العرب في بريطانيا | لماذا لا تعلن الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة؟

1447 محرم 26 | 22 يوليو 2025

لماذا لا تعلن الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة؟

WhatsApp Image 2025-07-22 at 10.20.28 (1)
اية محمد July 22, 2025

كتَبَ الكاتب منصف خان مقالًا بعنوان “لماذا لا تعلن الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة؟” وقال فيه في 9 يوليو 2024، أصدر ما لا يقل عن 11 خبيرًا من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نداءً استغاثة بشأن المجاعة في قطاع غزة، مؤكدين أن الوضع في القطاع المحاصر قد وصل إلى مستوى غير مقبول من الانعدام الحاد للأمن الغذائي. هؤلاء الخبراء الذين يمثلون مجالات متعددة في حقوق الإنسان، دعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة، لكن رغم ذلك، لم تعلن الأمم المتحدة رسميًا عن حدوث المجاعة حتى الآن.

النداء الأممي والمجاعة في غزة

لماذا لا تعلن الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة؟
العدوان الإسرائيلي على غزة (الأناضول/ Mustafa Hassona)

الخبراء الذين أصدروا البيان كانوا يشملون كلًا من مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، وبيدرو أروخو-أغودو، المقرر الخاص المعني بالحق في مياه الشرب والصرف الصحي، وفرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967. وقد أشاروا في بيانهم إلى أن ما يحدث في غزة هو تجويع متعمد من قبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وهو شكل من أشكال العنف الإبادي، وأدى إلى وقوع مجاعة في القطاع.

وأشار البيان إلى أن الأطفال في غزة يلقون حتفهم جوعًا رغم محاولات تقديم العلاج الطبي لهم، ما يعكس الوضع الكارثي الذي لا يترك مجالًا للشك في ضرورة إعلان المجاعة. لكن رغم هذا النداء، لم تقم الأمم المتحدة بإعلان “المجاعة” رسميًا حتى الآن.

مؤشرات المجاعة وفقًا للمعايير الدولية

عادةً ما يُفهم مصطلح “المجاعة” على أنه نقص حاد في الغذاء يؤدي إلى وفاة جماعية، ولكن لا يوجد تعريف موحد لهذا المصطلح في القانون الدولي. ومع ذلك، في عام 2004، وضعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تصنيف “المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي” (IPC)، وهو مقياس يُستخدم لتحديد حالات انعدام الأمن الغذائي.

تتمثل المعايير الرئيسية التي يتم على أساسها إعلان المجاعة في ثلاثة جوانب:

  1. أن 20% أو أكثر من الأسر في المنطقة يعانون من نقص حاد في الغذاء مع قدرة محدودة على التكيف.
  2. أن يتجاوز معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال 30%.
  3. أن يتجاوز معدل الوفيات حالتين لكل 10,000 شخص يوميًا.

عندما تتحقق هذه المعايير، يجب إعلان المجاعة، وهو ما لم يحدث حتى الآن رغم المعاناة المتزايدة في غزة.

التحديات في الحصول على البيانات اللازمة

يُقال إن السبب وراء عدم إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة هو عدم توفر البيانات الكافية التي تحتاج إليها الأمم المتحدة لتطبيق مقياس IPC. حيث تمنع إسرائيل الصحفيين وبعض العاملين في المجال الإنساني من دخول غزة، مما يجعل من الصعب جمع البيانات الأساسية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة في تصنيف الأوضاع الإنسانية في المناطق الأخرى.

ومع ذلك، فإن الأدلة المادية من غزة واضحة، مع وجود صور تُظهر الأجساد الهزيلة التي تُذكر بمعسكرات الاعتقال النازية. هذا الواقع المروع، إلى جانب تحذيرات الأونروا حول مخاطر المجاعة على الأطفال، يجعل من الصعب تجاهل الوضع القائم. ويؤكد الكاتب أنه في ظل توفر بعض البيانات الموثوقة، كان من الأفضل أن تتغلب الاعتبارات الإنسانية على الصعوبات التقنية في جمع البيانات.

الاعتبارات السياسية وتأثيرها على القرار الأممي

تتعدد الأسباب التي قد تدفع الأمم المتحدة إلى تأجيل إعلان المجاعة، وتعتبر الاعتبارات السياسية من بين هذه الأسباب. فالدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، لها تأثير كبير على القرار الأممي، مما يعيق أحيانًا اتخاذ إجراءات قوية في هذا الصدد.

وقد أشار الكاتب إلى الهجمات التي شنّتها الحكومة الأمريكية ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، والمقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، كدليل على المخاطر السياسية التي قد يتعرض لها المسؤولون الأمميون عند اتخاذ مواقف قد تتعارض مع مصالح بعض القوى الكبرى.

ومع الأزمة الحالية، يرى الكاتب أنه في ظل تزايد الضغوط السياسية، لم يعد من المقبول تبرير التقاعس في اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الوضع في غزة، خاصة بعد أن أقر الكونغرس الأمريكي قانونًا يوقف تمويل الأمم المتحدة.

المجاعة كجريمة حرب وفقًا للقانون الدولي

من المهم أيضًا التذكير بأن تجويع المدنيين يُعد جريمة حرب وفقًا للمادة 8 من نظام المحكمة الجنائية الدولية، إذا تم ارتكابها في النزاعات المسلحة الدولية. ويُعتبر الحصار الكامل على غزة، الذي بدأ في 9 أكتوبر 2023، وتسبب في تجويع المدنيين، بمثابة انتهاك لهذا النظام الأساسي. وقد أدت هذه السياسات إلى وفاة العديد من الفلسطينيين، خاصة من الأطفال، ويؤكد الكاتب أن هذا يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

الوضع الإنساني في غزة

وأضاف الكاتب ووفقًا للتقارير الواردة من برنامج الغذاء العالمي، يحتاج حوالي 90,000 طفل وامرأة في غزة إلى علاج فوري من سوء التغذية. وفي يوم 20 يوليو 2024، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 19 شخصًا لقوا حتفهم جوعًا في يوم واحد فقط، وسط تزايد عدد الضحايا بشكل مستمر.

وقد أضاف الكاتب أن هذه الوضعية تُظهر الحاجة الماسة لإعلان المجاعة، على الرغم من أن الأمم المتحدة لم تتخذ بعد هذا القرار الحاسم.

التبرع لأجل غزة منظمة العمل لأجل الإنسانية

المصدر: الجزيرة


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
5:58 pm, Jul 22, 2025
temperature icon 22°C
overcast clouds
67 %
1010 mb
1 mph
Wind Gust 4 mph
Clouds 86%
Visibility 10 km
Sunrise 5:09 am
Sunset 9:03 pm