بريطانيا على موعد مع موجة حر شديدة: الحرارة تصل إلى 34 درجة مئوية

في مشهد نادر لم تشهده المملكة المتحدة منذ سنوات، تُظهر خرائط الطقس تحوّلًا جذريًّا في درجات الحرارة، حيث تشتعل الألوان القرمزية الداكنة على الخرائط المناخية، إيذانًا بموجة حرّ شديدة ستجتاح البلاد بدءًا من الـ21 من يونيو، وتبلغ ذروتها يوم الـ26 من يونيو بدرجات حرارة قد تصل إلى 34 درجة مئوية في بعض المناطق، وفقًا لخرائط WXCharts المناخية.
حرّ غير مسبوق في الجنوب… ودرجات حرارة استثنائية في الشمال
وفقًا للتوقعات، ستعيش مناطق واسعة في جنوب إنجلترا -وبخاصة لندن وساوثهامبتون- تحت وطأة درجات حرارة خانقة قد تبلغ 34 مئوية، في حين تتأرجح الحرارة في مدن مثل برمنغهام، وورسيستر، وكارديف، وليفربول، ومانشستر، وليدز، وستوك، ولوتن، ونوريتش، بين 30 و31 درجة، ما يجعل معظم البلاد تحت تأثير “موجة حرّ وطنية مصغّرة” تدوم لعدة أيام.
أما في الشمال، فتتوقع الخرائط الجوية وصول درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة في مثل هذا الوقت من العام، إذ قد تسجل إدنبرة وغلاسكو ما بين 21 و22 درجة مئوية، وهي درجات لا تزال تُعَد مرتفعة مقارنة بالمعدلات الموسمية المعتادة.
هيئة الأرصاد الجوية: تحذيرات من أمطار رعدية رغم الحرّ
في بيانها طويل المدى للفترة الممتدة بين الـ19 والـ28 من يونيو، أشارت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية إلى احتمال حدوث انقسام مناخي واضح بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد. فبينما تنتظر المناطق الشمالية الغربية طقسًا عاصفًا وماطرًا، تنعم المناطق الجنوبية الشرقية بطقس جاف ومستقر نسبيًّا، مع احتمال ظهور بعض الزوابع الرعدية والعواصف المتفرقة.
وأضافت الهيئة أن موجة الحر هذه قد تتبعها موجة من الأمطار الثقيلة، مع ازدياد احتمال هطول زخات مطرية مفاجئة، وظهور ما يُعرف بـ”القنابل المطرية” التي قد تضرب أكثر من خمسين مدينة بريطانية خلال ساعات قليلة، في ظاهرة سبق أن رُصِدت خلال تغيرات مناخية سابقة في السنوات الأخيرة.
المخاطر والتهيئة… والعدالة المناخية الغائبة
مع أن الطقس الصيفي يعدُّ خبرًا مرحّبًا به لكثير من البريطانيين، خصوصًا بعد موسم ربيعي رمادي، فإن هذه الموجة تسبب مشكلات حقيقية للناس، ولا سيما كبار السن، والمرضى، والعمال في القطاعات الخارجية، كما أنها تسلط الضوء من جديد على هشاشة البنية التحتية البريطانية في مواجهة درجات حرارة غير معتادة.
ولا يمكن فصل هذا الارتفاع المفاجئ عن التحولات المناخية العالمية التي تشهدها الأرض، والتي باتت تدق ناقوس الخطر بشأن الاستجابة البريطانية والدولية الضعيفة أمام أزمة المناخ. فموجات الحرّ المتكررة، و”الحرارة الاستوائية” التي تُسجل أحيانًا في قلب إنجلترا، ليست مجرد أحداث عابرة، بل رسائل كونية تدعو لمراجعة أنماط الاستهلاك والطاقة والسياسات البيئية.
موقف منصة العرب في بريطانيا
تتابع منصة العرب في بريطانيا بقلق هذه المؤشرات المناخية التي لم تعد مجرّد “حالة طقس”، بل أصبحت امتدادًا لخلل بيئي عالمي يدفع ثمنه الأضعف قبل الأقوى. وإذ نُشيد بجهود الإنذار المبكر من الهيئات المختصة، فإننا ندعو في الوقت نفسه إلى تحرّك أوسع نحو العدالة المناخية، محليًّا ودوليًّا، يشمل دعم أكثر الفئات تضررًا من تغير المناخ، وإعادة النظر في السياسات البيئية التي ما زالت تفتقر إلى الجدية.
فأن تكون بريطانيا على موعد مع 34 درجة مئوية ليس تحولًا مناخيًّا فقط، بل رسالة سياسية وإنسانية، لا ينبغي تجاهلها.
المصدر اكسبريس
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇