العرب في بريطانيا | جثمان الطالب السعودي الخلوق محمد القاسم يصل الم...

1447 صفر 22 | 17 أغسطس 2025

جثمان الطالب السعودي الخلوق محمد القاسم يصل المملكة والقضاء يرفض إطلاق المتهم بقتله

IMG-20250807-WA0018(1)
فريق التحرير August 7, 2025

يصل إلى أرض الوطن اليوم الخميس جثمان الطالب السعودي محمد القاسم، ضحية جريمة الطعن الغادرة التي وقعت في مدينة كامبريدج البريطانية، حيث كان الفقيد يقيم في إطار بعثة تعليمية لدراسة اللغة الإنجليزية.

وقد خيّم الحزن على الأوساط السعودية والعربية مع اقتراب موعد وصول الجثمان وإقامة الصلاة عليه في الحرم المكي يوم الجمعة، وسط تأكيدات على أن العدالة ستأخذ مجراها، خاصة بعد رفض المحكمة البريطانية طلب الإفراج عن المتهم الرئيسي في القضية.

الفقيد محمد القاسم، البالغ من العمر عشرين عامًا، كان في بعثة دراسية لمدة عشرة أسابيع في EF International Language Campuses لتعلم اللغة الإنجليزية في كامبريدج، قبل أن يُغتال طعنًا بسكين في شارع Mill Park قرب محطة القطارات الرئيسية في المدينة، ليلة الجمعة الماضية.

ورغم تدخل المسعفين في الحال، إلا أن الشاب لفظ أنفاسه الأخيرة في موقع الحادث عند منتصف الليل.

وفي بيان مؤثر أصدرته عائلته عبر الشرطة البريطانية، قالت:

“كان محمد شابًا مفعمًا بالحيوية، فارسًا بأخلاقه، وشجاعًا في مواقفه. بارًّا بوالديه، محبًا لإخوته، وقائدًا للعائلة بروحه لا بمنصبه. كان نقي القلب، سريع العطاء، حاضرًا بحنانه في كل لحظة، ومحبًّا للناس بلا حساب.”

وأضافت الأسرة:

“كان سندًا لوالده، ورفيقًا دائمًا له، وعضدًا لأعمامه وأخواله. وكان الأقرب لقلوب الأمهات، والأحبّ إلى صدور أخواته. ترك خلفه ذكرى لا تُمحى، وبصمة لن ينساها من عرفه.”

تفاصيل الجريمة: طعنة في الرقبة بلا مقدمات

وفقًا لما أوردته الشرطة، فقد تعرض محمد لهجوم “غير مبرر” دون سابق شجار أو خلاف، حيث طُعن في عنقه بسكين من قِبل شاب يُدعى تشاس كوريغان (21 عامًا)، من سكان Holbrook Road في كامبريدج.

وقد أُلقي القبض على المتهم فورًا، ووجهت إليه تهمتا القتل العمد وحيازة سلاح أبيض في مكان عام.

وفي أولى جلسات المحاكمة التي عقدتها محكمة Cambridge Crown Court، أعلن محامي الدفاع عن نية المتهم إنكار التهم الموجهة إليه، مدعيًا أنه “تصرف دفاعًا عن النفس”. إلا أن القضاء البريطاني رفض هذا الادعاء، وأصدر قرارًا باستمرار حبسه الاحتياطي لحين جلسة 8 سبتمبر المقبلة، على أن تبدأ المحاكمة بشكل مبدئي في 9 فبراير من العام القادم.

مشتبه به ثانٍ قيد الاحتجاز والتحقيقات مستمرة

في السياق ذاته، أعلنت الشرطة توقيف رجل خمسيني من كامبريدج بتهمة التستر أو المساعدة في الجريمة، ولا يزال رهن الاحتجاز، بانتظار استكمال مجريات التحقيق. ومن المنتظر أن يُجرى تشريح الجثة لتحديد الملابسات الدقيقة للوفاة.

وتحول موقع الجريمة في شارع Mill Park إلى مزار تعاطف ومواساة، حيث تكدست الزهور والرسائل الوداعية على الرصيف أمام البناية التي شهدت المأساة. من بين الرسائل، ورقة كُتب عليها: “May your soul be at peace – Inna lillahi wa inna ilayhi raji’un”، في مشهد عكس مشاعر الحزن والتضامن من الجالية والمارة.

وفي بيان لها، قالت إدارة المدرسة التي كان يدرس فيها محمد:

“نشعر بحزن عميق لرحيل أحد طلابنا البالغين. ونعمل حاليًا على تقديم الدعم النفسي اللازم للطلاب والموظفين المتأثرين بهذه الفاجعة، عبر جلسات خاصة للإرشاد والدعم.”

قصة طالب حفظ القرآن وأخلاقه سابقته

ما زاد من ألم الحادث أن محمد القاسم لم يكن مجرد طالب عادي؛ فقد كان حافظًا لكتاب الله، سبق له العمل في الحرم المكي الشريف، ومشهود له بحُسن الخلق والتفاني في خدمة الآخرين. وقد عُرف بين أقرانه بسلوكه النبيل وحضوره البهيّ، ما جعل خبر مقتله صدمة كبرى للمجتمع داخل المملكة وخارجها.

لقد تحولت قضية مقتل محمد القاسم إلى قضية رأي عام في السعودية، حيث أعرب الآلاف عن حزنهم وغضبهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين بتحقيق العدالة وإنزال أقصى العقوبات بالقاتل. من جانبها، تتابع سفارة المملكة في لندن تفاصيل القضية عن كثب، بالتنسيق مع الجهات البريطانية المعنية، لضمان محاسبة المتورطين، وصون حقوق الطلاب السعوديين في الخارج.

برحيل محمد القاسم، يفقد الوطن شابًا نقيًّا، مخلصًا، كان يحمل في قلبه نور العلم، وفي صدره كلام الله. وما بين دمعة أمٍ مفجوعة، وغصة أخت، وحزن أب، يبقى الأمل أن تتحقق العدالة، وأن يُلهم الله ذويه الصبر والسلوان، ويرفعه في عليين شهيدًا مظلومًا لا يُنسى.

رحم الله محمد القاسم، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وجعل ما أصابه شفاعة له ورفعة في عليين.

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
4:22 pm, Aug 17, 2025
temperature icon 25°C
clear sky
47 %
1022 mb
15 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 0%
Visibility 10 km
Sunrise 5:49 am
Sunset 8:20 pm