100 شخصية بريطانية بارزة تطالب ستارمر بإنهاء التواطؤ مع إبادة غزة
في تصعيد جديد للضغوط الشعبية والفنية على الحكومة البريطانية، وجّهت أكثر من 100 شخصية عامة بارزة – من عالم الفن والثقافة والرياضة – رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر، طالبوه فيها بإنهاء ما وصفوه بـ”تواطؤ بريطانيا المستمر في الجرائم الجارية ضد المدنيين في غزة”، داعين إلى تعليق فوري لجميع صادرات الأسلحة والتراخيص العسكرية إلى إسرائيل.
الرسالة التي نظّمتها منظمة اللاجئين Choose Love، انضمت إلى مبادرة سابقة وُقّع عليها في مايو الماضي من قبل 300 شخصية بينهم دوا ليبا، بينيديكت كومبرباتش، غاري لينيكر، وعدد من النشطاء والفنانين، دعوا خلالها إلى وقف إطلاق نار دائم وضمان وصول غير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أسماء جديدة… وغضب متصاعد
كشفت الرسالة الجديدة، التي حصلت سكاي نيوز على نسخة منها، عن انضمام دام جودي دنش، الحائزة على جائزة نوبل ملالا يوسفزاي، والممثل ستانلي توتشي، إلى قائمة الموقعين. كما تضمنت أسماء مثل فلورنس بيو، نكوتي جاتوا (نجم مسلسل دكتور هو)، بول ويلر، مايكل روزن، عضوتي فرقة ليتل ميكس، وعدد من الرياضيين والمثقفين.
وجاء في الرسالة:
“يجب اتخاذ إجراء فوري لإنهاء تواطؤ المملكة المتحدة في الفظائع الجارية في غزة. الأطفال يتضوّرون جوعًا، بينما الطعام والدواء يقبعان على بعد دقائق، تحت حصار إسرائيلي مُحكم.”
“71 ألف طفل تحت سن الرابعة يعانون من سوء تغذية حاد، ومن ينجو منهم من الجوع، يستيقظ على صوت القنابل. أكثر من 15,000 طفل قُتلوا حتى الآن.”
“السلاح البريطاني يقتل بصمت”
الرسالة حمّلت الحكومة البريطانية مسؤولية صريحة، قائلة: “العنف الذي يُمارس بصمت، مستخدمًا مكونات مصدرها مصانع بريطانية، قد يكون ما يمحو عائلات فلسطينية بأكملها خلال لحظات.”
“لا يمكن وصف ما يحدث بأنه ’لا يُحتمل‘، دون اتخاذ إجراءات حقيقية.” “كل لحظة تأخير تعني موت طفل جديد. التاريخ يُكتب في لحظات الوضوح الأخلاقي، وهذه إحداها. العالم يراقب، والتاريخ لن ينسى. أطفال غزة لا يستطيعون الانتظار دقيقة إضافية.”سيد ستارمر، أمامك خيار: التواطؤ في جرائم حرب، أم الشجاعة السياسية والأخلاقية للفعل؟”
رغم إعلان الحكومة البريطانية في سبتمبر 2024 عن تعليق 30 رخصة تصدير أسلحة إلى إسرائيل، كشفت البيانات الرسمية لشهر مايو أن المملكة وافقت على تراخيص تصدير معدات عسكرية بقيمة 127.6 مليون باوند خلال الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر 2024 – وهو رقم يفوق إجمالي صادرات الأعوام الثلاثة السابقة مجتمعة.
ورغم وصف ستارمر للحصار الإسرائيلي والغارات الجوية بأنها “مروعة ولا تُحتمل”، إلا أنه امتنع عن استخدام مصطلح “إبادة جماعية”، رغم ضغط عدد من نواب حزبه لاستخدام التوصيف القانوني المناسب للحرب الدائرة منذ أكتوبر 2023.
ضغوط دبلوماسية محدودة
في 10 يونيو، أعلنت المملكة المتحدة – إلى جانب أستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج – فرض عقوبات على وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بسبب “التحريض المتكرر على العنف ضد المدنيين الفلسطينيين”. شملت العقوبات حظر دخول المملكة المتحدة وتجميد الأصول.
لكن من وجهة نظر الموقعين على الرسالة، تبقى هذه الإجراءات “غير كافية” ما لم تُرفَق بوقف فوري لمبيعات الأسلحة، وضمان دخول المساعدات، وتفعيل ضغط سياسي دولي حقيقي على تل أبيب.
قالت جوزي نوتون، المديرة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لـChoose Love: “استغرق الأمر منا 18 ساعة لقراءة أسماء 15,613 طفلًا قُتلوا في غزة. كل واحد منهم كان عالمًا كاملاً لشخص ما. كل واحد كان يستحق أن يعيش.”
“لن نصمت بينما يُجَوّع الأطفال وتُمحى العائلات. التاريخ سيتذكر من وقف، ومن تواطأ بالصمت. نناشد كير ستارمر أن يتصرف الآن.”
متحدث باسم الحكومة البريطانية قال إن المملكة المتحدة “تعارض بشدة توسيع العمليات العسكرية في غزة”، وتدعو إسرائيل إلى السماح الفوري وغير المقيّد بدخول المساعدات الإنسانية، مؤكداً استمرار رفض منح تراخيص تصدير لمواد يمكن استخدامها في النزاع.
وأضاف المتحدث: “ندعو جميع الأطراف إلى التوصل العاجل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل من أجل سلام دائم ومستدام.”
خاتمة: بين التنديد والصمت… أين تقف بريطانيا؟
مع استمرار المجازر وتزايد أعداد الضحايا المدنيين في غزة، يبدو أن الموقف البريطاني الرسمي لا يزال عالقًا بين التصريحات المبدئية والقرارات المحدودة، بينما تتصاعد المطالب الأخلاقية والإنسانية باتخاذ موقف واضح وحاسم.
في لحظة تُختبر فيها القيم الليبرالية التي تتغنى بها بريطانيا، تبدو الحقيقة أكثر إلحاحًا: لا حياد ممكن أمام الإبادة، ولا توازن بين الضحية والجلاد. التاريخ سيكتب من صمت، ومن اختار أن يكون شاهدًا حيًّا في وجه الجريمة.
المصدر سكاي نيوز
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇