العرب في بريطانيا | مؤسس "بن آند جيري" يستقيل احتجاجًا عل...

1447 ربيع الأول 26 | 19 سبتمبر 2025

مؤسس “بن آند جيري” يستقيل احتجاجًا على إسكات الشركة الأم لرسالة الشركة بشأن غزة

مؤسس "بن آند جيري" يستقيل احتجاجًا على إسكات الشركة الأم لرسالة الشركة بشأن غزة
صبا الشريف September 17, 2025

أعلن جيري غرينفيلد، الشريك المؤسس لشركة المثلجات الشهيرة {بن آند جيري Ben and Jerry’s}، استقالته من الشركة بعد مسيرة امتدت نحو 50 عامًا، متهِمًا شركتها الأم، يونيليفر المدرجة في بريطانيا، بأنها أخمدت رسالتها الاجتماعية وخَسرت استقلالها المؤسسي.

في رسالة نُشرت عبر حساب شريكه بن كوهين، قال غرينفيلد إنه لم يعد قادرًا “بضمير مرتاح” على البقاء موظفًا في شركة يرى أنها أصبحت مكمّمة من قِبل يونيليفر، رغم وجود اتفاق منذ استحواذ الشركة عام 2000 يهدف إلى حماية رسالتها الاجتماعية. وأضاف: “من المؤسف بعمق أن أصل إلى قناعة بأن ذلك الاستقلال — الذي كان أساس صفقتنا مع يونيليفر — قد انتهى. إذا لم تستطع الشركة أن تدافع عن القيم التي آمنا بها، فلن يكون لوجودها أي معنى”.

وصف غرينفيلد قراره بأنه “من أصعب وأوجع القرارات” التي اتخذها، مشيرًا إلى أنه هو وبن كوهين لا يملكان سلطة تشغيلية، وإنّما احتفظا بوضعهما كموظفين للحفاظ على الرسالة المؤسسة للشركة.

نزاع متجدد بين يونيليفر و”بن آند جيري” حول الموقف من فلسطين

مؤسس "بن آند جيري" يستقيل احتجاجًا على إسكات الشركة الأم لرسالة الشركة بشأن غزة

تأتي الاستقالة في خضم نزاع محتدم منذ قرار يونيليفر التراجع عن اتفاق كان يتيح لـ {بن آند جيري Ben and Jerry’s} الامتناع عن بيع منتجاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة — قرار أثار انتقادات واسعة، لا سيما في إسرائيل.

لاحقًا باعت يونيليفر فرع “بن آند جيري” في إسرائيل إلى مشغل محلي، ما دفع الشركة الأمّ إلى مواجهة قضائية انتهت بتسوية عام 2022. وفي 2024، رفعت “بن آند جيري” دعوى جديدة تتهم فيها يونيليفر بالتهديد بتفكيك مجلس إدارتها ومقاضاة أعضائه على خلفية تصريحاتهم العلنية الداعمة للفلسطينيين في غزة.

المؤسسان يتهمان يونيليفر بإضعاف الرسالة الاجتماعية لـ”بن آند جيري” وسط خطط فصل قطاع المثلجات

مؤسس "بن آند جيري" يستقيل احتجاجًا على إسكات الشركة الأم لرسالة الشركة بشأن غزة

تتزامن الرسالة مع استعداد يونيليفر لفصل قطاع المثلجات تحت اسم “شركة ماجنوم للمثلجات” (TMICC)، التي تضم أيضًا علامة «وولز»، مع خطة لإدراجها الرئيس في بورصة أمستردام وإدراجين ثانويين في لندن ونيويورك.

وقبل أيام من أول “يوم للمستثمرين” للشركة الجديدة، نشر كوهين وغرينفيلد رسالة مفتوحة إلى مجلس إدارة يونيليفر والمستثمرين المحتملين، طالبا فيها بـ”تحرير” العلامة التجارية، محذِّرين من أن تفكيك الرسالة الاجتماعية قد قلّل من قيمة الشركة السوقية.

كشف كوهين أنهما سعيا لجمع مستثمرين لشراء العلامة التجارية بسعر اعتبراه عادلاً تراوح بين 1.5 و 2.5 مليار دولار (1.1–1.8 مليار باوند)، لكن يونيليفر رفضت العرض وأصرت أن العلامة ليست معروضة للبيع. وقال كوهين: “المشكلة أن يونيليفر وماجنوم لا تريدان البيع، ولذلك تمنعان أي مستثمرين محتملين من الاطلاع على البيانات المالية”.

وقالت متحدثة باسم TMICC إن الشركة ستظل “ممنونة إلى الأبد” لغرينفيلد لدوره المؤسس، لكنها شدّدت على “اختلافها مع وجهة نظره” وأنها حاولت إشراك المؤسسين في “حوار بنّاء” لتعزيز مستقبل العلامة.

كما تواصل نشاط بن كوهين السياسي؛ فقد اعتُقل في مايو الماضي أثناء احتجاج على حصار غزة خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، ووجّهت إليه تهمة “التزاحم وعرقلة الآخرين”. وأظهر مقطع فيديو نشره كوهين على منصات التواصل اقتياده مكبّلًا خارج القاعة.

من محطة وقود مهجورة إلى صفقة بمئات الملايين.. رحلة “بن آند جيري” بين القيم الاجتماعية وضغوط يونيليفر

مؤسس "بن آند جيري" يستقيل احتجاجًا على إسكات الشركة الأم لرسالة الشركة بشأن غزة

تأسست “بن آند جيري” عام 1978 عندما سجلا الصديقان غرينفيلد وكوهين دورة عبر المراسلة لتعلّم صناعة المثلجات بتكلفة 5 دولارات فقط، وافتتحا أول متجر لهما في محطة وقود مهجورة ببرلنغتون في ولاية فيرمونت.

هدفهما المعلن منذ البداية كان “تعزيز حقوق الإنسان والكرامة”، وامتازت علامتهما بنكات وأسماء مبهجة مثل “تشيري غارسيا” تيمّنًا بعازف الغيتار الراحل جيري غارسيا من فرقة “غريتفل دِد”، وحتى نكهة “كول بريتانيا”.

ومنذ 1985 بدأت الشركة تخصيص نحو 8% من أرباحها السنوية قبل الضريبة للأعمال الخيرية، لتتوسع وتصبح من أبرز شركات المثلجات في الولايات المتحدة، ما جذب انتباه يونيليفر التي استحوذت عليها عام 2000 بصفقة بلغت 326 مليون دولار. وشمل الاتفاق إنشاء مجلس مستقل للعلامة لحماية مواقفها التقدمية وقيمها الأساسية، رغم تحفظ غرينفيلد على الصفقة منذ البداية.

ويعلق نِك ستوكلي، شريك في مكتب “مايو وين باكستر” المتخصص في تسوية النزاعات، بالقول: “مهما حاولت شركة مستقلة الحفاظ على هويتها، فإن الشركة المالكة ستفرض كلمتها في النهاية”.

تكشف استقالة جيري غرينفيلد عن هشاشة التوازن بين القيم الاجتماعية للشركات والضغوط التجارية والسياسية المفروضة عليها. وفي هذا السياق، تبرز ثلاث نقاط أساسية:

  1. الحفاظ على استقلال العلامات التجارية في القضايا الإنسانية يعزز قيمتها السوقية ويقوي ثقة المستهلكين.
  2. الشفافية في إدارة النزاعات والالتزام بالاتفاقات الأصلية عند الاستحواذ عنصر جوهري لاستدامة العلامة.
  3. الجمع بين الأهداف التجارية والمسؤولية الأخلاقية ضرورة لضمان استقرار الشركات العالمية في بيئة تتزايد فيها الضغوط السياسية.

 

المصدر : الغارديان


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
3:14 am, Sep 19, 2025
temperature icon 16°C
overcast clouds
88 %
1020 mb
3 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 99%
Visibility 10 km
Sunrise 6:41 am
Sunset 7:06 pm

آخر فيديوهات القناة