العرب في بريطانيا | 6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إ...

1447 ربيع الثاني 13 | 06 أكتوبر 2025

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024
اية محمد October 6, 2025

شهد قطاع التعليم في المملكة المتحدة خلال عام 2024 تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الإلكترونية التي استهدفت المدارس والجامعات ودور الحضانة، ما كشف هشاشة الأنظمة الرقمية التعليمية أمام التهديدات السيبرانية المتزايدة. وجاءت هذه التطورات بعد حادثة مثيرة للجدل الشهر الماضي حين استهدف قراصنة دور حضانة بريطانية ونشروا بيانات الأطفال على الإنترنت، في خطوة وُصفت بأنها انحدار أخلاقي غير مسبوق.

قطاع التعليم أكثر عرضة من قطاع الأعمال

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024
(أنسبلاش)

ووفقًا لمسح أجرته الحكومة البريطانية، فإن المؤسسات التعليمية أكثر عرضة للاختراقات الأمنية مقارنة بالشركات الخاصة. فقد تعرضت 6 من كل 10 مدارس ثانوية لهجوم أو اختراق إلكتروني خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، وارتفعت النسبة إلى 8 من كل 10 في كليات التعليم العالي، و9 من كل 10 في الجامعات.

أما في المقابل، فبلغت نسبة الشركات التي تعرضت لهجمات إلكترونية 4 من كل 10 شركات، وهي النسبة ذاتها تقريبًا المسجّلة في المدارس الابتدائية.

عشوائية واستهداف انتهازي

قال توي لويس، رئيس قسم تحليل التهديدات العالمي في شركة الأمن السيبراني Darktrace، إن قطاع التعليم البريطاني لا يُستهدف بالضرورة عن قصد، موضحًا أن “الضحايا غالبًا ما يقعون ضمن شبكة واسعة من الهجمات العشوائية والانتهازية المنتشرة في عالم الجريمة الإلكترونية”.

وسطاء وصول وبيع بيانات

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024

وأفادت بي بي سي (BBC) بأن شركة Kido، وهي شبكة حضانات للأطفال، كانت ضحية لهجوم نفذته مجموعة قرصنة تُعرف باسم Radiant، بعد أن اشترت الأخيرة بيانات الدخول إلى أنظمة الشركة من “وسيط وصول أولي” — وهو أسلوب شائع في الجرائم الإلكترونية الحديثة.

رسائل تصيد واحتيال: السلاح الأكثر شيوعًا

وأظهر المسح الحكومي السنوي للاختراقات السيبرانية، الذي شمل نحو 300 مدرسة ابتدائية وثانوية وأكثر من 30 جامعة، أن الهجمات غالبًا ما تبدأ عبر رسائل تصيد احتيالي (Phishing) تهدف إلى خداع المستخدمين للكشف عن معلومات حساسة مثل كلمات المرور. وتُعدّ هذه الطريقة الأكثر استخدامًا في استهداف المدارس والجامعات على حد سواء.

هجمات الفدية: الوجه الأكثر خطورة

تُعد هجمات الفدية (Ransomware) من أبرز صور الجريمة الإلكترونية في المملكة المتحدة، حيث يقوم المهاجمون بتشفير أنظمة المؤسسات وسرقة بياناتها، ثم يطالبون بدفع فدية — غالبًا بالعملة الرقمية بيتكوين — مقابل استعادة الأنظمة أو حذف البيانات المسروقة.

وقد تعرّضت شبكة التعليم التابعة لمجلس مقاطعة ويست لوثيان (West Lothian Council) لهجوم فدية هذا العام، نتج عنه تسريب بيانات من بعض المدارس. كما شملت قائمة الجامعات المتضررة في السنوات الأخيرة جامعة نيوكاسل وجامعة مانشستر وجامعة وولفرهامبتون.

ضعف التمويل يزيد هشاشة المدارس

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024
المدارس في بريطانيا (Unsplash)

وأشار لويس إلى أن المدارس الحكومية قد تكون أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية بسبب ضغوط التمويل ونقص الكفاءات التقنية المتخصصة، في حين تواجه الجامعات مخاطر إضافية بسبب أعداد الطلاب الكبيرة الذين قد يفتقرون إلى الوعي الأمني الرقمي، فضلًا عن أن شبكات الجامعات مصممة لتسهيل التعاون الأكاديمي، ما يجعلها بيئة خصبة للثغرات.

هجمات أسبوعية في التعليم العالي

وأظهرت البيانات الحكومية أن مؤسسات التعليم العالي تتعرض للاختراقات بشكل متكرر، إذ أبلغ 3 من كل 10 منها عن هجمات أو خروقات بشكل أسبوعي. ورغم كثافة الهجمات، يُظهر قطاع التعليم وعيًا أكبر بمبادرات الحكومة لمكافحة الجرائم الإلكترونية مقارنة بالشركات والجمعيات الخيرية.

دعوات لمزيد من الدعم الحكومي

وصف بيبي ديلازيو، الأمين العام لاتحاد قادة المدارس والكليات البريطاني، هجمات الفدية بأنها “خطر جسيم” على القطاع، مشيرًا إلى وجود جهود كبيرة جارية لحماية البيانات والأنظمة التعليمية.

أما جيمس بوين، الأمين العام المساعد في اتحاد مديري المدارس الوطني، فدعا إلى تمويل حكومي إضافي لمساعدة قادة المدارس في اكتشاف التهديدات والاستجابة لها بفعالية.

تحرك رسمي وتعاون مع المركز الوطني للأمن السيبراني

وأكدت وزارة التعليم البريطانية التزامها بحماية المدارس من التهديدات الرقمية، مشيرة إلى أنها شكّلت فريقًا مخصصًا للتعامل مع الحوادث السيبرانية، وتعمل بالتعاون مع المركز الوطني للأمن السيبراني (NCSC) لتقديم تدريبات مجانية لموظفي المدارس في مجال الأمن الرقمي. وقال متحدث باسم الوزارة: “نحن ندرك حجم الاضطرابات التي قد تسببها الهجمات الإلكترونية، ونقدم مجموعة من أشكال الدعم للمدارس لضمان حماية بياناتها وأنظمتها.”

حذف البيانات بعد موجة غضب عامة

6 من كل 10 مدارس ثانوية بريطانية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال عام 2024

وفي تطور لاحق، قامت مجموعة القراصنة التي استهدفت شركة Kido بحذف البيانات التي استولت عليها، بما في ذلك ملفات تعريف الأطفال، بعد موجة غضب وانتقادات واسعة للهجوم.

الحكومة تستعد لحظر دفع الفديات

ورغم ذلك، تؤكد البيانات الحكومية أن قطاع التعليم لا يزال هدفًا رئيسيًا للقراصنة. ويستعد الوزراء لإقرار حظر على دفع الفديات من قبل المدارس، والخدمات الصحية الوطنية (NHS)، والمجالس المحلية، ضمن خطة حكومية جديدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية.

ويُتوقع أن تُسهم هذه الخطوة في ردع المهاجمين وتقليل المكاسب المحتملة من وراء استهداف المؤسسات التعليمية.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصاعد الهجمات الإلكترونية على المؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الرقمي للمجتمع بأسره، لا سيما في القطاعات التي تضم بيانات حساسة للأطفال والطلاب. وتؤكد المنصة أن الوقاية الرقمية يجب أن تكون أولوية وطنية، وأن تعزيز الثقافة التقنية والوعي الأمني في المدارس والجامعات يُعد خطوة أساسية لبناء جدار دفاعي مجتمعي ضد القراصنة.

وتدعو المنصة الحكومة البريطانية إلى توسيع برامج الدعم الفني والتدريب المستمر للكوادر التعليمية، لضمان حماية الأنظمة الرقمية ومنع استغلال الثغرات في بيئة التعليم التي يفترض أن تكون الأكثر أمانًا للأجيال القادمة.

المصدر: الغارديان 


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
2:02 pm, Oct 6, 2025
temperature icon 19°C
clear sky
61 %
1024 mb
6 mph
Wind Gust 13 mph
Clouds 0%
Visibility 10 km
Sunrise 7:09 am
Sunset 6:27 pm

آخر فيديوهات القناة