تحذيرات من آثار جانبية خطيرة ودائمة لإبرة إنقاص الوزن الجديدة

حذّرت الصيدلانية البريطانية ديبورا غرايسون—ذات خبرة تقارب 30 عامًا وتدير مبادرة “الهضم بثقة”—من آثار جانبية “مقلقة وربما دائمة” مرتبطة بحقن إنقاص الوزن من فئة نواهض مستقبلات GLP-1، التي انتشر استخدامها خارج نطاق علاج السكري ليشمل السمنة. ومع وصول عدد مستخدمي هذه الأدوية في المملكة المتحدة إلى نحو 1.5 مليون شخص مطلع الصيف، تدعو غرايسون إلى وعيٍ أكبر بالمضاعفات الهضمية طويلة الأمد ومراقبة لصيقة للأعراض، خصوصًا لدى من لديهم تاريخ مشكلات معدية ومعوية.

تحذيرات صيدلانية: خَزَلُ المعدة قد يستمر بعد وقف الحقن

تقول غرايسون إنّها ترصد تزايدًا في شكاوى مرضى يعانون أعراضًا هضمية شديدة وممتدة زمنيًا بعد استخدام الحقن. آلية هذه الأدوية تعتمد على إبطاء إفراغ المعدة لتعزيز الإحساس بالشبع، ما يفسّر فعاليتها في إنقاص الوزن، غير أنّ هذه الآلية قد تتحوّل—لدى بعض الحالات—إلى عبء دائم. الحالة الأبرز هنا هي خَزَلُ المعدة (تأخّر إفراغها)، حيث تعجز المعدة عن دفع الطعام بوتيرة طبيعية. الأعراض توصف بأنها “لا تُهادن”: امتلاء سريع بعد كميات قليلة، غثيان أو قيء، انتفاخ، ألم معدي وحرقة. ورغم إدراج “تأخّر الإفراغ” ضمن الآثار غير الشائعة (بين واحد لكل 100 وواحد لكل 1000 حالة) في نشرات الشركات المصنّعة، تشير غرايسون إلى أن “الخزل الدائم” لا يُذكر صراحة، وأنّ بعض المرضى لا يتعافون كليًا بعد إيقاف العلاج، بما ينعكس على التغذية ونوعية الحياة وقد يفضي إلى سوء تغذية. ووفق تقديرات بريطانية، يُشخَّص خزل المعدة لدى نحو 14 شخصًا لكل 100 ألف، مع احتمال أعلى لدى النساء، وغالبًا ما يظهر بين سن 18 و39. ويحثّ دليل NHS على مراجعة الطبيب عند استمرار الامتلاء السريع، الغثيان/القيء بعد الأكل، ألم المعدة المزمن، حرقة مستمرة لثلاثة أسابيع فأكثر، أو انتفاخ مستمر بالمدّة نفسها.

أدوية حموضة المعدة ليست علاجًا للمشكلة الأساسية

تلفت غرايسون إلى أنّ الأعراض الهضمية تدفع أحيانًا إلى وصف مثبّطات مضخّة البروتون (PPIs) بكثرة للتعامل مع الحموضة والارتجاع، لكنها تشدد على أنّ هذا النهج لا يعالج السبب الجوهري—أي تأخّر إفراغ المعدة—وقد يفاقم الانزعاج الهضمي لدى بعض الحالات. وبالتوازي مع وصف جرعات أعلى من نواهض GLP-1 لتعظيم فقدان الوزن، تتوقّع غرايسون زيادة في حالات الخزل المعِدي المزمن والاعتماد الطويل على مثبّطات الحموضة. وتؤكد أنّ التعرّف المبكر على الأعراض يسهّل إدارتها قبل تحوّلها إلى حالة مزمنة. ويقترح دليل NHS لإدارة خزل المعدة تقسيم الوجبات إلى 4–6 وجبات صغيرة يوميًا، وخفض الألياف غير القابلة للذوبان (كالخبز الكامل وبعض البقول والخضار والفواكه)، واللجوء—عند الحاجة—إلى حميات لينة أو سائلة مثل الشوربات والوجبات المخلوطة.

بيانات دوائية رسمية: بلاغات عن التهاب البنكرياس ومضاعفات أخرى

أُبلغت هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA) عن مئات حالات التهاب البنكرياس الحاد والمزمن لدى مستخدمي أدوية GLP-1 منذ الترخيص، سُجِّلت بينها وفيات محدودة. وتشمل البلاغات: 181 حالة مرتبطة بالتيرزيباتيد (Mounjaro) بينها خمس وفيات؛ 116 تفاعلاً مرتبطًا بالليراغلوتايد بينها وفاة واحدة؛ 113 حالة مرتبطة بالسيماغلوتايد (Ozempic/Wegovy) بينها وفاة واحدة؛ 101 حالة مرتبطة بالإكسيناتيد بينها ثلاث وفيات؛ إضافة إلى 52 تفاعلًا مع الدولاغلوتايد و11 مع الليكسيزِناتايد بدون وفيات مُبلغ عنها. كما تحذّر غرايسون من ازدياد حالات استئصال المرارة لدى مستخدمين، وتفيد تقارير عن مشاكل بنكرياسية دفعت الجهات الصحية إلى دراسة جديدة حول الآثار الجانبية.

ترى «العرب في بريطانيا» أنّ لأدوية GLP-1 دورًا علاجيًا مهمًا في مكافحة السمنة والسكري، لكن الاستخدام الآمن يقتضي معلومات شفافة، وموافقة مستنيرة، ورصدًا دقيقًا للأعراض الهضمية، مع إبلاغ أي آثار عكسية عبر نظام البلاغات الصفراء (Yellow Card) لدى MHRA. يُنصَح القرّاء بمناقشة خيارات العلاج والمخاطر مع طبيب الأسرة، خصوصًا من لديهم تاريخ مشكلات هضمية، وبالالتزام بإرشادات NHS حول إدارة خزل المعدة متى دعت الحاجة. المعادلة الرشيدة تجمع بين الاستفادة العلاجية واليقظة تجاه المخاطر، بما يحمي جودة حياة المرضى ويُعزّز سلامتهم.

المصدر: ميرور  

إقرأ أيضا

• “عائلتي أو تعليمي”.. بريطانيا ترفض إجلاء عائلة طالبة دكتوراه من غزة
• لماذا لا بد لبريطانيا مواجهة التطرف الهندوسي وكراهية المسلمين؟
• شاب يروي رحلته من منتخب الصومال إلى تدريب الأطفال في بلفاست