من هو آندي بورنهام الزعيم المستقبلي المحتمل لحزب العمال؟
يثير اسم عمدة مانشستر الكبرى، آندي بورنهام، جدلاً متصاعدًا في الساحة السياسية البريطانية، مع تنامي الحديث عن إمكانية أن يكون هو الزعيم المقبل لحزب العمال في حال تعرض القيادة الحالية لهزات أو تراجع شعبيتها.
بورنهام، البالغ من العمر 55 عامًا، برز أولًا كنائب في البرلمان البريطاني عن دائرة Leigh منذ عام 2001 وحتى 2017، وتقلّد مناصب وزارية في حكومة غوردون براون، من بينها وزارة الصحة والثقافة والإعلام. لكن انتقاله إلى العمل المحلي كان نقطة تحوّل في مسيرته، إذ فاز عام 2017 بمنصب عمدة مانشستر الكبرى، وأعيد انتخابه في 2024 بنسبة تجاوزت 63%، ليُثبت نفسه كقائد محلي ناجح وصاحب حضور شعبي قوي.
أبرز إنجازات آندي بورنهام

نجح بورنهام في تقديم نموذج مختلف لإدارة المدن، إذ ارتبط اسمه بمشروع النقل الموحد “Bee Network” وجهود محاربة التشرد وتحسين الخدمات العامة. هذه النجاحات جعلته محط أنظار قطاعات واسعة من قواعد حزب العمال التي تبحث عن بديل قادر على الجمع بين الكفاءة والقدرة على كسب الشارع.
الصحافة البريطانية، وعلى رأسها الغارديان، خصصت تقارير مطوّلة مؤخرًا عن بورنهام واصفة إياه بـ”الرجل الذي قد يصبح ملكًا”، في إشارة إلى قدرته على خلافة كير ستارمر إذا تغيرت الظروف داخل الحزب. ويُحسب له أنه أطلق تيارًا داخليًا حمل اسم “Mainstream”، يطرح نفسه باعتباره صوت الواقعية الجذرية داخل الحزب.
غير أن طموحه السياسي يواجه عقبة أساسية: فبورنهام ليس عضوًا في البرلمان حاليًا، ما يعني أنه يحتاج إلى الفوز بمقعد عبر انتخابات تكميلية ليكون مؤهلًا رسميًا للترشح على قيادة الحزب. ورغم تأكيده التزامه بمنصبه كعمدة حتى 2028، لم يُغلق الباب أمام العودة إلى وستمنستر إذا استدعى الأمر.
على صعيد المواقف الدولية، اتخذ بورنهام مواقف إنسانية لافتة تجاه فلسطين، إذ دعا في يوليو الماضي سكان مانشستر ومؤسساتها لدعم عمل منظمة UK-Med في غزة، واصفًا ما يجري هناك بأنه “معاناة لا تُتصوَّر” في ظل نقص الغذاء والدواء والرعاية الطبية. كما وقع بيانات مشتركة تدعو الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين ورفع الحصار عن غزة، مؤكدًا أن هذا الاعتراف حق وليس منحة.
هذه المواقف عززت صورته كسياسي قريب من هموم الناس محليًا ودوليًا، ورفعت من رصيده بين الناشطين وجماعات التضامن. لكن نجاحه في التحول من زعيم محلي إلى قائد وطني مرهون بمدى قدرته على تخطي القيود القانونية والهيكلية داخل حزب العمال، وبناء تحالفات قوية مع النقابات وأعضاء البرلمان.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيكون آندي بورنهام بالفعل “الزعيم المنتظر” لحزب العمال، أم أن دوره سيظل محصورًا في مانشستر حيث صنع اسمه وصورته كـ”عمدة الشعب”؟
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
