رغم قانون السلامة الرقمية.. زيادة في تعرض الأطفال البريطانيين للمواقع الإباحية

أظهرت بيانات حديثة صادرة عن مفوضة الأطفال في إنجلترا أن تعرض الأطفال للمواد الإباحية عبر الإنترنت ارتفع بشكل ملموس منذ تطبيق قانون السلامة الرقمية لعام 2023، فيما يبدو أن الإجراءات الجديدة لم تُحدث فرقًا يذكر حتى الآن، على الرغم من وعود الحكومة وشركات التكنولوجيا بتحسين بيئة الإنترنت للأطفال.
ووفقًا للتقرير، فإن التعرض للمواد الإباحية يبدأ أحيانًا في سن مبكرة جدًّا، حيث أشار بعض الأطفال إلى أنهم شاهدوا محتوى إباحيًّا عن طريق المصادفة وهم في سن السادسة أو أقل.
وفي هذا السياق قالت ديم راشيل دي سوزا، مفوضة الأطفال: إن استطلاع الرأي الأخير أظهر أن عددًا أكبر من الشباب أقرّوا بمشاهدة المواد الإباحية قبل بلوغ سن الثامنة عشرة مقارنة بعام 2023، حين أصبح قانون السلامة على الإنترنت ساري المفعول.
وأضافت أن أكثر من ربع المشاركين (27 في المئة) شاهدوا المواد الإباحية بحلول سن الحادية عشرة، ما يسلط الضوء على مدى سهولة وصول الأطفال إلى هذا المحتوى.
التعرض المبكر وأكثر المجموعات عرضة للخطر
وأوضح التقرير أن هذا الاستطلاع جاء بعد استطلاع مماثل أجرته المفوضة عام 2023، وأن النتائج الحالية تُظهر أن القليل قد تحسن رغم التشريعات الجديدة.
وأكدت دي سوزا أن «الأطفال يستطيعون الوصول إلى المواد الإباحية بسهولة، وغالبًا يكون التعرض لها عن طريق المصادفة، وعبر أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شيوعًا، ما يؤثر في سلوك الأطفال ومعتقداتهم بطرق مقلقة للغاية».
وأضافت: «يجب أن يكون هذا التقرير نقطة فاصلة. الحماية الجديدة التي قدمتها هيئة أوفكوم في تموز/يوليو، ضمن قانون السلامة على الإنترنت، توفر فرصة حقيقية لجعل سلامة الأطفال على الإنترنت أولوية لا جدال فيها للجميع: صانعي السياسات، وعمالقة التكنولوجيا والمطورين».
واستند التقرير إلى استطلاع وطني تمثيلي شمل 1,010 أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عامًا، أُجري في أيار/مايو قبل تطبيق قواعد الأطفال من أوفكوم في تموز/يوليو مباشرة.
وأظهرت النتائج أن نسبة الشباب الذين أقروا بمشاهدة المواد الإباحية قبل سن الثامنة عشرة ارتفعت إلى 70 في المئة في 2025 مقارنة بـ64 في المئة في 2023، فيما أشار 27 في المئة منهم إلى أنهم شاهدوا محتوى إباحيًّا عبر الإنترنت قبل سن الحادية عشرة، وبقي متوسط عمر أول مشاهدة 13 عامًا.
ولفت التقرير إلى أن أكثر الأطفال عرضة للخطر، مثل من يحصلون على وجبات مدرسية مجانية، أو لديهم عامل اجتماعي، أو يعانون من إعاقات جسدية أو ذهنية، كانوا أكثر احتمالًا لمشاهدة المواد الإباحية مبكرًا مقارنة بأقرانهم.
طرق التعرض للمحتوى ومصادره
وأشارت النتائج إلى أن 59 في المئة من الأطفال شاهدوا المواد الإباحية عن طريق المصادفة، مقابل 35 في المئة قصدوا البحث عنها، ما يمثل زيادة بنسبة 21 نقطة مقارنة بعام 2023.
وذكرت الدراسة أن 80 في المئة من المصادر الرئيسة للوصول إلى المواد الإباحية كانت عبر الشبكات الاجتماعية، وكانت منصة X الأكثر شيوعًا، متجاوزة المواقع المخصصة للمواد الإباحية.
كما اتسعت الفجوة بين الأطفال الذين يشاهدون المواد الإباحية على X وأولئك الذين يشاهدونها على المواقع المخصصة (45 في المئة مقابل 35 في المئة في 2025 مقارنة بـ41 في المئة مقابل 37 في المئة في 2023).
وأوضح التقرير أن معظم الأطفال شاهدوا تمثيلات لأفعال غير قانونية وفق قوانين المواد الإباحية الحالية أو ستصبح غير قانونية بموجب مشروع قانون الجرائم والشرطة. وأكد أن نسبة قليلة فقط من الأطفال كانوا يبحثون عن محتوى عنيف أو متطرف، ما يشير إلى أن هذا المحتوى يُعرض عليهم لا أنهم يطلبونه بنشاط.
وحذر التقرير من أن الأطفال لا يزال بإمكانهم تجاوز القيود الجديدة باستخدام شبكات افتراضية، وبخاصة (VPN) التي تظل قانونية في بريطانيا، وأوصى بتطبيق المتطلبات نفسها على المواد الإباحية عبر الإنترنت كما في النسخة غير الرقمية، وتقديم الدعم اللازم للمدارس؛ لتطبيق منهج التعليم الجديد في العلاقات والصحة والجنس.
تأثير القوانين الجديدة على الزيارات الرقمية
وبهذا الصدد قال متحدث باسم الحكومة: «لقد تُرك الأطفال لينشأوا في عالم رقمي بلا قانون لفترة طويلة، متعرضين للمواد الإباحية والمحتوى الضار الذي قد يترك أثرًا نفسيًّا مدى الحياة. قانون السلامة على الإنترنت يغير ذلك. لنكن واضحين: الشبكات الافتراضية الخاصة أدوات قانونية للبالغين ولا توجد خطط لحظرها. لكن إذا دفعت المنصات عمدًا الأطفال لاستخدام طرق الالتفاف مثل (VPN)، فستواجه إنفاذًا صارمًا وغرامات كبيرة. لن نسمح للمصالح التجارية بأن تأتي قبل سلامة الأطفال. هذا يتعلق برسم خط واضح. لا مزيد من الأعذار، ولا مزيد من الثغرات. يجب أن تكون حماية الأطفال على الإنترنت أولوية».
تعزيز حماية الأطفال ومراقبتهم الرقمية
- تحديد أوقات استخدام الإنترنت: وضع جداول زمنية واضحة لاستخدام الأجهزة الرقمية، مع مراقبة نشاط الأطفال على الشبكات الاجتماعية والمنصات المختلفة.
- استخدام أدوات الرقابة الأبوية: تثبيت برامج وحلول تقنية للتحكم في الوصول إلى المحتوى غير المناسب، مع تحديثها باستمرار لمواكبة التغيرات الرقمية.
- الحوار المفتوح مع الأطفال: تشجيع الأطفال على التحدث عن أي محتوى يثير القلق أو الفضول، مع توضيح المخاطر النفسية والسلوكية للمواد الإباحية.
- تعليم مهارات التفكير النقدي الرقمي: تدريب الأطفال على التعرف إلى المحتوى الضار وتمييز المعلومات المضللة والمحتوى الإباحي عن المصادر الآمنة.
- التعاون مع المدارس: التأكد من أن المناهج التعليمية بشأن الصحة والعلاقات والجنس تتضمن استراتيجيات حماية الأطفال على الإنترنت وتوجيههم للتعامل مع المحتوى الرقمي بأمان.
- تحديث المعرفة الرقمية للأهل: متابعة أحدث المنصات الرقمية والتقنيات التي يستخدمها الأطفال؛ لضمان القدرة على التدخل الفوري عند التعرض لمحتوى غير مناسب.
تحذيرات لأولياء الأمور
ترى منصة العرب في بريطانيا أن النتائج الواردة في التقرير تمثل إنذارًا واضحًا لأولياء الأمور والمجتمع بشأن خطورة التعرض المبكر للأطفال للمواد الإباحية على الإنترنت. وتنبّه المنصة إلى ضرورة مراقبة استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية بشكل أكبر، وفتح حوار صريح معهم بشأن مخاطر المحتوى الرقمي؛ لتجنب التأثير السلبي على سلوكياتهم ومعتقداتهم.
كما تنصح المنصة بأن يكون هناك وعي مستمر لدى الأهالي بأحدث وسائل الوصول إلى المحتوى، ويشمل ذلك الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية الشائعة مثل X؛ لأن الاعتماد على الحماية القانونية وحدها قد لا يكون كافيًا.
وتؤكد منصة العرب في بريطانيا أهمية التعاون بين المدارس والأهل؛ لتعزيز التعليم بشأن الصحة والعلاقات والسلوك الرقمي الآمن، مع استغلال الفرص التي تقدمها القوانين الجديدة لتعزيز حماية الأطفال.
كما تنصح المنصة بتعليم الأطفال مهارات التعامل مع المحتوى الرقمي بطريقة نقدية، والابتعاد عن الفضول الذي قد يقودهم إلى محتوى غير مناسب، مع تفعيل أدوات الحماية التقنية باستمرار؛ لضمان أن يصبح الإنترنت مكانًا آمنًا لهم دون المساس بحرية التعلم أو استخدام التكنولوجيا بطريقة إيجابية.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
آخر فيديوهات القناة
Error 403: The request cannot be completed because you have exceeded your quota..
Domain code: youtube.quota
Reason code: quotaExceeded
Error: No videos found.
Make sure this is a valid channel ID and that the channel has videos available on youtube.com.