العرب في بريطانيا | إطلاق الأسرى… خطوة تسحب الذرائع وتكشف الوجه الح...

1447 ربيع الثاني 18 | 11 أكتوبر 2025

إطلاق الأسرى… خطوة تسحب الذرائع وتكشف الوجه الحقيقي للاحتلال

مقالArtboard-2-copy-4_2 (16)
عدنان حميدان October 9, 2025

في الوقت الذي يحاول فيه قادة الاحتلال الإسرائيلي تبرير جرائمهم في غزة تحت شعار “استعادة المختطفين”، يبدو أن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين — أو من يسميهم الاحتلال “رهائن” — قد يكون في الواقع ضربة سياسية وأخلاقية لأركان المنظومة الحاكمة في تل أبيب.

فحين تنتفي هذه الذريعة، التي شُحنت بها آلة القتل والتدمير منذ السابع من أكتوبر، سينكشف أمام العالم أن ما يجري في غزة لم يكن عملية إنقاذ إنسانية، بل حملة انتقام وإبادة جماعية ضد أكثر من مليوني إنسان محاصر.

ذرائع مكشوفة لجرائم لا تُبرَّر

منذ بداية العدوان، ربطت القيادة الإسرائيلية كل عمل عسكري، مهما بلغت وحشيته، بهدف “إعادة المختطفين”. ومع كل قصف لمخيم أو مجزرة في مدرسة أو مستشفى، كانت الحكومة تقول إنها “تضيق الخناق على حماس لإجبارها على إطلاق الأسرى”.

لكن الواقع أن الاحتلال لم يكن يبحث عن حياة هؤلاء الأسرى بقدر ما كان يستخدمهم وقودًا لتبرير حربه الشاملة، مستغلًا دعمًا غربيًا غير مشروط قوامه الأسطورة الأخلاقية المزيفة عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

إن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في أي مرحلة من مراحل الاتفاق يعني عمليًا نزع الغطاء الأخلاقي الأخير عن هذه الحرب، وفضح زيف الرواية الرسمية التي بُني عليها التدمير الممنهج لغزة.

فما الذي سيقوله نتنياهو للعالم حين تُغلق هذه الصفحة؟

وبماذا سيبرر استمرار القتل والتجويع والقصف حين تنتفي حجته الأبرز؟

من جنوب أفريقيا إلى البوسنة… الدروس تتكرر

التاريخ يقدم شواهد عديدة على أن انتهاء الذرائع الشكلية لا يُنهي الظلم بالضرورة، لكنه يسحب القناع عن وجهه الحقيقي.

في جنوب أفريقيا مثلًا، كان النظام العنصري يبرر قمعه الدموي بزعم “حماية الأمن الوطني” من “مخاطر الشيوعية”، حتى سقط هذا الادعاء مع تصاعد الضغط الدولي وإطلاق سراح نيلسون مانديلا عام 1990.

لم يؤدّ ذلك إلى سقوط النظام فورًا، لكنه جعل العالم يرى — بوضوح لا لبس فيه — أن الصراع لم يكن بين فكرين سياسيين، بل بين الحرية والعنصرية.

وفي البوسنة، استخدمت القوات الصربية مبررات “الرد على استفزازات مسلحة” لتبرير المذابح، حتى لحظة كشف مجزرة سربرنيتسا التي عرّت كل الأكاذيب وجعلت المجتمع الدولي مضطرًا للتدخل.

وبالمثل، فإن الاحتلال الإسرائيلي اليوم يختبئ خلف ذريعة “الأسرى”، لكنه حين يفقدها سيبقى أمام العالم عاريًا من كل مبرر، مكشوفًا بجرائمه التي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.

النضال مستمر… والعدالة غايتنا

إننا في حركة التضامن مع فلسطين لا ننظر إلى اتفاقات التبادل أو وقف إطلاق النار كغاية بحد ذاتها، بل كوسيلة لتخفيف المعاناة وفتح الطريق أمام العدالة الحقيقية.
فالنضال من أجل فلسطين لا يبدأ ولا ينتهي بصفقة، ولا يتوقف على لحظة سياسية عابرة.

سنواصل عملنا في المحافل الدولية، وفي الشارع، وفي الإعلام، لملاحقة مجرمي الحرب من قادة الاحتلال، حتى يمثلوا أمام العدالة كما مثل قادة نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وكما حُوكم المسؤولون عن جرائم البوسنة في لاهاي.

الحرية والكرامة لا تُهدى، بل تُنتزع بتراكم الجهود، وبثبات الموقف الأخلاقي.
وإطلاق الأسرى، مهما كان معقدًا، هو خطوة على طريق الحقيقة التي يخشاها الاحتلال: أن لا شيء يمكن أن يبرر الإبادة، وأن العدالة ستطال المجرمين عاجلًا أم آجلًا.

جميع المقالات المنشورة تعبّر عن رأي أصحابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي المنصة

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
11:33 am, Oct 11, 2025
temperature icon 14°C
overcast clouds
71 %
1034 mb
3 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 7:17 am
Sunset 6:16 pm

آخر فيديوهات القناة