دراسة: طلاب الأسر الفقيرة يعانون من تأخر بدني في مدارس إنجلترا
أظهرت دراسة حديثة أن ثُلث موظفي المدارس في إنجلترا لاحظوا تأخرًا بدنيًا واضحًا في طلاب الأسر الفقيرة بسبب صعوباتهم الاقتصادية، حيث اضطرت العديد من المدارس إلى تخصيص ميزانياتها لشراء مستلزمات أساسية مثل الطهايات والفراش والملابس للطلاب الذين تعاني عائلاتهم من الفقر.
وقد أُجري الاستطلاع على أكثر من 14,000 موظف في المدارس، ونُشرت نتائجه خلال المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني للتعليم في مدينة هاروغيت. وأشار الاستطلاع إلى أن الوضع كان أسوأ في المناطق المحرومة، حيث عبر أكثر من نصف المعلمين في تلك المناطق عن ملاحظتهم لتأخر الطلاب بدنيًا وتدهور أوضاعهم المعيشية. وحذر المشاركون في الاستطلاع من أن هذه الظروف قد تتفاقم أكثر في المستقبل نتيجة لتقليصات الدعم الحكومي.
ارتفاع نسبة الطلاب الذين يعانون من تأخر بدني بسبب الفقر
وأشار المعلمون إلى أن الفقر لا يقتصر فقط على مشاكل سوء التغذية، بل يمتد ليشمل حاجة الأسر للمساعدة في التنقل عبر نظام المنافع الحكومية، وكذلك افتقارهم للأشياء الأساسية مثل الأسرة والطاولات. وفي هذا السياق، قال كريس داتون، نائب مدير مدرسة ثانوية في جنوب غرب إنجلترا ورئيس مجلس القيادة الوطني للاتحاد الوطني للتعليم، إن المدارس تقوم بتوفير مستلزمات أساسية مثل الطهايات والميكروويفات من ميزانياتها المحدودة، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا عليها في ظل قلة الدعم الحكومي.
وأضاف داتون أن المدارس تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات صعبة، وأنه “لا ينبغي أن تخرج هذه النفقات من ميزانيات المدارس”، مؤكداً أنه من غير المقبول أن يعيش الأطفال في مثل هذه الظروف.
الأثر الكبير على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
وفي هذا السياق، أوضح مايكل آلان، معلم في مدرسة ابتدائية في منطقة ويلتشير، أن المدارس توفر ملابس للأطفال الذين ينضمون إلى فصول الاستقبال والذين يعانون من قلة الحماية الشخصية أو الخوف من استخدام المراحيض بمفردهم. وأشار إلى أن المدارس تضطر أيضًا لتقديم مساعدات مالية للتدفئة، ما يضع عبئًا إضافيًا على المعلمين الذين يفترض أن يركزوا على التعليم.
من جهة أخرى، تحدثت كاري أنسون، مديرة مدرسة لاحتياجات خاصة في برمنغهام، عن تأثير الفقر على الأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الأطفال يعيشون في ظروف سكنية قاسية تشمل العفن على الجدران، ما يؤثر سلبًا على صحتهم، وخاصة الذين يعانون من الربو والالتهابات الصدرية. وأعربت أنسون عن قلقها من تأثير تقليصات المنافع الخاصة بذوي الإعاقة، محذرة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
وأظهرت البيانات الحكومية الأخيرة لعام 2023-2024 أن عدد الأطفال في المملكة المتحدة الذين يعيشون في فقر قد ارتفع إلى 4.5 مليون، وهو ما يمثل 31 في المئة من الأطفال في البلاد.
وزارة التعليم: خطوات حكومية لمكافحة الفقر الطفولي
وفي هذا الإطار، أشار دانيال كيبيدي، الأمين العام للاتحاد الوطني للتعليم، إلى أن الحكومات المتعاقبة قد أعاقت جهود المدارس في سد الفجوات التي تتركها قلة الدعم الحكومي في حياة الأطفال، محذرًا من أن معدلات الفقر المرتفعة والمتزايدة تؤثر سلبًا على مستوى التعليم.
من جانبها، قالت وزارة التعليم في المملكة المتحدة إن الحكومة قد اتخذت عدة خطوات لمعالجة الفقر الطفولي، مشيرة إلى زيادة الاستثمار في برامج الإفطار المدرسية بمبلغ 30 مليون باوند، بالإضافة إلى مضاعفة الدعم المخصص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
