رغم الإضرابات.. دعوات للاستمرار في التوجه لخدمات الصحة البريطانية NHS

دعت السلطات الصحية في بريطانيا المواطنين إلى الاستمرار في طلب الرعاية الطبية من هيئة الصحة الوطنية (NHS)، رغم الإضراب المرتقب الذي سيخوضه الأطباء المقيمون لمدة خمسة أيام، ابتداءً من الساعة السابعة صباحًا يوم الجمعة.
وقالت هيئة الصحة الوطنية في إنجلترا (NHS England) إن المستشفيات والفرق الطبية المحلية قد وضعت خططًا مسبقة لتقليل أثر الإضراب على المرضى، مؤكدة أن العيادات العامة (GP surgeries) ستواصل العمل كالمعتاد، وأن خدمات الطوارئ والرعاية العاجلة ستظل متاحة لمن يحتاج إليها.
إضراب هو الثاني عشر منذ 2023
ومن المتوقع أن يشارك آلاف الأطباء المقيمين في هذا الإضراب، الذي يُعد الثاني عشر من نوعه منذ مارس 2023، وسط خلاف مستمر مع الحكومة حول الأجور.
وحثّت الهيئة الجمهور على استخدام خدمة 111 عبر الإنترنت لحالات الاستفسار غير الطارئة، وأكدت أن خدمات الطوارئ عبر الرقم 999 تظل الخيار الأول في الحالات الحرجة.
وقالت البروفيسورة ميغانا بانديت، المديرة الطبية الوطنية في NHS إنجلترا: “لا شك أن هذا الإضراب سيؤثر سلبًا على المرضى والطواقم الطبية، ومن المؤسف أنه ماضٍ قدمًا. ومع ذلك، نبذل قصارى جهدنا للحد من التأجيلات، وعلى المرضى مواصلة استخدام خدمات NHS كالمعتاد، ما لم يتم إخطارهم بخلاف ذلك.”
جدل بين NHS واتحاد الأطباء BMA
في المقابل، انتقدت الرابطة الطبية البريطانية (BMA) خطط هيئة NHS للاستمرار في إجراء العمليات غير الطارئة أثناء الإضراب، واعتبرت ذلك خطرًا على سلامة المرضى، مشيرة إلى أن الضغط الإضافي على الطواقم الطبية قد يؤدي إلى ارتباك وإلغاء مواعيد في اللحظة الأخيرة.
وقال الدكتور توم دولفين، رئيس مجلس BMA: “من غير الواقعي أن يُطلب من الأطباء الاستشاريين تغطية أقسام الطوارئ والقيام في الوقت ذاته بأداء المهام الروتينية.”
وأكدت الرابطة أن أولويتها القصوى خلال الإضراب هي الحفاظ على خدمات الطوارئ والرعاية العاجلة.
وأشارت BMA إلى أن المحادثات الأخيرة مع الحكومة انهارت بسبب غياب عرض جاد بشأن استعادة القوة الشرائية لرواتب الأطباء المقيمين.
وقالت الدكتورة ميليسا رايان والدكتور روس نيوود، رؤساء لجنة الأطباء المقيمين في BMA: “لطالما أكدنا أن لا طبيب يرغب في الإضراب. كل ما نطلبه هو مسار حقيقي يعيد لنا قيمة رواتبنا.”
في المقابل، قال وزير الصحة ويس ستريتينغ إن الحكومة “قدّمت زيادة بنسبة 28.9٪ في الأجور خلال السنوات الثلاث الماضية”، واصفًا الإضراب بأنه “غير مبرر وغير مسبوق في تاريخ العمل النقابي البريطاني”.
وأضاف: “تركيزي الآن سيكون على حماية المرضى ودعم العاملين في NHS. هناك فرص حقيقية لتحسين ظروف العمل لو أن النقابة اختارت التعاون بدلًا من المواجهة.”
أظهر استطلاع جديد أجرته YouGov أن الدعم الشعبي للإضرابات بدأ يتراجع، حيث قال 52٪ من المشاركين إنهم يعارضون الإضراب، مقابل 34٪ يدعمونه، ما يعكس انخفاضًا بمقدار خمس نقاط منذ مايو.
من هم الأطباء المقيمون؟
يُعد الأطباء المقيمون من الأطباء المؤهّلين في مرحلة التدريب السريري، وغالبًا ما يمتلكون خبرة تمتد بين خمس إلى تسع سنوات في المستشفيات أو في طريقهم للعمل كأطباء عامّين.
يمثّل هذا الإضراب جرس إنذار جديد لحالة التوتر المتصاعدة بين الطواقم الطبية والحكومة، في ظل نظام صحي يعاني من ضغوط هائلة، وتأخيرات مزمنة، ونقص في الموارد البشرية. في منصة العرب في بريطانيا، نؤمن بأن الأطباء ليسوا أعداءً للمرضى، بل عمود النظام الصحي نفسه، وأن تجاهل مطالبهم المتعلقة بالأجور وساعات العمل ليس مجرد خطأ اقتصادي، بل فشل أخلاقي يهدد مستقبل الـNHS كمنظومة وطنية شاملة.
نحث الحكومة على الدخول في حوار جاد وشامل، يضع مصلحة المرضى والعاملين معًا في المقدّمة، لأن استمرار المواجهة هو خذلان مزدوج للمرضى ولمن يعالجهم.
المصدر ستاندرد
إقرأ أيضا
الرابط المختصر هنا ⬇