الاحتلال يحول دون دخول نائبين بريطانيين للضفة الغربية

أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على منع نائبين بريطانيين من حزب العمال من دخول الضفة الغربية المحتلة، في خطوة أثارت انتقادات واسعة النطاق داخل بريطانيا، بعدما كانت الزيارة تسعى للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والطبية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية.
النائبان سايمون أوفر وبيتر برنسلي كانا ضمن وفد برلماني نظمه مجلس التفاهم العربي البريطاني (CAABU)، وكان من المقرر أن يلتقيا بالقنصل العام البريطاني في القدس وبعدد من المنظمات الفلسطينية والإسرائيلية لحقوق الإنسان، إضافةً إلى زيارة مرافق طبية تشهد أزمات متفاقمة. لكن سلطات الاحتلال أوقفت النائبين أثناء عبورهما من الأردن يوم الإثنين، وأخضعتهما للتحقيق داخل مكتب الجوازات، قبل أن تسلّمهما “إشعارًا قانونيًّا بالترحيل” وتجبرهما على العودة إلى الأردن.
ذرائع الاحتلال وانتقادات بريطانية
النائب أوفر، ممثل دائرة ستراود، قال لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC): إن سلطات الاحتلال بررت المنع بـ”أسباب تتعلق بالنظام العام”، رغم تدخل وزارة الخارجية البريطانية التي رفضت إسرائيل الاستماع لأي اعتراض منها. وأضاف: “الأمر مخيب للآمال جدًّا، فنحن طبيبان، وكل ما كنا نطمح إليه هو زيارة المرافق الصحية في الضفة الغربية لمعرفة كيف يمكننا دعمها”.
من جانبها أعربت وزارة الخارجية البريطانية عن استيائها، وصرّح متحدث باسمها: “من غير المقبول على الإطلاق أن يُمنع نائبان بريطانيان مرة أخرى من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة. نحن واضحون مع إسرائيل أن هذا ليس أسلوبًا في التعامل مع برلمانيين بريطانيين”. وأكد أن الوزير هاميش فالكونر ومسؤولين آخرين ظلوا على تواصل دائم مع النائبين منذ بداية الأزمة.
مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل وصف القرار بأنه “مؤسف”، مؤكدًا أن السماح للبرلمانيين البريطانيين بمشاهدة الأوضاع على الأرض أمر “مهم للغاية في هذا الوقت الحرج لتقييم السياسة البريطانية”.
وليست هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد سبق أن منعت سلطات الاحتلال في نيسان/إبريل الماضي نائبتَي العمال ابتسام محمد ويوان يانغ من الدخول بدعوى أنهما “روّجتا لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين”. وردّت النائبتان حينها بالقول: إن “على أعضاء البرلمان أن يتمتعوا بحرية قول الحقيقة داخل مجلس العموم دون الخوف من الاستهداف”.
كما سبق أن وصف وزير الخارجية البريطاني آنذاك ديفيد لامي هذه السياسات الإسرائيلية بأنها “غير مقبولة ومثيرة للقلق وعكسية للنتائج”. وفي السياق نفسه، شهد نيسان/إبريل الماضي أيضًا منع نائبة حزب الديمقراطيين الأحرار ويرا هوبهاوس من دخول هونغ كونغ لزيارة حفيدها المولود حديثًا.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن منع نواب برلمانيين بريطانيين من دخول الضفة الغربية المحتلة يستهدف التعتيم على معاناة الشعب الفلسطيني وحرمان المجتمع الدولي من الاطلاع على الواقع الإنساني هناك. وتؤكد المنصة أن مثل هذه الممارسات تعكس خشية الاحتلال من كشف الحقائق على الأرض، وهو ما يستدعي من السياسيين البريطانيين والبرلمان الضغط أكثر لضمان حرية الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، وتعزيز الجهود لدعم حقوق الفلسطينيين في وجه السياسات الإسرائيلية التقييدية.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇