العرب في بريطانيا | الشيف الفلسطيني سامي التميمي: وصفاتٌ بطعم الوطن...

1447 محرم 24 | 20 يوليو 2025

الشيف الفلسطيني سامي التميمي: وصفاتٌ بطعم الوطن ومهمة لحفظ الهوية

0303110f-2d4c-4ab7-b949-13e5fc59f66c.__CR0,0,970,600_PT0_SX970_V1___
ديمة خالد July 17, 2025

في كتابه الجديد «بُستاني: احتفاء بالخضروات من بلادي فلسطين»، يوثّق الشيف الفلسطيني سامي التميمي تراث المطبخ الفلسطيني، في مهمة تتجاوز الطهو لتصبح فعلًا مقاومًا لحماية الهوية من الطمس والانتحال. يجمع التميمي بين الوصفات النباتية والذكريات الشخصية في عمل يُعدّ مقاومة ثقافية في وجه الاحتلال، ومحاولة للحفاظ على جذور المطبخ الفلسطيني في ظل محاولات محوه أو نسبه لغير أهله.

التميمي، المولود في البلدة القديمة بالقدس، ينطلق في مشروعه من تجربة عميقة الجذور، ارتبطت بطفولته بين بيوت الأجداد في الخليل، والرحلات العائلية إلى التلال لجمع الأعشاب والنباتات البرية. تحوّلت هذه الذكريات إلى مشروع توثيقي ذي طابع سياسي وثقافي.

ويقول في هذا السياق: «الحديث عن طعامنا فعلٌ سياسي، ووسيلة لإبقاء ذاكرتنا حيّة، ونقلها إلى الأجيال التي لم تولد في فلسطين».

ويضمّ «بُستاني» عشرات الوصفات المستوحاة من المطبخ الفلسطيني التقليدي، مثل الكشك الأخضر، والدُقّة الغزّية، والطحينة، والحلويات الشعبية، لكنه لا يكتفي بإعادة تقديم الأطباق كما هي، بل يضفي عليها لمسات معاصرة مستمدة من خبرته الممتدة على مدار أربعة عقود، قضاها في العمل بين القدس وتل أبيب ولندن.

ويتضمن الكتاب فصلًا خاصًا عن “المونة”، وهو تقليد فلسطيني وشرقي لحفظ المنتجات الموسمية من خضروات وفواكه وأعشاب ومكسرات وبقوليات عبر التخليل أو التخمير أو التجفيف أو الحفظ في زجاجات، لضمان توفّرها على مدار العام. ويبرز هذا الفصل أهمية الاستدامة الغذائية في ظل القيود المتزايدة على الأرض والمياه والزراعة الفلسطينية.

ويحذر التميمي من أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على مصادرة الأرض، بل يمتد إلى التراث الثقافي، بما في ذلك المطبخ الفلسطيني، حيث يُمنع الفلسطينيون من جمع النباتات البرية الأصلية، وتُدمَّر بساتين الزيتون، وتُلوَّث مصادر المياه وتُمنع المساعدات الغذائية، في حين تُروَّج بدائل إسرائيلية تجارية داخل الأسواق.

ويقول: «هذه أرضنا، وطعامها جزء من ذاكرتنا. لا يمكن لأحد أن ينتزع منا تاريخنا أو يُخبرنا أن هذه ليست أرضنا».

في أثناء إعداد الفصول الأخيرة من الكتاب، كانت غزة تتعرض لحرب إسرائيلية مدمّرة عقب هجوم 7 أكتوبر 2023. ويشير التميمي إلى أن الهجوم استهدف بشكل مباشر مصادر الغذاء، بما في ذلك المزارع والدفيئات الزراعية والبنية التحتية الزراعية، ما دفع نحو مليوني فلسطيني إلى حافة المجاعة.

يركّز «بُستاني» أيضًا على التنوع الإقليمي في المطبخ الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة، حيث يظهر تأثير الجوار المصري في الطهو، ما يجعل الأطباق أكثر حدّة من حيث التوابل، وتُحضّر الفلافل هناك باستخدام الفول بدلًا من الحمص فقط، وتتميّز الكنافة الغزّية بإضافة الجوز أو البرغل، وأحيانًا الكسكس. كما يلفت التميمي إلى أن المأكولات البحرية التي كانت شائعة في غزة قبل الحصار، مثل السلطعون والحبار، لم تعد متاحة في معظم المناطق الفلسطينية، في حين كانت الفراولة الغزّية تُعرف بأنها الأطيب مذاقًا.

وفي ختام حديثه، يؤكّد التميمي أن كتابه لا يقتصر على الطهو، بل يهدف إلى فتح نافذة إنسانية وثقافية على فلسطين، شعبًا وأرضًا.

ويقول: «هناك وجه آخر للفلسطينيين أريد أن أُظهره في هذا الكتاب. نحن نحب الحياة ونرغب في الاستمتاع بها لأقصى حد. من خلال الطعام، أتواصل مع من يريد أن يعرف فلسطين وثقافتها. وإذا كان هناك شيء إيجابي وسط كل هذا الخراب، فهو أن العالم بدأ يرى الحقيقة».

 

المصدر: الغارديان


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:31 am, Jul 20, 2025
temperature icon 18°C
broken clouds
86 %
1000 mb
9 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 75%
Visibility 10 km
Sunrise 5:07 am
Sunset 9:06 pm