الحكومة البريطانية تضخ 275 مليون باوند لدعم التدريب المهني
أعلنت الحكومة البريطانية عن استثمار جديد بقيمة 275 مليون باوند في التدريب التقني والمهني كجزء من استراتيجيتها الصناعية المنتظرة. ويأتي هذا الاستثمار في وقت حساس حيث تتزايد التحديات التي تواجه الصناعة البريطانية، ويعد بمثابة رد مباشر على النفوذ المتزايد لزعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج، الذي يكتسب دعمًا متزايدًا في مناطق التصنيع التقليدية في إنجلترا.
حزمة الاستثمار التي تم الإعلان عنها
أعلن وزير الأعمال والتجارة، جوناثان رينولدز، يوم الأحد عن الحزمة التي تشمل تمويلًا لتأسيس كليات جديدة للتفوق التقني، بالإضافة إلى توفير دورات تدريبية قصيرة في الذكاء الاصطناعي والتصنيع الرقمي. كما سيتم تخصيص جزء كبير من هذه الحزمة لتحديث البنية التحتية لمقدمي التدريب في جميع أنحاء إنجلترا.
والهدف من هذا الاستثمار هو معالجة النقص الكبير في المهارات التي يعاني منها عدد من الصناعات البريطانية الرئيسية، مثل الهندسة، والدفاع، بالإضافة إلى القطاعات الناشئة مثل إنتاج البطاريات والتصنيع المتقدم.
أهداف الاستراتيجية ودورها في تعزيز الكفاءات المحلية
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تقليص الاعتماد المفرط على العمالة الأجنبية، وذلك بتأمين تدفق المواهب المحلية التي تدعم الصناعات الحيوية. كما تم التأكيد على أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في مواجهة الرواية التي يروج لها فاراج بشأن التدهور الوطني، وهي محاولة لاستعادة التصويت الصناعي في مناطق كانت تقليديًا حاضنة لحزب العمال.
استثمار محدود ولكنه خطوة أولى نحو استراتيجية صناعية طويلة الأمد
على الرغم من أن الحزمة المعلنة بقيمة 275 مليون باوند ليست شاملة، وتقتصر على قطاع المهارات فقط، إلا أنها تمثل خطوة أولى في خطة نمو أوسع تمتد لعشر سنوات. وتهدف هذه الخطوة إلى إعادة بناء الصناعات البريطانية وضمان استدامتها عبر الاستثمار في القوى العاملة المحلية. وصرح الوزير رينولدز بأن هذا الاستثمار يأتي كجزء من تحول بعيدًا عن العقود الماضية من التراجع الصناعي المدبر، مؤكدًا أن الهدف هو توفير وظائف مدفوعة بشكل جيد للعمال البريطانيين في الصناعات المتقدمة.
التوقيت والهدف من هذا الإعلان
ويتزامن هذا الإعلان مع تصعيد حزب الإصلاح حملاته لاستقطاب ناخبي حزب العمال في الدوائر الانتخابية التي شهدت تراجعًا صناعيًا كبيرًا بسبب الاستعانة بالمصادر الخارجية، وعدم كفاية الاستثمارات. ويأتي التوقيت المتعمد لهذا الإعلان بمثابة هجوم من الحكومة على المناطق التي شهدت مؤخرًا تقدمًا لصالح حزب الإصلاح، ويستهدف استعادة دعم الناخبين في هذه المناطق.
الاستجابة للمشكلات الحقيقية في سوق العمل
تعتبر هذه الحزمة استجابة لواقع قاسي يعيشه سوق العمل في بريطانيا، حيث يُقدر أن واحدًا من كل سبعة شباب لا يشارك في التعليم أو التوظيف. كما أن عدد الفرص التدريبية المخصصة للشباب قد تراجع بنسبة 20% منذ عام 2016. وتعتبر وزيرة التربية والتعليم، بريدجيت فيليبسون، أن هذه الاستراتيجية تمثل “إعادة تعيين اقتصادي واجتماعي” لمعالجة هذه الفجوة الكبيرة في سوق العمل، موجهة الاهتمام إلى المهارات كأداة رئيسية لتحقيق النجاح للشباب.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
من خلال متابعة تطورات الاستراتيجية الصناعية البريطانية، ترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن هذه المبادرة تمثل خطوة إيجابية نحو تحسين سوق العمل المحلي، وخاصة في قطاعات المهارات التقنية والصناعية. إلا أن المنصة تحذر من أن التحديات التي تواجه الشباب في سوق العمل البريطاني، خاصة من أصول مهاجرة، تتطلب مزيدًا من الخطوات الشاملة التي تشمل زيادة فرص التدريب في جميع المناطق، وليس فقط في مناطق التصنيع التقليدية. كما تدعو المنصة إلى ضمان أن يكون هذا الاستثمار متاحًا لجميع الفئات الشبابية بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية أو العرقية، وذلك لضمان تحقيق استفادة عادلة وشاملة من هذه الخطط الطموحة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
23°C
