جمعيات خيرية اسكتلندية تزيل ألغام الصومال لحماية أشجار البخور

في مبادرة تجمع بين إزالة آثار الحرب وحماية البيئة، أعلنت جمعيتان خيريتان اسكتلنديتان عن شراكة لإنقاذ أشجار البخور النادرة في الصومال، عبر إزالة الألغام التي تمنع الوصول إليها. الخطوة تمثل نموذجًا فريدًا لكيفية دمج العمل الإنساني بالجهود البيئية في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
شراكة بين “هالو ترست” والحديقة النباتية الملكية في إدنبرة
من المقرر أن توقّع منظمة “هالو ترست” -أكبر جمعية خيرية في العالم متخصصة في إزالة الألغام- على اتفاقية تعاون مع الحديقة النباتية الملكية في إدنبرة، بهدف مواجهة التداعيات البيئية للحروب. وجاءت البداية من القرن الإفريقي، إذ أزال خبراء المتفجرات في “هالو ترست” ألغامًا وبقايا خطرة من مناطق في بونتلاند وجنوب غرب الصومال، ما أتاح وصولًا آمنًا لإجراء مسوحات بيئية لأشجار البخور النادرة (Boswellia sacra)، وهي أشجار ذات قيمة اقتصادية وثقافية عالية تواجه تهديدات متزايدة؛ بسبب الضغوط البيئية.
أهمية أشجار البخور ودورها الاقتصادي
تُنتج هذه الأشجار راتنج البخور الذي يُستخدم في مجالات متعددة، من العلاج العطري والعناية بالبشرة إلى الطب التقليدي. ويعمل المشروع، باستخدام أساليب طوّرتها الحديقة النباتية الملكية في إدنبرة، على دراسة صحة الأشجار ودعم مشاتل البخور ومبادرات إعادة التشجير. الصومال، الذي عانى لعقود من الحروب، شهد تدهورًا اقتصاديًّا وبيئيًّا، ما جعل الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية أمرًا ملحًّا.
وفي هذا السياق قال جيمس كوان، الرئيس التنفيذي لـ”هالو ترست” ومقرها دمفريز: “الحرب تترك وراءها إرثًا من الدمار، يمزق حياة الناس ويدمر البيئات الهشة التي يعتمدون عليها. بدمج خبراتنا وشغفنا، نُوجِد رؤية مشتركة لمستقبل يعمّه السلام، حيث تزدهر الأرض وسكانها معًا”. من جانبه وصف سيمون ميلن، القيّم العام على الحديقة النباتية الملكية، الشراكة بأنها “توافق مبتكر بين مهمتين”، مؤكدًا أن الجمع بين المعرفة الميدانية لشبكات “هالو” وخبرة الحديقة في علوم النبات والبستنة يمكن أن يوفر حلولًا عملية لتعزيز النظم البيئية وسبل العيش في عدد من أكثر مناطق العالم هشاشة.
خطط للتوسع في مناطق أخرى
تأمل الجمعيتان تنفيذ مشاريع مشابهة في مناطق أخرى من إفريقيا والشرق الأوسط، حيث تضررت الموارد الطبيعية بفعل الصراعات.
هذا وترى منصة “العرب في بريطانيا” أن هذا التعاون يعطي مثالًا عمليًّا على إمكانية اتحاد المؤسسات الإنسانية والبيئية لمعالجة آثار الحرب على الإنسان والطبيعة في آن واحد. وفي عالم تزداد فيه النزاعات وتتصاعد تداعياتها، يصبح الاستثمار في مبادرات كهذه ضرورة استراتيجية؛ لحماية الموارد الطبيعية، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا للأجيال القادمة.
المصدر: ذا ناشيونال
إقرأ أيّضا
بريطانيا ترفض الكشف: هل وثّقت طائراتها هجوم إسرائيل على عمال الإغاثة؟
أنشطة صيفية لإبقاء أطفالك مستمتعين طوال أغسطس 2025
ليلى كانينغهام: أول مسلمة من أصول مصرية تطرق أبواب سباق عمدة لندن عن حزب يميني معادٍ للهجرة
الرابط المختصر هنا ⬇