وثيقة مسرّبة: حظر رسمي على تغطية دور الجيش البريطاني في إبادة غزة
كشف الصحفي البريطاني مات كينارد عن وثيقة سرية صادرة عن لجنة الإعلام الدفاعي والأمني (DSMA)، تحظر بشكل صارم تغطية الإعلام البريطاني لأنشطة القوات الخاصة البريطانية في الشرق الأوسط. الخطاب المؤرخ بتاريخ 28 أكتوبر 2023، يمنع نشر أو بث أي معلومات تتعلق بانتشار أو تحركات تلك القوات، تحت مبرر “حماية الأمن القومي”.
وتُعتبر هذه الوثيقة مؤشراً صارخاً على ممارسة الرقابة العسكرية في دولة تدّعي الشفافية وحرية التعبير، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى التزام بريطانيا بالقيم الديمقراطية وحرية الصحافة، وفقاً لعدد من المراقبين.
نص الخطاب السري كاملاً:
خاص وسري: غير مخصص للنشر أو البث أو الاستخدام على وسائل التواصل الاجتماعي.
إلى جميع المحررين – تنبيه صادر عن لجنة الإعلام الدفاعي والأمني (DSMA):
بدأت بعض وسائل الإعلام في نشر تقارير تزعم وجود انتشار لقوات خاصة بريطانية في مناطق حساسة من الشرق الأوسط، تربطها بعمليات إنقاذ أو إجلاء رهائن. أودّ أن أذكّر المحررين بأن تداول مثل هذه التقارير يُعد خرقًا لقواعد التنبيهات الصادرة عن لجنة الإعلام الدفاعي والأمني، وأوصي بعدم نشر أو بث أي مزاعم في هذا السياق دون استشارة لجنة الإعلام الدفاعي والأمني مسبقًا.
للتوضيح، يمكن الرجوع إلى الإشعار الدائم رقم 03 المنشور على الموقع الرسمي للجنة DSMA www.dsma.uk، حيث يُعاد أدناه المقطع المتعلق بهذا الموضوع تسهيلاً للمحررين:
يهدف هذا التنبيه إلى منع الكشف غير المقصود عن معلومات سرية تتعلق بـ:
- القوات الخاصة ووحدات أخرى تابعة لوزارة الدفاع البريطانية المشاركة في عمليات الأمن والاستخبارات ومكافحة الإرهاب، بما في ذلك الأساليب والتقنيات والأنشطة الخاصة بها.
وقد يؤدي الكشف عن مثل هذه المعلومات إلى:
- تسريب تفاصيل عن العمليات أو الأساليب والتقنيات المستخدمة قبل أو أثناء أو بعد تنفيذها، ما يمنح الخصوم أفضلية وقد يُعرّض الأمن القومي للخطر ويزيد من احتمالية تعريض أرواح البريطانيين للخطر.
يُطلب الرجوع إليّ للحصول على المشورة قبل التفكير في نشر أو بث أي معلومات حول هذه العمليات.
العميد جيفري دودز،
سكرتير لجنة الإعلام الدفاعي والأمني (DSMA)
منذ صدور هذا الخطاب، امتنعت وسائل الإعلام البريطانية تمامًا عن الإشارة إلى أي دور للقوات الخاصة في غزة أو غيرها من مناطق الشرق الأوسط، ما يعكس تبنيًا لسياسة صمت وتكتم متعمد.
ويُعيد هذا الكشف إلى الواجهة التناقض الحاد بين الصورة التي تسعى بريطانيا لإبرازها كبلد يحتضن حرية الصحافة، وبين الممارسة الواقعية التي تفرض قيودًا عسكرية صارمة على التغطية الإعلامية في قضايا تمس الأمن القومي، مما يُبقي الحقيقة خلف ستار ثقيل من الرقابة.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇