العرب في بريطانيا | الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف ال...

1447 ربيع الأول 26 | 19 سبتمبر 2025

الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف الشركات البريطانية عن نظيراتها في العالم؟

الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف الشركات البريطانية عن نظيراتها في العالم؟
صبا الشريف July 29, 2025

الشركات البريطانية تتخلف عن منافسيها الأمريكيين والأوروبيين في تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل. توصي 29 ٪ من الشركات البريطانية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وفقًا لاستطلاع شمل 46 ألف موظف في 25 دولة، أجرته شركة التوظيف “Hays”.

هذا الرقم أقل من نصف نسبة الشركات في الولايات المتحدة التي تبلغ 59٪ كما تتخلف بريطانيا عن أيرلندا التي سجلت 36 ٪ وفرنسا 38 ٪ ، ما يسلط الضوء على اتساع الفجوة الدولية في تبني المؤسسات للذكاء الاصطناعي.

وقال المدير التنفيذي لشركة “Hays” ، ديرك هان: “عدم الفهم الكافي لإمكانات الذكاء الاصطناعي يمنع التقدم في تعميم التعليم والتدريب عليه”. وأضاف: “هذا التردد يهدد بتعطيل التحول التكنولوجي السريع الذي تشهده بيئة العمل في معظم القطاعات”.

ثقافة الحذر تعرقل تبني الذكاء الاصطناعي في بريطانيا مقارنة بالولايات المتحدة

الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف الشركات البريطانية عن نظيراتها في العالم؟

تعد الثقافة “المتحفظة” تجاه التقنيات الجديدة من أبرز العقبات أمام تبني الذكاء الاصطناعي في بريطانيا، حسب دانيال موتشينسكي، رئيس الموارد البشرية في شركة إدارة النفايات “NWH جروب”.

وأوضح: “تتجه العديد من الشركات نحو التعامل مع أساسيات التحول الرقمي، لذا قد يبدو الذكاء الاصطناعي قفزة كبيرة بلا مبرر تجاري واضح”.

وأضاف موتشينسكي أن استخدام الذكاء الاصطناعي في كثير من الشركات البريطانية لا يزال مدفوعًا بالحماس الفردي بدلاً من أن يكون جزءًا من رؤية استراتيجية يقودها القادة، على عكس الشركات الأمريكية التي تتسم بحرص أكبر على الاستثمار وسرعة دمج الأدوات الناشئة على نطاق واسع.

بدورها، أشارت ليزا مورفي، الرئيسة التنفيذية لشركة “Limelite HR” المتخصصة في الموارد البشرية والتدريب، إلى أن المخاوف التنظيمية مثل قانون حماية البيانات العام (GDPR) تلعب دورًا، لكن الحواجز الثقافية تُعد عاملًا مؤثرًا أيضًا.

وقالت: “في كثير من الشركات، قد تكمن الحواجز أمام تبني الذكاء الاصطناعي في الثقافة، حيث يُنظر إليه بسلبية أو يُحظر استخدامه بالكامل”.

وأضافت: “دون وجود سياسة داخلية واضحة، يبقى الموظفون في حيرة من أمرهم بشأن مدى ملاءمة استخدام أدوات مثل ChatGPT”.

وتختلف هذه الحالة مع ما وصفته مورفي بـ”الثقافة التجريبية” في العديد من الشركات الأمريكية، التي تشجع الابتكار مما يؤدي إلى تبني أسرع.

نقص التدريب على الذكاء الاصطناعي يهدد تنافسية الشركات البريطانية وسط حماس الموظفين

الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف الشركات البريطانية عن نظيراتها في العالم؟

يحذر موتشينسكي من أن الشركات التي تتأخر في تبني الذكاء الاصطناعي وتدريب موظفيها عليه قد تتخلف عن منافسيها.

وقال: “الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طرق العمل”. وأضاف: “إذا لم تُمكّن الشركات موظفيها من فهم واستخدام هذه الأدوات، فإنها تخاطر بتكوين قوة عمل غير مستعدة وغير ملتزمة”.

وأظهر استطلاع “Hays” أن 89 ٪ من الموظفين مستعدون لتعلم مهارات الذكاء الاصطناعي. وقالت مورفي: “يرغب الناس في اكتساب مهارات تؤهلهم للمستقبل”. وأضافت: “إذا لم يقدم صاحب العمل الحالي الدعم، فسوف ينتقلون إلى شركات توفر فرصًا للاستثمار في تطويرهم”.

وحذرت من أن نقص التدريب والإرشاد قد يؤدي إلى الاستخدام غير السليم لأدوات الذكاء الاصطناعي، مما قد يسبب مشاكل تتعلق بالامتثال والأمان.

وعلى الرغم من حماس الموظفين، تبين أن 37 ٪ فقط من أصحاب العمل في بريطانيا يقدمون تدريبًا على الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ50 ٪ في الولايات المتحدة.

وأشار موتشينسكي إلى أن عدم الاستثمار قد يصعّب على أصحاب العمل جذب المواهب والاحتفاظ بها، خصوصًا بين المهتمين بالتقنية. وقال: “المواهب المتخصصة تتوقع الوصول إلى أدوات تساعدها على العمل بكفاءة. الذكاء الاصطناعي قد لا يحل محل كل وظيفة، لكنه سيحل محل من لا يعرف كيفية استخدامه”.

خبراء يحذرون من خسارة بريطانيا لتفوقها التقني دون تسريع الاستثمار في تدريب الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل: لماذا تتخلف الشركات البريطانية عن نظيراتها في العالم؟

قال مارتن كولير، مدير الرقمنة والذكاء الاصطناعي في “LACE Partners”، إن بريطانيا تواجه خطر فقدان ميزتها التنافسية إذا استمر التأخر في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وتطوير القوى العاملة. ومع ذلك، يرى كولير أن الشركات البريطانية لا تزال قادرة على اللحاق بالركب إذا تحركت بسرعة واتبعت استراتيجية واضحة. ونصح بتبني “عقلية المبتدئين” وإجراء تقييم للمهارات لتحديد احتياجات التدريب.

وأضاف: “لا تضعوا رؤوسكم في الرمال. الفجوة ستتسع ما لم تُتخذ إجراءات فورية”.

ودعا موتشينسكي أقسام الموارد البشرية إلى بناء ثقافة تشجع التجريب باستخدام الذكاء الاصطناعي، وضمان أن يكون التدريب عمليًا ومتخصصًا وشاملًا، مشيرًا إلى أن البداية يجب أن تكون في مجالات مثل التوظيف أو التقارير حيث يكون للأدوات قيمة واضحة.

وشدد على أن الرسالة يجب أن تكون: الذكاء الاصطناعي ليس مصدر خوف، بل أداة للعمل معها.

وأوضحت مورفي أن القيادة العليا تتحمل مسؤولية أساسية في هذا المجال، مشددة على ضرورة أن يكون القادة قدوة في الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، وبناء ثقافة تدعم الابتكار الآمن والمحكوم جيدًا.

رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :

تشير منصة العرب في بريطانيا إلى أن التأخر في تبني أدوات الذكاء الاصطناعي داخل الشركات البريطانية يعكس تحديات ثقافية وتنظيمية تهدد قدرتها على المنافسة في السوق العالمي المتسارع. وفي ظل التحولات الرقمية التي تشهدها معظم القطاعات، يصبح الاستثمار في تدريب الموظفين وتبني سياسات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة، لا خيارًا ترفيهيًا.

كما تؤكد المنصة أن القادة في المؤسسات عليهم دور حاسم في تعزيز بيئة عمل تحفز على الابتكار والتجريب، مع تبني مسؤولية استخدام التكنولوجيا بشكل آمن وفعّال. إن الجهود المبذولة اليوم ستكون حاسمة في تحديد موقع بريطانيا في السباق التقني المستقبلي.

كيف ترى دور الشركات البريطانية في تسريع وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي؟
وهل تعتقد أن الثقافة المؤسسية الحالية قادرة على مواكبة هذا التحول؟
شاركنا رأيك عبر التعليقات أو على منصاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: people management


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
3:10 am, Sep 19, 2025
temperature icon 16°C
few clouds
89 %
1020 mb
3 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 20%
Visibility 10 km
Sunrise 6:41 am
Sunset 7:06 pm

آخر فيديوهات القناة