أكد مكتب المنافسة والأسواق أن هيمنة جوجل في سوق البحث والإعلانات أمر لا جدال فيه، مشيرًا إلى أن أكثر من 90% من عمليات البحث في المملكة المتحدة تتم عبر منصتها.
وقال ويل هايتر، رئيس قسم الأسواق الرقمية بالمكتب: “وبعد أخذ التعليقات الواردة بعد قرارنا المقترح بعين الاعتبار، قمنا اليوم بتصنيف خدمات البحث التابعة لجوجل بوضعية السوق الاستراتيجية.”
وكشف المكتب عن ما وصفه بـ”خارطة طريق” للإجراءات المحتملة، والتي تشمل:
- إدراج “شاشات اختيار” تتيح للمستخدمين رؤية مزودي البحث البديلين.
- منح الناشرين مزيدًا من السيطرة على كيفية استخدام محتواهم.
- وضع “مبادئ عادلة” لكيفية ترتيب المواقع في نتائج البحث.
- إنشاء “عملية شكاوى فعالة” للشركات غير الراضية عن ترتيبها في البحث.
الترحيب بالخطوة من جماعات المستهلكين
ولاقى القرار ترحيبًا واسعًا من جماعات حماية المستهلك، حيث وصفت روثيو كونشا، رئيسة السياسات في منظمة Which?، الخطوة بأنها “خطوة مهمة”.
وقالت: “جمع مكتب المنافسة للأسواق للأدلة كان دقيقًا ويقدّم حجة مقنعة. يستمر البحث عبر الإنترنت في التطور مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن يجب على المكتب التحرك لمواجهة الهيمنة الضارة التي تمارسها جوجل الآن.”
الإجراءات التنظيمية العالمية ضد جوجل
ولا يمثل هذا القرار التنظيمي الوضع الوحيد الذي تواجهه جوجل عالميًا، حيث تدرس دول عديدة حول العالم مدى سيطرة الشركة على السوق.
وفي الولايات المتحدة، قررت المحكمة العليا عدم التدخل في أمر قضائي يفرض تغييرات واسعة على متجر جوجل بلاي، فيما فازت الشركة في نزاع آخر يتعلق بمخاوف البيع المحتمل لمتصفح كروم أو نظام أندرويد.
كما فرض الاتحاد الأوروبي غرامة على الشركة بلغت 2.95 مليار يورو (2.5 مليار باوند) في سبتمبر 2025، بتهمة استغلال قوتها في قطاع تقنيات الإعلانات، وهي التقنية التي تحدد أي الإعلانات يجب عرضها وأين توضع على الإنترنت.
ومن منظور منصة العرب في بريطانيا AUK، يعتبر تصنيف جوجل بوضعية السوق الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تعزيز المنافسة الرقمية وحماية مصالح المستخدمين البريطانيين، خصوصًا في ظل تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. وترى المنصة أن التدخلات المقترحة، إذا ما نفذت بشكل متوازن، يمكن أن تحقق نوعًا من التوازن بين الابتكار وحماية المستهلك، دون الإضرار بنمو السوق الرقمي أو قدرات الشركات المحلية على الاستفادة من خدمات جوجل. وتؤكد المنصة على ضرورة متابعة CMA لضمان شفافية الإجراءات وفعاليتها بما يخدم مصلحة المستخدمين والاقتصاد البريطاني على حد سواء.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇