احتجاجات متصاعدة أمام فندق لاجئين في لندن وسط انقسام شعبي

شهدت منطقة إيسلينغتون في شمال لندن احتجاجات متصاعدة ضد إيواء طالبي اللجوء في فندق ثيستل سيتي باربيكان، حيث تظاهر معارضون للمسألة إلى جانب مؤيدين لحقوق اللاجئين، مما يبرز انقسامًا حادًا في المجتمع المحلي.

احتجاجات ضد إيواء اللاجئين في فندق ثيستل سيتي باربيكان

تجمعت مجموعات من المتظاهرين المعارضين لاستخدام فندق ثيستل سيتي باربيكان لإيواء طالبي اللجوء في المنطقة، حيث نظموا احتجاجًا تحت شعار “ثيستل باربيكان يجب أن يغلق – المحليون يقولون لا”. هذه المظاهرة، التي ضمت نحو 100 شخص، نُظمت من قبل مجموعة من الأفراد في البداية، لكن تم دعمها لاحقًا من قبل جماعات من خارج المنطقة، مثل “باتريوتس أوف بريطانيا” و”توغذر فور ذا تشيلدرن”.

مؤيدو حقوق اللاجئين يردون بمظاهرة ضخمة

مقابل ذلك، شهدت المنطقة أيضًا احتجاجًا مضادًا نظمته مجموعة “ستاند أب تو راسيزم”، دعمته شخصيات بارزة مثل جيريمي كوربين، الزعيم السابق لحزب العمال وعضو البرلمان عن إيسلينغتون نورث. هذا الاحتجاج شهد حضور مئات من المتظاهرين الذين عبروا عن تضامنهم مع اللاجئين، مؤكدين على أهمية استقبالهم وتقديم الدعم لهم في بريطانيا. الحضور في هذا الاحتجاج كان يفوق بكثير عدد المشاركين في المظاهرة المعادية.

تباين الاتهامات والتصريحات

اتهم أحد المتحدثين في الاحتجاج المعارض أن المتظاهرين المناهضين لإيواء اللاجئين تم دفع أموال لهم من قبل “حكومة حزب العمال والنقابات العمالية” للانضمام إلى الاحتجاج، وهي تصريحات تبرز التوترات السياسية المحيطة بالمسألة.

في المقابل، عبر المتظاهرون المؤيدون لللاجئين عن تضامنهم مع المقيمين في الفندق، حيث حملت سارة بيلي، 63 عامًا، لافتة مكتوب عليها: “إلى كل من في الفندق، أنتم محل تقدير، مطلوبون، ومرحب بهم”. كما عبّر آخرون مثل بات بريندرغاست عن رغبتهم في جعل اللاجئين يشعرون بالأمان وسط هذا المناخ المتوتر.

تدخلات واحتجاجات منفصلة في أماكن أخرى

وفي وقت لاحق، انطلقت احتجاجات مماثلة في مدن أخرى، مثل نيوكاسل، حيث نظمت مجموعة “ستاند أب تو راسيزم” احتجاجًا مضادًا ضد مجموعة معارضة للجوء. تم الإعلان عن هذه الاحتجاجات على الإنترنت تحت شعارات مثل “من أجل أطفالنا، من أجل مستقبلنا” و”أوقفوا اليمين المتطرف والفاشيين”.

كما شهدت منطقة سبيلثورني في ساري احتجاجًا في نفس اليوم، حيث أُلقيت عبوة من أدوات إشعال النار المشتعلة تجاه الشرطة، مما أدى إلى اعتقال رجل للاشتباه في محاولته إشعال حريق.

الشرطة تتابع الاحتجاجات وتستعد لأي أحداث مشابهة

أكدت شرطة العاصمة لندن أن هناك خططًا موضوعة للتعامل مع أي احتجاجات مشابهة في أماكن أخرى، وخاصة في الفنادق الأخرى التي يتم استخدامها لإيواء طالبي اللجوء في العاصمة، مشيرة إلى أنها ستتابع الاحتجاجات عن كثب وتتعامل مع أي تصرفات غير قانونية بحزم.

وتتابع منصة العرب في بريطانيا AUK هذه الاحتجاجات عن كثب، وتؤكد على ضرورة تبني سياسات إنسانية تضمن حقوق اللاجئين والمهاجرين وتوفير بيئة آمنة لهم في بريطانيا. وتدعو المنصة إلى تجنب العنف والتحريض في مثل هذه الاحتجاجات، وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأطراف. كما تؤكد على أهمية احترام القيم الإنسانية التي تقوم عليها المجتمعات الديمقراطية، ودعوة الجميع للابتعاد عن خطاب الكراهية والانقسام.

المصدر: الغارديان 

إقرأ أيضًا:

• وقفة طارئة في لندن احتجاجًا على اختطاف نشطاء “أسطول الحرية”
• الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 80 ناشطًا في احتجاجات داعمة لـ”بال أكشن”
• ما التغييرات الجديدة في قوانين الاحتجاج في بريطانيا بعد حظر “بال أكشن”؟