الحكومة البريطانية تدعم عودة رحلات القطارات الدولية إلى كينت

تزايدت الآمال بعودة الرحلات العابرة للقنال إلى محطاتٍ بريطانية أهملتها يوروستار منذ الجائحة، بعدما أبدت الحكومة دعمًا واضحًا لدخول مشغّلين جدد يتعهدون بإعادة خدمة القطارات الدولية إلى محطتي آشفورد وإبسفلِيت في مقاطعة كينت، وربما إلى محطة ستراتفورد إنترناشونال في لندن. هذا التوجه يُعيد طرح سؤال المنافسة على المسار الدولي بين سانت بانكراس ونفق المانش، ويضع هيئة تنظيم السكك الحديدية أمام استحقاق منح حصة تشغيلية في البنية التحتية الحيوية داخل العاصمة.
ما الذي تغيّر؟
منذ عام 2020 أُغلقت جميع المحطات الواقعة بين لندن سانت بانكراس ونفق المانش أمام الخدمات الدولية السريعة، بعد شكوك أحاطت بمستقبل يوروستار خلال الجائحة. الشركة—المملوكة بغالبيتها لشركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF—تصرّ على عدم جدوى التوقف في هذه المحطات، لكن وزارة النقل البريطانية تدفع باتجاه فتح المسار للمنافسة. اللورد بيتر هِندي، وزير السكك الحديدية، أكد في خطاب بآشفورد أنّه شجّع الشركات على العمل مع مجالس كينت وقطاع الأعمال “لاستكشاف حلول” تعيد الخدمات الدولية إلى آشفورد وإبسفليت وربما ستراتفورد إنترناشونال، مضيفًا: “أؤمن بأن المنافسة هي أفضل فرصة لعودة الخدمات الدولية إلى محطات كينت”. كما أوضح أنه وجّه مراسلات مكتوبة إلى الهيئة المستقلة للطرق والسكك (ORR) يُبيّن فيها دعم الحكومة للمنافسة والفوائد المرتقبة، بما في ذلك احتمالات إعادة تشغيل الخدمات في محطات كينت. وتستعد ORR للبت الشهر المقبل في طلبات دخول شركات أخرى إلى مستودع تمبل ميلز في لندن، القاعدة التشغيلية الحاسمة للقطارات الدولية والتي تشغلها يوروستار حصرًا، بينما تؤكد الشركة عدم توافر سعة إضافية في ضوء خطط التوسع الخاصة بها.
منافسون محتملون… ووعود بتنشيط اقتصاد كينت
أبرز الأسماء المهتمة بالدخول إلى السوق تشمل مجموعة فيرجن لريتشارد برانسون، وشركة Gemini Trains البريطانية الناشئة، وتحالفًا بين المشغل الإيطالي المملوك للدولة FS Italiane والشركة الإسبانية Evolyn. ويركّز ناشطون محليون على إعادة فتح محطة آشفورد إنترناشونال الأقرب إلى نفق المانش، والتي مثّلت رافعة قوية لتنمية اقتصاد كينت مع إطلاق الخطوط السريعة. النائبة هيلينا دوليمور (عن دائرة هاستينغز وراي) تقود حملة لإعادة تشغيل المحطة، مقدّرة الكلفة اللازمة لتفعيلها حدود 2–3.5 مليون باوند لتجهيز نقاط الرقابة الحدودية، بما فيها أكشاك نظام الدخول/الخروج الأوروبي (EES).
تقول دوليمور: “المحطة أشبه بمبنى أشباح. دافع دافعو الضرائب 80 مليون باوند لإنشائها—وإعادتها للحياة بديهيّة بالنظر إلى ما تجلبه من وظائف وزوّار وسياحة. من غير المعقول خسارة أقرب رابط مباشر مع أوروبا”. وتشير تقديرات مؤسسة Good Growth Foundation إلى أن إعادة التشغيل قد تضيف حتى 2.7 مليار باوند للنمو الاقتصادي خلال خمس سنوات، وتجذب ما يصل إلى نصف مليون زائر إضافي سنويًا للمنطقة. كما أن إعادة فتح آشفورد ستختصر على سكان كينت المتجهين إلى لندن للحاق بيوروستار زمن الرحلة ذهابًا وإيابًا إلى باريس وبروكسل بما لا يقل عن ساعتين إلى ثلاث ساعات على التوالي.
موقف يوروستار… وأرقام ما قبل الجائحة
يوروستار تؤكد في بيان أنّ محطات كينت “ستبقى مغلقة طوال عام 2025، على أن يُعاد النظر في القرار في 2026”، معربة عن تفهمها للإحباط المحلي ومشيرة إلى مراقبة مستمرة للوضع. وتستند الشركة إلى بيانات 2019 التي تُظهر أن 4٪ فقط من الركاب استخدموا آشفورد أو إبسفليت، بمتوسط نحو 50 راكبًا من آشفورد على الرحلات في أوقات الذروة.
يعكس الدفع الحكومي نحو المنافسة رغبة واضحة في إعادة وصل كينت بأوروبا عبر السكك الحديدية، وتقليص الاعتماد على محطات لندن فقط. وفي العرب في بريطانيا نرى أن إعادة تشغيل محطات كينت ينبغي أن تُدار على أساس الجدوى الاقتصادية الصلبة وحماية المصلحة العامة: سعة تشغيلية عادلة، نفاذ متكافئ للبنية التحتية، وخدمة تُنعش الاقتصادات المحلية وتقلّص الانبعاثات عبر تشجيع السفر بالقطار بدل الطيران. المنافسة هنا ليست غاية بذاتها، بل وسيلة لضمان خدمة أفضل للركاب وتنمية مستدامة للمناطق التي عانت من التهميش منذ الجائحة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇