رغم تراجع التلوث في معظم مدن بريطانيا.. بلدة واحدة تخالف الاتجاه

خلافًا للاتجاه العام في بريطانيا الذي يشهد تراجعًا واضحًا في انبعاثات الغازات الدفيئة، سجّلت بلدة سلاو (Slough) الواقعة في مقاطعة بيركشير، على بُعد أقل من 20 ميلًا من العاصمة لندن، ارتفاعًا كبيرًا في انبعاثات القطاع التجاري بنسبة 52% منذ عام 2005، وهو ما أثار مخاوف المسؤولين المحليين.
هذا ما كشفته أحدث البيانات الصادرة عن وزارة أمن الطاقة وصافي الصفر (DESNZ)، والتي شملت إحصاءات محلية وإقليمية لانبعاثات الغازات الدفيئة في الفترة بين عامي 2005 و2023.
سلاو: الاستثناء الوحيد بين 361 منطقة محلية
أوضحت الوزارة في تقريرها أن 360 منطقة من أصل 361 سلطة محلية في المملكة المتحدة سجّلت انخفاضًا في انبعاثات القطاع التجاري منذ 2005، مرجعة ذلك إلى تراجع استخدام الفحم في توليد الكهرباء وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ما أدى إلى انخفاض انبعاثات الكهرباء عمومًا.
لكن سلاو كانت الاستثناء الوحيد، إذ أوضحت الوزارة أن الزيادة الكبيرة في الانبعاثات قد تعود إلى الانتشار الكبير لمراكز البيانات في البلدة.
أكثر من 30 مركز بيانات في بلدة واحدة
تُعد سلاو حاليًا من أكبر مراكز استضافة البيانات في أوروبا، إذ تضم أكثر من 30 مركز بيانات، وتواصل هذه المنشآت في التوسع مع وجود طلبات إنشاء جديدة.
وتلعب مراكز البيانات دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الرقمي، من خلال تشغيل خدمات مثل منصات البث، والتطبيقات، والخدمات المصرفية الإلكترونية، كما أنها أصبحت عنصرًا رئيسيًا في البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويُعزى اختيار سلاو كموقع مفضل لهذه المراكز إلى قربها من العاصمة لندن، ومطار هيثرو، وشبكات الألياف البصرية فائقة السرعة، ما يجعلها موقعًا مثاليًا للبنية الرقمية العالمية.
280 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في 2023
وفقًا لتحليل أجرته صحيفة The Telegraph استنادًا إلى البيانات الحكومية الرسمية، ارتفعت انبعاثات القطاع التجاري في سلاو من 183 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في عام 2005 إلى 280 ألف طن في عام 2023، أي بزيادة تُقارب 100 ألف طن خلال الفترة.
وفي المقابل، شهد إقليم شمال شرق إنجلترا انخفاضًا كبيرًا من 2.9 مليون طن إلى 960 ألف طن من الانبعاثات، بنسبة تراجع بلغت 67%، نتيجة لإغلاق عدد من المنشآت الصناعية.
ورغم هذه الزيادة في سلاو، لم تُسجَّل أي منطقة في المملكة المتحدة ارتفاعًا في الانبعاثات الإجمالية، أو انبعاثات القطاع الصناعي، أو المنزلي، بحسب التقرير.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
ترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن ما يحدث في بلدة سلاو يعكس التحدي المتصاعد بين التطور الرقمي السريع ومتطلبات الاستدامة البيئية. ففي الوقت الذي تمثل فيه مراكز البيانات عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد الحديث، لا بد من ضمان ألا يتم هذا النمو على حساب البيئة والمجتمعات المحلية.
وتُشجّع على التحول الرقمي المسؤول والمستدام، تدعو المنصة الجهات المعنية إلى مراجعة سياسات التخطيط البيئي وضمان التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على الأهداف المناخية للمملكة المتحدة.
المصدر: express
إقرأ أيضًا:
- تلوث الهواء قد يودي بحياة 30 ألف شخص في بريطانيا خلال عام
- قائمة الشواطئ الأكثر تلوثًا في إنجلترا صيف 2025
- دراسة بريطانية تكشف تأثير تلوث الهواء على الصحة النفسية
الرابط المختصر هنا ⬇