آلاف الأطباء يوقعون عريضة لوقف الإبادة في غزة

أطلق عدد من الأطباء البريطانيين عريضة وُجِّهت إلى الكلية الملكية للأطباء العامّين (RCGP) تطالبها باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الكارثة الصحية والإنسانية في غزة، والدعوة العلنية إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار.
قال الدكتور عمر الفالحي، طبيب عام مقيم في ليفربول وأحد منسقي المبادرة، لمنصة العرب في بريطانيا إن العريضة انطلقت بمبادرة من مجموعة من الأطباء والكوادر الطبية في بريطانيا، ووجدت تجاوبًا واسعًا. وأوضح أن “الكثير من الأطباء شعروا بأنهم عاجزون عن التعبير العلني ضد ما يجري في غزة، فرأينا أن نطلق هذه العريضة لتكون وسيلة عملية لإيصال الصوت”.
منسق المجموعة هو الدكتور بَراك، طبيب أطفال في ليفربول، الذي أكد أن الهدف هو حشد القطاع الطبي البريطاني للضغط على المؤسسات المهنية كي تتبنى مواقف واضحة وصريحة من الجرائم المرتكبة ضد المدنيين والكوادر الطبية في غزة.
آلاف التوقيعات
بحسب ما نُشر في صحيفة GPonline، وقّع نحو ألفي طبيب عام ومتدرّب على العريضة الموجهة للكلية الملكية للأطباء العامّين، والتي ستُقدَّم رسميًّا في 8 سبتمبر المقبل.
وبالمجمل، بلغ عدد الموقعين على العرائض التي أطلقتها مجموعة UK Healthcare Petitions to Royal Colleges أكثر من 10 آلاف من العاملين في القطاع الصحي البريطاني، حيث جرى توجيهها إلى الكليات الطبية الملكية المختلفة بحسب التخصص.
أبرز مطالب العريضة
العريضة طالبت الكلية بـ:
- إدانة علنية وصريحة لاستخدام التجويع والحصار واستهداف الرعاية الصحية باعتبارها انتهاكات للقانون الدولي.
- دعم قرارات مجلس الأمن، خصوصًا القرار 2728، الذي يدعو إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وحماية المدنيين والمنشآت الطبية.
- قيادة أو الانضمام إلى تحالف من الكليات الملكية البريطانية والهيئات المهنية لإصدار بيانات وضغط منسق.
- دعم مطالب المساءلة القانونية ضد من يعرقل وصول المساعدات أو يستهدف العاملين الصحيين.
- توفير منصة داخل الكلية لأعضائها لطرح المبادرات في الأزمات الإنسانية والتعبير عن مسؤولية الأطباء تجاهها.
رد الكلية الملكية
من جانبها، قالت البروفيسورة كاميلا هاوثرن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء العامّين، إنها “لا يمكن لأحد أن يشاهد صور غزة دون أن يُصاب بالصدمة من حجم المأساة ومعاناة المدنيين وخاصة الأطفال”. وأكدت أن الكلية بالفعل وجّهت رسائل إلى وزارة الخارجية البريطانية طالبت فيها بتحرك عاجل، كما وقّعت بيانات مشتركة مع كليات أخرى ومع الاتحاد الأوروبي للأطباء العامّين.
وشددت هاوثرن على أن الكلية “دعت بشكل صريح الحكومة البريطانية إلى الضغط من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وضمان مرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن وكافٍ، وحماية الطواقم والمنشآت الطبية بما يتفق مع القانون الدولي”. لكنها أضافت أن نشاط الكلية – بوصفها مؤسسة خيرية – يجب أن يظل ضمن حدود القوانين واللوائح التي تنظّم عمل الجمعيات الخيرية في بريطانيا.
خلفية وتداعيات
العريضة تأتي في سياق حراك متنامٍ بين الأطباء والكوادر الصحية في بريطانيا، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1,500 من العاملين الصحيين قُتلوا في غزة منذ أكتوبر 2023. كما شهدت العاصمة لندن اعتقال عدد من الأطباء المشاركين في مظاهرات احتجاجًا على استهداف القطاع الصحي الفلسطيني.
ويؤكد الأطباء المنظمون أن هذه الخطوة تهدف إلى جعل الصوت الطبي البريطاني حاضرًا بقوة في النقاش العام، وإلى دفع المؤسسات الطبية لمغادرة الحياد السلبي واتخاذ مواقف عملية تضامنية مع زملائهم في غزة.
هذه العريضة، التي ستُقدَّم رسميًّا الشهر المقبل، تُظهر مدى اتساع التضامن داخل القطاع الصحي البريطاني مع غزة، وتزيد من الضغط على الكليات الطبية الملكية والحكومة البريطانية لاتخاذ موقف واضح تجاه ما يعتبره كثير من الأطباء انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇