فوضى المطارات البريطانية: ما هي حقوقك في الحصول على تعويض عن الرحلات الملغاة؟

شهدت المطارات البريطانية موجة من الارتباك بعد عطل فني كبير في مركز مراقبة الحركة الجوية يوم الأربعاء 30 يوليو، ما أدّى إلى إلغاء أكثر من 150 رحلة جوية وتأخير عشرات الرحلات الأخرى. وبينما يُتوقع أن تستمر آثار العطل لأيام، يتساءل آلاف المسافرين عن حقوقهم في هذه الظروف، خاصة في ظل تعقيدات القوانين واختلاف قواعد التعويض بحسب شركة الطيران ومكان الإقلاع.
في هذا التقرير، نستعرض أبرز حقوق المسافرين من وإلى المملكة المتحدة، ونوضح متى يحق لك استرداد أموالك أو المطالبة بتعويض مالي، ومتى تعتبر الظروف “استثنائية” تعفي شركات الطيران من المسؤولية.
ما هي حقوقي إذا تأخرت رحلتي أو أُلغيت؟
بالنسبة للرحلات التي تنطلق من مطارات المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي (أو منطقة الاقتصاد الأوروبي)، تنطبق قواعد “EC261” الأوروبية التي نُسخت إلى القانون البريطاني تحت اسم “UK261” بعد بريكست. هذه القوانين تُلزم شركات الطيران بتوفير الرعاية للمسافرين في حال حدوث تأخير أو إلغاء، وتحدد بوضوح متى يُدفع التعويض النقدي.
تبدأ الرعاية بعد مدة معينة من الانتظار، حسب مسافة الرحلة:
• الرحلات القصيرة (أقل من 1500 كم): تقديم المرطبات بعد ساعتين
• الرحلات المتوسطة (بين 1500 و3500 كم): بعد ثلاث ساعات
• الرحلات الطويلة: بعد أربع ساعات
وإذا طال التأخير لليلة كاملة، فإن الشركة مطالبة بتوفير فندق. لكن في الواقع، كثير من الشركات تطلب من المسافرين حجز الفندق بأنفسهم ثم تقديم فاتورة لاسترداد المبلغ لاحقًا، وهو أمر لا يتماشى تمامًا مع القانون.
وفي حال أُلغيت الرحلة، للمسافر حقّ قانوني باسترداد أمواله خلال أسبوع، أو قبول قسيمة سفر (voucher) إذا كان العرض مجزيًا. لكن لا تُجبر على القبول، ويمكنك المطالبة باسترداد نقدي.
متى أحصل على تعويض مالي؟ وما هي المبالغ؟
يُمنح التعويض المالي إذا تأخرت الرحلة ثلاث ساعات أو أكثر عند الوصول، أو ألغيت بالكامل، بشرط ألا تكون الظروف خارجة عن سيطرة الشركة. قيمة التعويض تعتمد على المسافة:
• حتى 1500 كم (مثلاً: لندن – برشلونة): 220 باوند
• 1500 – 3500 كم (مثل: مانشستر – لشبونة): 350 باوند
• أكثر من 3500 كم (مثلاً: برمنغهام – دبي): 520 باوند (260 إذا تأخر الوصول بين 3 و4 ساعات)
لكن شركات الطيران تستطيع التهرب من الدفع إذا أثبتت أن السبب كان “ظروفًا استثنائية” مثل سوء الأحوال الجوية، اضطرابات سياسية، مخاطر أمنية أو إضرابات خارجية. أما الأعطال الفنية العادية فلا تُعتبر ظروفًا استثنائية، بحسب قرارات المحاكم.
كيف أطالب بحقي؟ وماذا لو رُفض طلبي؟
جميع شركات الطيران يجب أن توفر نموذجًا إلكترونيًا لتقديم المطالبات، وإن كان الوصول إليه أحيانًا صعبًا. بعض الشركات تعرض قسائم سفر بقيمة أعلى من المبلغ النقدي، بشرط موافقة المسافر. لكن إذا رُفض طلبك دون مبرر، يمكنك التقدّم برسالة قانونية أولية تُهدد فيها باللجوء إلى محكمة “Money Claim Online”، وهي خطوة فعّالة خاصة في المطالبات المتوسطة مثل 350 باوند.
إذا كانت الرحلة من مطار خارج أوروبا على شركة غير أوروبية أو بريطانية، فغالبًا لا يحق للمسافر أي تعويض رسمي، رغم أن بعض الشركات المرموقة توفّر مساعدة طوعية.
تعكس هذه الفوضى في قطاع الطيران هشاشة البنية التقنية وتراجع التزامات بعض الشركات تجاه المسافرين. وبينما تُحمّل شركات الطيران الظروف “الاستثنائية” المسؤولية، يبقى المسافر هو الخاسر الأكبر. من حق كل مسافر أن يحصل على معاملة كريمة، وتعويض عادل، ومعلومة واضحة، لا أن يُترك في المطار يلاحق القوانين والغموض.
تدعو منصة العرب في بريطانيا إلى مزيد من الرقابة على التزام شركات الطيران، وتحديث القوانين بما يضمن إنصاف المسافر في كل الحالات، سواء كان تأخيرًا تقنيًا أو فشلًا إداريًا، فالسفر حق لا مغامرة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيّضا
أمسية “معًا من أجل فلسطين” في ويمبلي
أنشطة وفعاليات في بريطانيا لعطلة نهاية الأسبوع (2-3 أغسطس 2025)
أكبر هيئة يهودية في بريطانيا: لا لاستخدام الغذاء كسلاح ضد سكان غزة
الرابط المختصر هنا ⬇