طبيبة وزوجها يواجهان السجن بعد بيع معدات مسروقة من القطاع الصحي NHS
تواجه طبيبة بريطانية تُدعى عطيّة شيخ (Attiya Sheikh – أَتيّا شيك)، وتبلغ من العمر 45 عامًا، وزوجها عمر شيخ (Omer Sheikh – عُمَر شيك)، البالغ 48 عامًا، احتمال السجن بعد تورّطهما في بيع مُعَدات حماية شخصية (PPE – بي. بي. إي) مسروقة من مستشفيات القطاع الصحي (NHS – إن. إتش. إس) عبر موقع eBay (إي. باي) خلال أول إغلاق عام بسبب وباء كوفيد-19.
وفي جلسة استماع أمام محكمة بايزلي شيريف كورت (Paisley Sheriff Court – بَيْزلي شيرِف كورت)، تبيّن أن الطبيبة كانت تعمل آنذاك في مستشفى هيرمايرز (Hairmyres Hospital – هيرْمايرز هوسبيتال) بمدينة إيست كيلبرايد (East Kilbride – إيست كِلْبرايد) الاسكتلندية، أما زوجها فكان يعمل في استقبال مطعم تديره العائلة.
وبحسَب التحقيقات، استغل الزوجان الطلب العالي على مُعَدات الوقاية في بداية الوباء، وباعا قفازات وأقنعة وأدوات طبية عبر أربعة حسابات على موقع eBay، محققين أرباحًا بلغت نحو 8 آلاف باوند في الفترة من مايو إلى أكتوبر 2020.
مداهمة وضبط كميات كبيرة من الأدلة
وفي أكتوبر 2020، داهمت الشرطة منزل العائلة في منطقة ثورنليبانك (Thornliebank – ثُورنليبانك)، ولكن الطبيبة لم تكن في المنزل آنذاك. وأثناء التفتيش، عثرت الشرطة في العلّية (Attic – آتيك) على 121 صندوقًا من مُعَدات الحماية الشخصية، تضمنت قفازات طبية وأقنعة وجه وأجهزة إلكترونية، من بينها هاتف آيفون فضي.
وأشارت التحقيقات إلى أن بعض القفازات كانت من شركة فانِن ليميتد (Fannin Ltd – فَانِن ليميتِد)، وهي شركة متخصصة في تصنيع وتوريد مُعَدات طبية ومستلزمات العناية الصحية، وتُعد موردًا رسميًّا لـ(NHS).
وفي وقت لاحق من يوم المداهمة، تواصلت الطبيبة مع الضباط، وسُجِّلت مكالمتها عبر مكبر الصوت، حيث اعترفت بأنها حصلت على القفازات من أحد العاملين في مستشفى هيرمايرز، بعد أن شاهدت بطاقة تعريفه الخاصة بـ(NHS)، مضيفةً أنها “كانت تشك” في مصدر القفازات.
غضب واستنكار من ممثلي المجتمع
من جانبه عبّر المستشار المحلي عن منطقة بايزلي ساوث إيست (Paisley Southeast – بَيْزلي ساوث إيست)، إيدي ديفين (Eddie Devine – إِدي دِفاين)، عن استيائه الشديد من الواقعة، واصفًا إياها بأنها “دنيئة” و”تجرد من الأخلاق”.
وقال ديفين: “من غير المعقول أن تعمد طبيبة، في وقت كانت فيه الأرواح تُزهق داخل المستشفيات ودور الرعاية، إلى بيع مُعَدات كانت من المفترض أن تنقذ الأرواح، من أجل مكاسب مالية. هذا يُفقد الناس ثقتهم بالأطباء، ويزعزع احترام المجتمع لهم”.
وأضاف: “حتى لو فعل شخص عادي ذلك لكان أمرًا خطيرًا، فكيف عندما تصدر مثل هذه الأفعال عن طبيبة وزوجها؟ هذا أمر يُحير العقل. آمل أن يُعامَلوا بطريقة عادلة عند النطق بالحكم الشهر المقبل، بما يعكس حجم الضرر الناتج عن أفعالهم”.
تأثير مضاعف على صورة المهاجرين.. رغم فداحة الجريمة
ومع أن الجريمة محل استنكار واضح؛ لأنها صادرة من طبيبة يفترض أن تكون في موقع ثقة وخدمة عامة، فإن طريقة تغطية القضية وتصعيدها في وسائل الإعلام المحلية تثير بعض التساؤلات عن التركيز الانتقائي على قضايا محددة حين يكون أبطالها من خلفيات مهاجرة.
فالمبلغ الذي جرى الحديث عنه -والمقدر بـ 8 آلاف باوند- لا يُقارن بحجم قضايا فساد وسرقات يومية أكبر بكثير، تمر في كثير من الأحيان دون أن يُقبض على مرتكبيها أو تُسلَّط عليها الأضواء بالقدر نفسه من الشدة. كما أن وصف القضية بـ”الدنيئة” من قبل مسؤول محلي، مع تكرار الإشارة إلى مهنة الطبيبة، يعكس من جهة غضبًا مبررًا، لكنه من جهة أخرى قد يسهم -عن قصد أو غير قصد- في ترسيخ صورة نمطية سلبية عن أبناء الأقليات والمهاجرين، مع أن معظمهم يؤدون أدوارًا مشرفة في المجتمع البريطاني، لا سيما في القطاعين الصحي والخدمي.
إن الجريمة، وإن كانت تستحق المحاسبة، يجب ألا تُستغل لصناعة حالة عامة من الشك والريبة تجاه المهاجرين، أو توظيفها ضمن سرديات تُغذّي التمييز والوصم، خصوصًا في مناخ سياسي واجتماعي تزداد فيه محاولات تحميل المهاجرين مسؤولية أزمات أكبر بكثير.
المصدر: Dailyrecord
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
19°C
