مرشح مسلم عن حزب الإصلاح اليميني المتطرف يواجه إساءات عنصرية

كشف مرشح مسلم في حزب “الإصلاح المملكة المتحدة” (Reform UK) بقيادة نايجل فاراج، والذي حصل على المركز الثاني في انتخابات محلية حديثة، عن تعرضه لفيض من الإساءات العنصرية والإسلاموفوبية خلال حملته الانتخابية. هذا، وأعرب عن أمله في أن يعترف الحزب علنًا بتلك الإساءة ويواجهها بشكل أكثر وضوحًا.
تفاصيل الحملة الانتخابية وسياق الأحداث
سيديق محمود مالك، المعروف بلقب “سيدني”، ترشح في الانتخابات الفرعية التي جرت في 24 يوليو في حي “لانرمني” بمدينة كارديف في ويلز، والذي يعد من الأحياء ذات الغالبية العمالية. حصل مالك، المقيم في كارديف والذي يعود نسبه إلى المفكر المسلم الهندي الشهير سير سيد أحمد خان، على 630 صوتًا، ليخسر أمام مرشح حزب العمال الذي حصل على 755 صوتًا.
الإساءة العنصرية والإسلاموفوبية
كشف مالك في تصريحات خاصة لموقع “ميدل إيست آي” أنه تعرض خلال حملته الانتخابية إلى هجوم واسع من الإساءة عبر الإنترنت بسبب هويته المسلمة. وذكر أنه في 6 يوليو، نشر حساب مجهول على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) يمتلك أكثر من 100,000 متابع صورة له مع تعليق جاء فيه: “لماذا يواصل حزب “الإصلاح” اختيار مسلمين كمرشحين؟”. وقد حصل المنشور على أكثر من 600,000 مشاهدة و800 تعليق، الكثير منها كان مليئًا بالإساءات العنصرية والإسلاموفوبية.
وأعرب مالك عن شعوره بخيبة الأمل بعد أن تمت مشاركة المنشور من قبل الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي علق قائلاً: “آمل أن يكون الناس قد رأوا ذلك الآن”، ما أثار مزيدًا من التعليقات المسيئة.
موقف الحزب ودعمه
رغم الهجوم الذي تعرض له مالك، أكد في حديثه لموقع “ميدل إيست آي” أن حزب “الإصلاح المملكة المتحدة” قدم له دعمًا مستمرًا خلال حملته. ومع ذلك، أشار إلى أنه كان يتمنى أن يكون هناك تصدي علني من الحزب لهذه الإساءة، وخاصة من قبل شخصيات بارزة مثل تومي روبنسون. وأضاف: “لقد كان خلفيتي العرقية موضوعًا مثيرًا للجدل، حتى بين بعض أعضاء المجتمع الإلكتروني لحزب “الإصلاح””.
السير على خطى سير سيد أحمد خان
خلال الحملة، أشار المتحدث باسم “الإصلاح المملكة المتحدة” في ويلز إلى أن مالك “متحمس لحزب الإصلاح”، مؤكدًا أن هذا الشغف يعود إلى إرثه العائلي حيث يعد مالك من نسل سير سيد أحمد خان، الذي يعد من أبرز المفكرين والمصلحين في الهند في القرن التاسع عشر. كان خان قد أسس “الكلية الأنغلو-شرقية للمسلمين” في أليغار، والتي تُعد واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية في الهند.
الإرث الثقافي والاندماج
عبر مالك عن فخره بإرثه وبسير سيد أحمد خان، الذي كان يعتبر “أول فارس مسلم بريطاني”، حيث أسهم بشكل كبير في مجال التعليم والعلم والاندماج في وقت كان فيه المجتمع منقسمًا بشدة. وقال مالك: “من نواحٍ عديدة، كان سير سيد مصدر إلهامي للترشح، فإسهاماته كانت علامة فارقة في مسار دمج المسلمين في المجتمع البريطاني”.
علاقة حزب الإصلاح بالمجتمعات المسلمة
حزب “الإصلاح المملكة المتحدة” معروف بمواقفه اليمينية التي تشمل الدعوة إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين. لكن، في الوقت نفسه، يتهم الحزب بتشجيع العنصرية ضد المسلمين والمجتمعات الأخرى من الأقليات. وبالرغم من ذلك، هناك انتقادات من قبل بعض الناشطين اليمينيين المتطرفين مثل تومي روبنسون الذين يعتقدون أن الحزب “متعاطف جدًا مع المسلمين”.
وأشار مالك إلى أن الحزب لا يزال يواجه تحديات في علاقاته مع المجتمعات المسلمة والمجتمعات الأقليات الأخرى، لكنه أكد على أهمية هذه المجتمعات في دعم التماسك الوطني البريطاني.
ومن خلال تقريرنا هذا، نؤكد أن منصة العرب في بريطانيا AUK تتابع عن كثب تطورات المشهد السياسي في المملكة المتحدة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمعاملة المسلمين في الأوساط السياسية. وتؤمن بأهمية تعزيز التفاهم بين مختلف المجتمعات الثقافية والعرقية في بريطانيا، مع التركيز على ضرورة التصدي لأي شكل من أشكال العنصرية أو الإسلاموفوبيا، سواء على مستوى الأفراد أو الأحزاب السياسية. نحث جميع الأحزاب على أن تتبنى سياسات تدعم التنوع والاندماج الفعلي، مع التأكيد على ضرورة محاسبة أي جهة أو فرد يساهم في نشر الكراهية والتمييز.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇