نكهة جزائرية في قلب غلاسكو.. مطعم جديد يفتح أبوابه ويأسر الذوق المحلي

شهدت منطقة ساوث سايد في مدينة غلاسكو افتتاح مطعم جديد يحمل اسم “قصبة” (Qasba)، يُقدّم مزيجًا من الأطباق المغاربية والشرق أوسطية، مع تركيز خاص على المطبخ الجزائري، في خطوة تهدف إلى إضفاء تنوّع جديد على المشهد الغذائي المحلي.
المطعم افتُتح في نهاية شهر مايو في شارع أليسون بحي غوفانهيل، على يد لويزا بولازريق، وهي بريطانية من أصول جزائرية وسورية، تأمل من خلاله أن تُعرّف سكان غلاسكو على نكهات لطالما غابت عن مشهد الطعام المحلي.
نكهات جزائرية أصيلة في قلب غلاسكو
وتقول لويزا: “على حدّ علمي، لا يوجد مطعم جزائري آخر في غلاسكو. هناك مطعم مغربي في منطقة ويست إند، لكنني لم أزر سوى مطعم جزائري واحد في بريطانيا، وكان في لندن”.
“نحن الجزائريون شعب مُشتّت في أرجاء العالم، وهناك جزائريون كُثر بدأوا في الاستقرار باسكتلندا، لذلك أردت أن أُقدّم هذا النوع من الطعام وأُعرّف الناس على ثقافتنا وهويتنا من خلاله”.
ويحمل المطعم اسم “قصبة“- وهي كلمة عربية تعني “القلعة”- ويُقدّم قائمة طعام متجددة تشمل أطباقًا تقليدية مثل الطاجين، والبريك (عجينة رقيقة محشوة باللحم والبطاطس)، ونقانق الضأن، وغيرها من الأطعمة المنزلية ذات النكهات الأصيلة.
ولم تكتفِ لويزا بالوصفات فقط، بل حرصت على استيراد بعض المكونات من شمال إفريقيا، مثل زيت الزيتون الجزائري والهريسة التونسية، لتضمن تجربة أصيلة لزوار مطعمها.
لويزا، البالغة من العمر 36 عامًا، تنحدر من والد جزائري وأم ذات أصول اسكتلندية وإيرلندية، وتصف والدها ب”ملك الطاجين”، فيما تشير إلى جدتها السورية التي ورثت منها بعض الوصفات.
تقول: “عندما هاجر والدي إلى هنا، كانت الأولوية هي الاندماج الكامل، ولم يكن هناك مساحة كبيرة للحفاظ على الهوية الثقافية. لكن الأمور تغيرت كثيرًا الآن، وأنا فخورة بخلفيتي المتنوعة”.
“كان من الجميل أن أتحدث مع والدي عن الأكل والوصفات، لقد منحني نظرة أعمق عن حياته قبل أن يأتي إلى المملكة المتحدة”.
مطعم اجتماعي… ومساحة آمنة للعاملين
وبعيدًا عن النكهة، تسعى لويزا إلى تقديم تجربة مختلفة في عالم الضيافة، الذي تصفه بأنه بحاجة إلى “تجديد شامل”.
وبعد سنوات من العمل في هذا القطاع، لاحظت أن العاملين الشباب غالبًا ما يُعامَلون معاملة سيئة، ولذلك أرادت أن يكون “قصبة” مساحة آمنة تُعزّز قيم التنوع والمجتمع والتوازن بين العمل والحياة.
تقول: “رغم أن المطعم صغير، لكنني أؤمن بضرورة أن يتحرك قطاع الضيافة نحو مستقبل أفضل. نُواجه سمعة سيئة في بعض الأحيان، لكنها ليست مستحقة دائمًا، والشباب يستحقون بيئة عمل تحترمهم”.
“واحدة من أهم الدوافع وراء إطلاق المشروع كانت أن أكون قادرة على قضاء وقت أطول مع عائلتي، وأريد أن أوفّر هذه الفرصة أيضًا لفريق العمل في المطعم”.
وتعيش لويزا في غوفانهيل منذ نحو عشر سنوات، وتصف دعم المجتمع المحلي منذ افتتاح المطعم بأنه “رائع ومؤثر للغاية”.
تضيف: “الناس متحمسون للمشاركة، وأنا ممتنة جدًا لكل هذا الحب. التجربة كانت جميلة جدًا، ومن خلال ما سمعته، فالناس تستمتع حقًا بالطعام، وهذا أمر يعني لي الكثير”.
“أعتبر نفسي محظوظة بالعيش هنا. غوفانهيل أكثر منطقة تنوعًا في اسكتلندا، حيث تُستخدَم أكثر من 300 لغة، وهذا ما يجعلها بيئة مذهلة”.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن تجربة مطعم “قصبة” تُمثّل نموذجًا مُلهِمًا لريادة الأعمال الثقافية التي تجمع بين التراث والتجديد، خاصة في مجتمع متعدد كغلاسكو.
وتُشيد المنصة بمبادرة لويزا التي تبرز الثراء الثقافي للجزائريين والعرب في بريطانيا، وتدعو إلى مزيد من المبادرات التي تُسلّط الضوء على التنوع العربي وتعزّز من حضور مطبخه وثقافته في الفضاء العام البريطاني.
كما تُشجّع المنصة الزوار والمجتمع العربي في بريطانيا على دعم هذه المشاريع التي لا تُقدّم فقط الطعام، بل تفتح نوافذ للتلاقي الثقافي والتفاهم بين المجتمعات.
المصدر: Glasgow Times
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇