نواب يحذرون: خطاب الهجرة قد يشعل اضطرابات عنصرية في بريطانيا

أثار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر موجة من الغضب والانتقادات داخل حزب العمال وخارجه، بعد تصريح مثير للجدل وصف فيه بريطانيا بأنها مهددة بأن تصبح “جزيرة من الغرباء”، خلال إعلان إصلاحات جديدة في ملف الهجرة ضمن ورقة بيضاء صدرت مؤخرًا.
ووصف عدد من النواب خطاب ستارمر بأنه يحمل أصداء خطاب “أنهار الدماء” الشهير الذي ألقاه السياسي اليميني المتطرف إينوك باول عام 1968، والذي أثار حينها موجة من الكراهية العنصرية والتحريض ضد المهاجرين.
نائبة عمالية: أنتم تعدّون المهاجرين حسب لون بشرتهم!
عبّرت النائبة العمالية بيل ريبيرو-آدي، التي تمثل دائرة كلافام وبريكستون هيل ذات الأغلبية من أصول إفريقية وكاريبية، عن مخاوفها من أن الخطاب الذي يستخدمه ستارمر قد يؤدي إلى تأجيج العنصرية وتعزيز موقف اليمين المتطرف.
وقالت في حديثها مع منصة “ميدل إيست آي”: “علينا أن نتذكر أن كثيرًا من الناس حين يقولون إن عدد المهاجرين كبير، فهم يقصدون أشخاصًا مثلي. أنتم تعدّونهم حسب ألوانهم”.
تحذير من تكرار مأساة “ويندراش”
وأعربت ريبيرو-آدي عن خشيتها من أن حزب العمال، في سعيه لاستمالة الناخبين المحافظين اجتماعيًّا عقب تقدّم حزب الإصلاح اليميني المتشدد في الانتخابات المحلية، قد يكرر أخطاء الماضي.
وأضافت: “لم يمضِ وقت طويل منذ أن دمرت قوانين الهجرة، حين طُبّقت بأثر رجعي، حياة كثيرين. لقد قلنا إننا تعلمنا من فضيحة ويندراش، لكن ما يحدث الآن يوحي بأننا نعيد السيناريو نفسه”.
وأشارت النائبة إلى أن الخطاب الحالي قد يشعل توترًا اجتماعيًّا على غرار أحداث الشغب التي اندلعت العام الماضي في عدة مدن بريطانية بعد مقتل طفلين في ستوكبورت، التي أعقبها انتشار معلومات مضللة تتهم المهاجرين، ما أدى إلى هجمات عنصرية واحتجاجات نظمتها جماعات يمينية متطرفة.
غضب داخل حزب العمال
لم تكن ريبيرو-آدي الوحيدة التي وجهت انتقادات حادة لستارمر، فقد شبّه النائب العمالي كليف لويس عن دائرة نورويتش ساوث خطابه بخطاب “أنهار الدماء”، قائلًا: “من غير المقبول أن يردد رئيس الوزراء لغة خطاب إينوك باول، الذي تحدث عن العيش في وطن غريب”.
أما النائبة زارا سلطانة، فعبّرت عن غضبها الشديد على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وكتبت: “ذلك الخطاب غذّى العنصرية لعقود. تكراره اليوم عار كبير. إنه يعزز خطاب الكراهية ضد المهاجرين ويعرض حياتهم للخطر. عار عليك يا كير ستارمر”.
رئيس بلدية لندن ونواب آخرون يعارضون الخطاب
وانضم رئيس بلدية لندن، العمالي صادق خان، إلى منتقدي التصريح، مؤكدًا أنه لم يكن ليستخدم عبارة “جزيرة من الغرباء”، وقال في لقاء مع إذاعة (LBC): “اللغة التي أستخدمها مختلفة، هذه ليست الكلمات التي أختارها”.
أما النائب العمالي ريتشارد بورغون، فقد رفض محاولات تحميل المهاجرين مسؤولية الأزمات التي تمر بها البلاد، وكتب على “إكس”: “المهاجرون لم يتسببوا بأزمة السكن، ولا أزمة هيئة الصحة، ولم يرفعوا معدلات الفقر. التقشف هو المسؤول. إذا أردتم تحسين حياة الناس، أوقفوا التخفيضات، وافرضوا ضريبة على الثروة، واستثمروا في المجتمعات”.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ ايضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇