العرب في بريطانيا | أهداف ستارمر من زيارة ترامب.. وما قد يخسره

1447 جمادى الأولى 25 | 16 نوفمبر 2025

أهداف ستارمر من زيارة ترامب.. وما قد يخسره

ستارمر وترامب
عبلة قوفي September 15, 2025

تستعد بريطانيا هذا الأسبوع لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية ثانية غير مسبوقة، تحمل طابعًا احتفاليًا فخمًا يشمل إقامة في قلعة وندسور، وموكبًا لعربة تجرها الخيول، وعشاءً رسميًا مع الملك والملكة، إضافةً إلى لقاء مع رئيس الوزراء كير ستارمر في مقر تشيكرز الريفي.

لكن بريق هذه الزيارة قد يتوارى خلف أزمة سياسية داخلية، بعدما أُقيل السفير البريطاني لدى واشنطن، بيتر ماندلسون، على خلفية علاقاته بالممول الراحل جيفري إبستين، المتهم بالاعتداء الجنسي على الأطفال. ومع تصاعد الضغوط، يراهن ستارمر على أن تغطي مراسم الاستقبال الفاخر على العناوين السلبية، وأن تفتح في الوقت نفسه الباب لشراكات جديدة مع الولايات المتحدة.

أولويات ستارمر: اتفاقيات اقتصادية وتقنية

في ظل أجواء سياسية محلية غير مستقرة، يسعى ستارمر لاستغلال الزيارة لتعزيز اتفاقيات استثمارية كبرى قد توفر آلاف الوظائف ومليارات الباوندات لبريطانيا. ومن أبرز الملفات التي ستُحسم خلال هذه الزيارة اتفاقية “الشراكة الأطلسية للطاقة النووية المتقدمة”، التي تهدف إلى تسريع بناء محطات نووية جديدة في البلدين.

ويتضمن المشروع مقترحًا لبناء ما يصل إلى 12 مفاعلًا معياريًا في هارتلبول بالتعاون بين شركة “X Energy ” الأمريكية و”Centrica” البريطانية، بطاقة تكفي لتزويد 1.5 مليون منزل بالكهرباء، وبتكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليار باوند.

كما ستكون التكنولوجيا محورًا رئيسًا، إذ يُتوقع أن يصطحب ترامب رؤساء شركات كبرى مثل “OpenAI” و”Nvidia” لبحث شراكات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية. ومن المقرر أن تعلن “OpenAI” عن فرع بريطاني لمشروع مركز البيانات الضخم “Stargate” بقيمة 500 مليار دولار.

ملفات الأمن والدفاع

تحقيق: اتهامات لوزارة الدفاع البريطانية بإهدار المال العام

وسيكون الملف الأمني حاضرًا بقوة، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات على حدود الناتو. ستارمر سيضغط على ترامب لتجديد التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي عن أوكرانيا، وسط مخاوف من أن رسائل متناقضة من واشنطن قد تُشجع الكرملين.

كما يرى مراقبون أن مجرد تنظيم هذه الزيارة على مستوى عالٍ يشكل بحد ذاته مكسبًا دبلوماسيًا لرئيس الوزراء، يعيد تأكيد “العلاقة الخاصة” بين لندن وواشنطن، حتى وإن بقيت رمزية أكثر منها عملية.

مكاسب سياسية داخلية

على الصعيد الداخلي، يأمل ستارمر أن تمنحه الزيارة دفعة تعزز صورته كزعيم عالمي في وقت يواجه فيه أزمات متلاحقة: من إقالة ماندلسون بسبب فضيحة إبستين، إلى رحيل أنجيلا راينر على خلفية قضايا ضريبية.

التكهنات تتزايد حول إمكانية تعرضه لتحديات على زعامة حزب العمال إذا تكبد الحزب خسائر كبيرة في الانتخابات المحلية المقبلة، خاصة في ظل تقدم حزب “ريفورم” بقيادة نايجل فاراج في استطلاعات الرأي.

ما لن يحققه ستارمر: تجارة وسياسة خارجية

ستارمر يدين مظاهرات اليمين المتطرف والتخويف العنصري للأقليات

ورغم الأجواء الاحتفالية، لا يتوقع أن يحصل ستارمر على تنازلات تجارية واسعة. فبينما وقعت بريطانيا والولايات المتحدة اتفاقًا في يونيو خفّض الرسوم الجمركية على بعض الواردات، لا يزال الصلب البريطاني خاضعًا لرسوم بنسبة 25%، وما زالت المفاوضات جارية لطلب إعفاء.

وفيما يخص السياسة الخارجية والحرب على غزة، فمن المستبعد حدوث تقارب كبير خاصة وأن ترامب لم يُبدِ أي استعداد لمجاراة بريطانيا في دعم حل الدولتين، رغم أن لندن أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، بينما عارضت واشنطن هذا التوجه.

كذلك، ورغم تصريحات ترامب الأخيرة بوصف روسيا بـ”المعتدي” في حربها ضد أوكرانيا، يبقى من غير المرجح أن يعلن عن تغيير جوهري في موقف بلاده خلال الزيارة.

وترى منصة العرب في بريطانيا أن زيارة ترامب تأتي في لحظة سياسية حرجة بالنسبة لستارمر، الذي يسعى إلى تحويل الأنظار عن أزماته الداخلية عبر إظهار نفسه كقائد عالمي قادر على تعزيز مكانة بلاده. لكن الواقع يُشير إلى أن المكاسب العملية ستكون محدودة، خاصة في الملفات التجارية والسياسية الخارجية. وفي حين قد تمنح الصور البروتوكولية دفعة قصيرة المدى لرئيس الوزراء، يبقى التحدي الحقيقي في الداخل، حيث يطالب الناخب البريطاني بإجابات عملية على قضايا الاقتصاد والهجرة والعدالة الاجتماعية.

المصدر: The i Paper


اقرأ أيضًا:

 

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة