لماذا تفوّق الأولاد على الفتيات في نتائج الـA-Level لعام 2025؟

لطالما اعتُبر تفوق الفتيات على الفتيان في المراحل الدراسية أمرًا شبه مسلَّم به، ولا سيما في التعليم الابتدائي والثانوي. لكن عام 2025 حمل مفاجأة؛ إذ سجّل 28.4 في المئة من الفتيان درجات A أو A*، مقابل 28.2 في المئة من الفتيات. وهي المرة الأولى منذ سبع سنوات، وثالث مرة فقط في تاريخ التقييم الحديث، التي يتفوق فيها الذكور.
سر التفوق المفاجئ
يشير خبراء التعليم إلى أن اختيار المواد كان عاملًا رئيسًا وراء هذا التغيير، حيث يميل الفتيان إلى تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) التي تعتمد على إجابات دقيقة وصحيحة، ما يمنح فرصًا أكبر للحصول على درجات كاملة مقارنة بالعلوم الإنسانية أو الفنون.
ومع أن الإقبال على هذه المواد بات أكبر، إذ ارتفع عدد الذكور في الرياضيات المتقدمة بنسبة 7.6 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وفي الاقتصاد بنسبة 5.7 في المئة، فإن الفتيان أظهروا تحسنًا أوسع من ذلك؛ فقد تحسنت نتائجهم في 25 مادة من أصل 41، مقابل 16 مادة فقط للفتيات، وفقًا لمجلس المؤهلات المشتركة (JCQ).
ومن بين المواد المتاحة في عموم بريطانيا، ارتفع أداء الفتيان في الفنون والتصميم (+2.8 نقطة)، اللغات الحديثة (+2.8)، والدراما (+2.3).
تأثير أكثر المواد شعبية
الرياضيات بقيت أكثر المواد اختيارًا بين الجنسين، بحصة بلغت 12.7 في المئة من أوراق الامتحان. وفي حين حافظ الفتيان على مستواهم (+0.1)، خسرت الفتيات نقطة كاملة. أما الكيمياء، فكانت الأكثر تأثيرًا على النتيجة العامة، إذ ارتفعت نسبة الفتيان الحاصلين على أعلى الدرجات من 34.3 في المئة إلى 35.5 في المئة.
وقد أسهم نحو 28 ألف فتى وحدهم برفع المعدل العام لجنس الذكور بنسبة 8.3 في المئة، تلتها مكاسبهم في الفنون والتصميم (7.3 في المئة)، وإدارة الأعمال (6.7 في المئة).
عامل العمر: المتقدمون الأكبر سنًّا يصنعون الفارق
بلغ الفارق العام بين الجنسين 0.26 نقطة فقط (0.3 بعد التقريب). لكن عند النظر إلى شريحة مَن هم في سن الـ18 -وهم الأغلبية بنسبة 91.5 في المئة من المتقدمين- تقلص الفارق إلى 0.12 نقطة، ما يشير إلى أن الفتيان الذين أعادوا الامتحان أو تقدموا في عمر أكبر كانوا وراء هذا التفوق.
كان الفتيان الإنجليز الأكثر تحسنًا، حيث ارتفعت نتائجهم بنقطة كاملة، وهو ما عزز النتيجة العامة بحكم أن إنجلترا تضم أكثر من 90 في المئة من المتقدمين الذكور. أما الفتيات الإنجليزيات فحققن مكسبًا طفيفًا لا يتجاوز 0.2 نقطة.
وعلى الجانب الآخر، تقدم الفتيان في إيرلندا الشمالية بـ0.7 نقطة، في حين تراجعت الفتيات هناك بمعدل 0.3 نقطة.
تفوق محدود رغم المكاسب
رغم هذا التحول، نبّهت لجنة الامتحانات الرسمية (JCQ) على أن الفارق يبقى “هامشيًّا جدًّا” وضمن نطاق التذبذب الطبيعي بين الأعوام. كما أن الفتيان لم يتفوقوا على الفتيات في المستويات الدنيا؛ حيث حصل 79.6 في المئة من الفتيات على C أو أعلى، مقابل 76 في المئة فقط من الفتيان. كما أخفق 12,151 فتى في اجتياز الامتحانات (تقدير U)، مقارنة بـ10,252 فتاة.
فروق إقليمية واضحة
أظهرت النتائج أن أيرلندا الشمالية (30.4 في المئة) وويلز (29.5 في المئة) سبقتا إنجلترا (28.2 في المئة) في نسبة الدرجات العليا.
لكن داخل إنجلترا نفسها، ظهرت تباينات لافتة:
- لندن واصلت تصدرها بنسبة 32.1 في المئة.
- شرق ميدلاندز سجلت أكبر قفزة (+1.3 نقطة) لتصل إلى 23.8 في المئة.
- الشمال الشرقي والغرب الأوسط شهدا تراجعًا بمقدار نقطة واحدة و0.6 نقطة على التوالي.
- وعلى مستوى المقاطعات، واصلت روتلاند ريادتها للعام السابع على التوالي بنسبة 41.2 في المئة، في حين سجلت مانشستر الكبرى أكبر ارتفاع من 26.1 في المئة إلى 28.1 في المئة.
المدارس الخاصة والانتقائية
شهد العام أيضًا تقلص الفجوة بين المدارس الخاصة والحكومية، إذ سجلت المدارس الانتقائية (غرامر) أفضل نتائج لها منذ ما قبل الوباء بـ43.7 في المئة من الدرجات العليا (+1 نقطة).
أما المدارس المستقلة الخاصة فبقيت شبه مستقرة عند 48.5 في المئة، رغم اضطرارها لزيادة الرسوم بنحو 20 في المئة بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة الحكومية الجديدة.
صعوبات STEM واستمرار صعود الفنون
بقيت مواد الرياضيات وعلم النفس والأحياء -وهي الأكثر شعبية- تمثل قرابة 30 في المئة من إجمالي الامتحانات. لكن رغم زيادة الإقبال على الرياضيات، شهدت بعض مواد (STEM) تراجعًا طفيفًا:
- الرياضيات: -0.3 نقطة
- الكيمياء: -0.1 نقطة
- الرياضيات المتقدمة: -0.2 نقطة
في المقابل، قفزت نتائج مواد الفنون والتصميم (+3.5)، اللغات الحديثة غير الأساسية، ودراسات الإعلام واللغة الإنجليزية، في إشارة إلى استمرار قوة هذه المجالات لدى الطلاب.
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇