العرب في بريطانيا | هل يواصل “يوروفيجن” تلميع صورة إسرائيل رغم جرائ...

1447 رجب 2 | 22 ديسمبر 2025

هل يواصل “يوروفيجن” تلميع صورة إسرائيل رغم جرائمها في غزة؟

WhatsApp Image 2025-09-19 at 07.20.17
اية محمد September 19, 2025

أعلنت خمس دول أوروبية – هي إسبانيا، وإيرلندا، وسلوفينيا، وهولندا، وآيسلندا – عزمها عدم المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) إذا سُمِح لإسرائيل بالمشاركة. ويأتي هذا الموقف احتجاجًا على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

بيان ضعيف من إدارة “يوروفيجن”

هل يواصل “يوروفيجن” تلميع صورة إسرائيل رغم جرائمها في غزة؟
العدوان الإسرائيلي على غزة

في المقابل، أصدر مدير المسابقة، مارتن غرين، بيانًا وصفه مراقبون بالضعيف، قال فيه: «نحن نتفهم المخاوف والآراء العميقة المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي في الشرق الأوسط، لكن الأمر متروك لكل عضو ليقرر المشاركة في المسابقة، وسنحترم أي قرار يتخذه المذيعون».

وغير أنّ هذا البيان أغفل جوهر القضية، إذ إنّ الدول الخمس لم تعلن موقفها بدافع “القلق”، بل اتخذت قرارًا قائمًا على رفض المشاركة في حدث يتيح المجال لدولة متهمة بارتكاب إبادة جماعية.

ازدواجية في المعايير: روسيا نموذجًا

اللافت أنّ اتحاد البث الأوروبي كان قد استبعد روسيا من المشاركة في يوروفيجن عام 2022 دعمًا لأوكرانيا، بينما لم يتخذ خطوة مماثلة بحق إسرائيل رغم مرور نحو عامين على جرائمها في غزة. ويعكس هذا الموقف ازدواجية واضحة في المعايير، ويعزز الاتهامات بأن الصهيونية تحظى بغطاء أوروبي مستمد من أيديولوجيا استعمارية متجذرة.

مشاورات أم مماطلة؟

هل يواصل “يوروفيجن” تلميع صورة إسرائيل رغم جرائمها في غزة؟
العدوان الإسرائيلي على غزة (الأناضول/ Mustafa Hassona)

صرّح غرين بأن اتحاد البث الأوروبي يجري «مشاورات لجمع الآراء حول كيفية إدارة المشاركة والتوترات الجيوسياسية». لكن مراقبين اعتبروا أن الحديث عن “مشاورات” لا يعدو كونه مماطلة تُكرّس الحصانة الممنوحة لإسرائيل، وتسمح لها بالاستمرار في المشاركة من دون مساءلة.

موعد الحسم: ديسمبر المقبل

بحلول منتصف ديسمبر، يتعين على جميع الدول تأكيد مشاركتها أو انسحابها من النسخة المقبلة من المسابقة. وما يزال أمام الدول فرصة لتأكيد مواقفها المبدئية ورفض المشاركة في حدث يمنح إسرائيل مساحة للتلميع الثقافي رغم جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

أهمية الموقف السياسي في حدث فني

رغم أنّ السياسات الداعمة لإسرائيل عسكريًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا هي التي تعزز قدرتها على مواصلة جرائمها في غزة، فإن يوروفيجن يمثل منصة رمزية يمكن من خلالها توجيه رسالة علنية ضد الإبادة الجماعية. فالمسألة لا تتعلق بـ“الحياد”، بل بخيارات سياسية واضحة: إما المشاركة في تلميع صورة إسرائيل، أو الانسحاب ورفض التطبيع مع جرائمها.

وترى منصة العرب في بريطانيا أنّ موقف الدول الأوروبية الخمس يمثّل خطوة شجاعة نحو محاسبة إسرائيل على جرائمها في غزة، وأنّ مثل هذه المواقف الرمزية، رغم بساطتها، تحمل تأثيرًا مهمًا على الرأي العام الدولي. وتؤكد المنصة أنّ ما يُسوّق على أنه “حياد” في المؤسسات الثقافية الأوروبية ليس إلا غطاءً للتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي. كما تدعو المنصة الدول الأخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة تسهم في كشف ازدواجية المعايير الغربية، وتُظهر بوضوح أنّ دعم إسرائيل لا يقتصر على المجالين العسكري والسياسي، بل يمتد إلى الفضاءات الثقافية والإعلامية.

المصدر: middleeastmonitor


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة