مؤتمر العمال السنوي: دعوات لإسقاط ستارمر واحتجاجات على موقفه من حرب غزة

وسط تزايد السخط على حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، انعقد المؤتمر السنوي لحزب العمال في مدينة ليفربول، حيث طالب ستارمر أعضاء حزبه بالاتحاد لمواجهة الحزب الشعبوي الصاعد “ريفورم يو كيه” بقيادة نايجل فاراج، وتجنب الانقسام الداخلي الذي يهدد قيادة الحزب.
ستارمر يدعو لحشد الجهود ضد حزب فاراج
في خطاب له أثناء المؤتمر، قال ستارمر: “لدينا معركة حياتنا أمامنا، لأنه علينا مواجهة حزب ريفورم. يجب أن نهزمهم، والآن ليس وقت الانغماس في التأمل أو النظر إلى الداخل”. وأضاف: “نحن بحاجة إلى الاتحاد في هذه المعركة”.
وجاءت تصريحات ستارمر بعد تقارير عن تحركات داخلية تستهدف استبداله، من بينهم عمدة مانشستر آندي بيرنهام، الذي أبدى اهتمامه بخوض تحدٍ محتمل لقيادة الحزب. وأوضح مراسل الجزيرة روري تشالاندز أن التحدي أمام بيرنهام يكمن في ضرورة أن يكون عضوًا في البرلمان ليتمكن من الترشح لرئاسة الوزراء، مشيرًا إلى أن إشارات التحذير ستزداد وضوحًا إذا أصبحت مقاعد البرلمان شاغرة وانضم بيرنهام إلى البرلمان.
الضغوط الاقتصادية والسياسية على ستارمر
يواجه ستارمر ضغوطًا متزايدة لرفع الإنفاق وتخفيف القواعد المالية التي تهدف إلى موازنة النفقات مع الإيرادات الضريبية بحلول عام 2029. وقد انتقد أعضاء الحزب اليساريون ستارمر لفشله في تحسين مستوى المعيشة، بينما يخشى الوسطية من رد فعل الأسواق إذا تم رفع الإنفاق.
وسط هذا النقد، ركز ستارمر على سياسة حزب فاراج تجاه الهجرة، واصفًا خطة الحزب بالترحيل الجماعي للمقيمين القانونيين بأنها “عنصرية وغير أخلاقية”. وقال: “قول إننا سنقوم بترحيل المهاجرين غير الشرعيين أمر مختلف، لكن أن تقول إننا سنبدأ بإزالة الأشخاص الذين لهم الحق القانوني في البقاء… أعتقد أن هذه سياسة عنصرية، وأعتقد أنها غير أخلاقية”.
احتجاجات مؤيدة لفلسطين خارج المؤتمر
في مواجهة انتقادات بشأن موقفه من عدوان إسرائيل على غزة، التي وصفتها لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية، خرج المئات من المؤيدين لفلسطين في مسيرة نظمتها حملة التضامن مع فلسطين في ليفربول يوم السبت.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الحكومة البريطانية بإنهاء الإبادة، ووقف تجويع غزة، ووقف تسليح إسرائيل. وقال البعض: “طوبة بطوبة، جدارًا بجدار، يجب أن يسقط الفصل العنصري الإسرائيلي”.
وفي يوم الأحد، جلس عشرات المتظاهرين في أماكنهم، حاملين لافتات مكتوب عليها: “أنا أعارض الإبادة الجماعية. أنا أدعم بال أكشن”، حيث تم اعتقال 72 منهم قبل أن تبدأ الشرطة البريطانية باعتقالات أوسع.
كما شارك عدد من المشاهير في توجيه رسائل إلى ستارمر، من بينهم الكوميدي والممثل ستيف كوجان، الذي قال: “كير ستارمر يقول إنها ليست إبادة جماعية؛ إنها إبادة جماعية”.
انتخابات محلية مرتقبة وضغوط على الحكومة
لا تحتاج الحكومة لإجراء انتخابات حتى عام 2029، إلا أن نتائج الانتخابات المحلية والإقليمية في مايو قد تؤثر على موقف ستارمر إذا كان الأداء ضعيفًا. ووفقًا لاستطلاعات شركة “إبسوس”، فإن 13% فقط من الناخبين راضون عن حكومته، في حين يشعر 79% بعدم الرضا، وهو أسوأ تقييم لأي رئيس وزراء منذ أن بدأت الشركة جمع البيانات عام 1977.
في المؤتمر، شدد ستارمر على أن قياس نجاحه سيعتمد على ثلاثة محاور: تحسين مستوى المعيشة، تطوير الخدمات العامة، ومدى شعور المواطنين بالأمان في منازلهم.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن المؤتمر السنوي لحزب العمال يعكس تحديات داخلية وخارجية تواجه حكومة ستارمر، بين الضغوط السياسية والاقتصادية، وتصاعد الأحزاب الشعبوية، ومطالب المجتمع الدولي والحقوقي بشأن موقف الحكومة من العدوان الإسرائيلي على فلسطين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇