هل تخفق بريطانيا في وقف قوارب المهاجرين؟ أرقام قياسية تضغط على حكومة العمال

سجلت بريطانيا نهاية الأسبوع أكبر عدد يصل في قارب واحد منذ بدء الأزمة، في تطور يُبرز اتساع الظاهرة رغم تعهّد رئيس الوزراء كير ستارمر بـ«تحطيم» شبكات التهريب عبر القنال الإنجليزي. وزارة الداخلية أكدت عبور قارب يقل 125 شخصًا من فرنسا إلى إنجلترا يوم السبت، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 107 أشخاص في أغسطس. وجاء ذلك بعد أسابيع من أول هبوط شاطئي غير مُواكَب لقارب مهاجرين منذ نحو ثلاث سنوات.
رقم قياسي جديد… وعبور جماعي في يوم واحد
إلى جانب القارب «الأضخم»، عبر 895 شخصًا القنال يوم السبت على متن 12 قاربًا صغيرًا، في مؤشّر إلى وتيرة متصاعدة هذا العام رغم اتفاقات عودة وملاحقة أُعلن عنها مؤخرًا. وشهد الساحل الفرنسي في الفترة نفسها سلسلة حوادث؛ إذ أعلنت السلطات وفاة امرأتين أثناء المحاولة، ثم عُثر في اليوم التالي على جثمان شاب على شاطئ قرب بولوني-سور-مير.
ضغط سياسي على حكومة العمال وتصعيد في السجال
تزامن «الرقم غير المرغوب» مع مؤتمر حزب العمال في ليفربول، حيث يسعى ستارمر لعكس تراجع التأييد في استطلاعات الرأي وسط صعود «ريفورم يو كيه» بزعامة نايجل فاراج. ستارمر صعّد انتقاده لسياسات فاراج ووصَفها بـ«العنصرية»، فيما شددت وزيرة الداخلية شبانة محمود على أنّ «حماية الحدود» أولوية وستُستكشف «كل الخيارات» لإعادة الانضباط إلى نظام الهجرة.
مقترحات مثيرة للجدل: اعتراض القوارب في المياه الفرنسية
من المقترحات قيد الدراسة اعتراض القوارب في المياه الفرنسية وإعادتها إلى البرّ الأوروبي، ما يتطلّب موافقة باريس. سبق أن تحدّثت الحكومة عن ترتيبات بحرية جديدة تُتيح للسلطات الفرنسية التدخل في المياه الضحلة قرب السواحل لوقف الرحلات، ضمن تفاهمات ثنائية تشمل تجارب لإعادة الوافدين عبر القوارب مقابل مسارات قانونية محدودة. منظمات إنسانية حذّرت من مخاطر هذه المقاربة على سلامة الأرواح.
ترى «العرب في بريطانيا» أنّ أي سياسة فعّالة يجب أن تجمع بين تفكيك شبكات التهريب وتوفير بدائل قانونية وآمنة، مع تعزيز قدرات الإنقاذ والتنسيق البريطاني-الفرنسي دون الإخلال بالتزامات حقوق الإنسان. الأرقام القياسية الأخيرة والوفيات المتكررة تُحتّم شفافيةً أعلى في عرض الخطط الحكومية وتقييم أثرها الواقعي على الردع والسلامة، بدل الاكتفاء بسجالات سياسية لا توقف القوارب ولا تحمي الأرواح. سنواصل متابعة الملف بتوازن مهني، مع التركيز على الأثر الإنساني والسياسي لهذه السياسات على الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا.
المصدر: بلومبرغ
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇