صحيفة بريطانية تفضح شبكة احتيال انتحلت هوية طبيب من غزة لسرقة التبرعات

كشفت صحيفة i Paper البريطانية عن عملية احتيال إلكتروني معقدة، استغلّت صور وهوية طبيب فلسطيني من غزة بهدف جمع أموال وتبرعات عبر الإنترنت، في واحدة من أحدث صور الاستغلال غير الأخلاقي لمعاناة أهالي القطاع.
وبحسب التحقيق، أنشأ المحتالون حسابات على إنستغرام وتيك توك تحت اسم مزيف هو “الدكتور نبيل قدسي”، وروّجوا لمناشدات إنسانية مرفقة بصور للطبيب وهو يعالج الجرحى في مستشفى النصر جنوب غزة. الحسابات المزيفة دعت المتابعين للتبرع عبر منصات مثل Chuffed.org وPayPal، واستقطبت بالفعل مئات المتعاطفين.
لكن الحقيقة سرعان ما انكشفت؛ إذ تبين أن الصور تعود للطبيب الحقيقي محمد حرارة، الذي كان أحد الأطباء القلائل العاملين في المستشفى خلال فترة القصف، قبل أن يغادر غزة بأشهر. حرارة أكد للصحيفة أنه تقدّم سابقًا ببلاغ رسمي ضد الحساب المزيف على إنستغرام، دون أن تتم الاستجابة لطلبه. وبعد مواجهة الصحيفة لصاحب الحساب بالأدلة، أُغلق الحساب سريعًا، كما سارعت منصات التمويل والدفع إلى حذف الصفحات المرتبطة به.
أسلوب منظم للاحتيال عبر معاناة غزة
التحقيق أشار إلى أن هذه الحيلة ليست معزولة، بل تعكس أسلوبًا متكررًا يستغل صور ضحايا غزة لترويج حملات تمويل وهمية. وتشمل الأساليب: استخدام صور مؤثرة من أرض الواقع، نشر رسائل عاطفية، الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيانًا التسلل إلى أقسام التعليقات في الأخبار الإلكترونية لطلب المال.
إحدى هذه الحملات المزيفة جمعت نحو 200 دولار خلال أيام، عبر رسائل عاطفية مثل: “في غزة نملك القليل، لكن نعطيكل ما نستطيع. حتى دولار واحد قد يصنع فرقًا.”
تحذيرات رسمية ودعوات للحذر
في ضوء هذه الظاهرة، أصدرت هيئة تنظيم جمع التبرعات في بريطانيا تحذيرًا عامًا، مؤكدة أن بعض الحملات التي تستغل مأساة غزة قد تكون عمليات نصب صريحة. وحذّرت الهيئة من أن جمع التبرعات الفردية عبر الإنترنت يفتقر إلى الرقابة، على عكس التبرعات عبر الجمعيات الخيرية المسجّلة.
ونصحت الهيئة الراغبين في المساعدة بالتبرع عبر لجنة الكوارث الطارئة (DEC)، التي تضم 15 مؤسسة خيرية دولية تعمل في غزة بشكل مباشر.
من جانبه، أعرب الدكتور محمد حرارة عن قلقه من أن الحسابات المزيفة قد تضعف ثقة الجمهور في الحملات الإنسانية الأصيلة، قائلاً: “الحسابات الوهمية تضر بالحسابات الحقيقية عندما تقوم بمثل هذه الأفعال.”
بدورها، أكدت شركة Meta المالكة لإنستغرام أنها أزالت المحتوى المخالف، فيما أعلنت تيك توك إغلاق الحساب المزيف. أما منصة Chuffed.org فأكدت أنها ستعيد الأموال للمتبرعين، مشددة على أنها تطور أنظمة أكثر صرامة لرصد الحملات الاحتيالية.
وهذه الحوادث تسلّط الضوء على خطورة استغلال معاناة الشعب الفلسطيني في حملات مشبوهة، وتضع مسؤولية مضاعفة على عاتق شركات التكنولوجيا لمكافحة الاحتيال الإلكتروني. كما تدعو المنصة الجاليات العربية والإسلامية في بريطانيا إلى توخي الحذر عند التبرع، والتأكد من مصداقية الجهات المستفيدة، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين في غزة.
—————————————————————-
اقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇