وزير محافظ سابق أيد حظر تسليح إسرائيل ينضم لحزب الإصلاح اليميني المتطرف

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن وزير الدولة السابق ديفيد جونز انضمامه إلى “حزب الإصلاح” اليميني بقيادة نايجل فاراج، في تحول سياسي لافت؛ نظرًا لمواقفه العلنية السابقة التي انتقد فيها إسرائيل ودعا إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة إليها بسبب عدوانها على غزة.
وكان جونز، النائب السابق عن حزب المحافظين عن دائرة كلويد ويست في ويلز، قد شغل منصب وزير الدولة لشؤون ويلز بين عامي 2012 و2014. ويُعد أبرز شخصية عامة تنتقد السياسات الإسرائيلية، لكنه انضم الآن إلى حزب فاراج اليميني المعروف بموقفه المناهض للهجرة والمؤيد بشدة لإسرائيل.
مواقف مناهضة لإسرائيل وانتقادات متكررة في البرلمان
في تصريحات أدلى بها لموقع ميدل إيست آي في يونيو/حزيران 2023، طالب جونز الحكومة البريطانية بتعليق صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، واصفًا هجومها على غزة بأنه “غير متناسب” وتسبب في “دمار مروع”، وأشار إلى أن سكان القطاع باتوا “يتضورون جوعًا، ويأكلون علف الحيوانات والطيور والعشب”.
وأعرب جونز عن خيبة أمله من اختلال ميزان الدعم داخل حزب المحافظين، قائلًا: إن هيمنة جماعة “أصدقاء إسرائيل المحافظين” جعلت دعم إسرائيل هو الصوت السائد، وأضاف: “كنت أتمنى أن تُروّج القضية العربية لنفسها بالحماس نفسه”.
وخلال عامي 2023 و2024، عبّر جونز مرارًا في مجلس العموم عن قلقه بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى التزامات تل أبيب القانونية بموجب القانون الدولي، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية.
مفارقة سياسية
المفارقة أن زعيم “حزب الإصلاح”، نايجل فاراج، يعارض بشدة فكرة حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، بل أعرب في فبراير/شباط الماضي عن إعجابه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستيلاء على غزة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ورغم هذه التناقضات، دافع جونز عن قراره بالانضمام إلى “الإصلاح”، مشيرًا إلى أن الحزب الجديد “يُعبّر عن آرائه بطريقة أفضل من الحزبين التقليديين”، خصوصًا ما يتعلق بملفات الهجرة وتكلفة المعيشة والسيادة الوطنية، على حد قوله.
“القضية العربية انتهت”
في تصريح لافت، قال جونز: إن “القضية العربية انتهت”، موضحًا أنه رغم محاولاته السابقة لتعزيز حضور الدول العربية في أروقة حزب المحافظين، فإن الزخم قد تلاشى تدريجيًّا.
ونفى وجود مشكلة “الإسلاموفوبيا” داخل حزب المحافظين، مؤكدًا أنه لم يشهد أي مواقف عدائية تجاه المسلمين خلال فترة وجوده في الحزب.
تتابع منصة “العرب في بريطانيا” بقلق التحولات السياسية التي يشهدها المشهد البريطاني، ولا سيما إذا انطوت على تناقضات حادة بين المواقف السابقة والحالية للسياسيين.
انضمام ديفيد جونز إلى حزب يقوده فاراج، المعروف بمواقفه المتطرفة تجاه قضايا الهجرة والدعم غير المشروط للاحتلال الإسرائيلي، يثير تساؤلات عن مدى التزام الأحزاب الجديدة بقيم العدالة وحقوق الإنسان، خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وترى المنصة أنه أصبح من الضروري وجود تيارات سياسية بريطانية تُنصت لصوت الضحايا وتلتزم بمبادئ القانون الدولي، لا أن تتجاوزها باسم الشعبوية أو الحسابات الانتخابية الضيقة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇