مصري يسحب استثماراته من نادٍ إنجليزي بعد إقصاء زميلته المتضامنة مع فلسطين

أعلن صانع المحتوى المصري الشهير مروان سري انسحابه الكامل من ملكيته في نادي “داغنهام آند ريدبريدج” (Dagenham & Redbridge) الإنجليزي، وذلك بعد أقل من أسبوع على انضمامه كمستثمر في النادي الذي ينشط في دوري الدرجة الخامسة في إنجلترا.
وجاء قرار الانسحاب احتجاجًا على ما وصفه بـ”القرار المجحف” الذي اتخذته إدارة النادي بإقالة المدونة المصرية سلمى مشهور من منصبها الإداري الجديد كمديرة للتطوير والتفاعل في النادي، على خلفية منشورات سابقة عبّرت فيها عن تضامنها مع القضية الفلسطينية.
قرار مفاجئ
Club Statement: Dagenham & Redbridge FC has removed Salma Mashhour from the position of Director of Development & Engagement, effective immediately.
— Dagenham & Redbridge (@Dag_RedFC) April 17, 2025
وكانت سلمى مشهور قد أثارت اهتمام المتابعين بتعيينها في هذا المنصب، كونها أول امرأة مصرية تتولى مسؤولية إدارية بهذا المستوى في نادٍ إنجليزي. وقد عُيّنت قبل أيام قليلة، خلال شهر نيسان/ أبريل 2025، بالتزامن مع دخول مروان سري كشريك استثماري في النادي، في إطار مشروع مشترك يستهدف تطوير النادي وزيادة تفاعله مع جماهيره، ولا سيما من الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا.
غير أن فرحة التعيين لم تدم طويلًا؛ إذ أعلنت إدارة النادي، بعد أقل من 24 ساعة من توليها المنصب، إعفاءها من مهمتها دون تقديم أسباب واضحة.
لكن موجة من التسريبات والتدوينات الإلكترونية كشفت أن قرار الإقالة جاء عقب حملة إلكترونية شنّها ناشطون مؤيدون لإسرائيل، على رأسهم الناشط الصهيوني ديفيد كولير، الذي أعاد نشر صورة قديمة من حساب سلمى على “إنستغرام”، عبّرت فيها عن تضامنها مع المدنيين في غزة، وزعم أنها أبدت “تفهمًا لحركة حماس” وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما جرى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
حملة رقمية وضغوط صهيونية؟
This one is personal. My local club @Dag_RedFC have new investors.
The new Director of Development & Engagement is Salma Mashour. She posted about ‘completely understanding’ Hamas and Oct 7 – making it all Israel’s fault.
Shameful. And an end to 50 years of support for me. pic.twitter.com/0bFMv4yZ5g
— David Collier (@mishtal) April 15, 2025
كولير، الذي يُعرف بتأثيره في الأوساط الرقمية البريطانية، وصف تعيين سلمى بأنه “مهين”، وأعلن أنه سيسحب دعمه للنادي بعد خمسين عامًا من المتابعة، وهو ما اعتبره كثيرون محاولة واضحة للضغط على الإدارة لاتخاذ قرار الإقالة.
وقد تبنّت عدة حسابات مؤيدة لإسرائيل رواية كولير، ووجّهت اتهامات إلى سلمى بدعم الإرهاب والتطرف، دون الاستناد إلى أي دليل موثّق، في وقت تجاهلت فيه إدارة النادي الرد على هذه المزاعم أو الدفاع عن موظّفتها الجديدة، ما عزّز الانطباع بأن القرار جاء استجابة مباشرة لضغوط اللوبي الصهيوني.
“لن نتنازل عن مبادئنا”
اعلن رسميا انسحابي الكامل من ملكية نادي داجنهام و ريدبريدج و الغاء مشروع الاستثمار في النادي و لن نتازل عن مبادئنا و جاري اتخاذ الإجرائيات القانونية لرد حق سلمى مشهور و شكرا لدعمكم المستمر
“I officially announce my complete withdrawal from the ownership of Dagenham & Redbridge… pic.twitter.com/atzMxVqFc4
— Marwan Serry (@Serrymarwan) April 18, 2025
وفي أول رد فعل له على الواقعة، عبّر مروان سري عن “صدمته وغضبه”، مؤكّدًا أن قرار الإقالة تم دون علمه أو موافقته، واصفًا إياه بـ”غير المقبول”. ووجّه رسالة لمتابعيه عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي، دعاهم فيها إلى مقاطعة المباراة المقبلة للنادي، متعهّدًا بإعادة قيمة التذاكر لهم، ومشيرًا إلى أنه سيكشف تفاصيل أكثر في بيان رسمي أو عبر فيديو سيُنشر لاحقًا
وفي مقطع فيديو مدته 4 دقائق، أعلن مروان سري بشكل رسمي انسحابه الكامل من ملكية نادي داغنهام آند ريدبريدج، وإنهاء مشروع الاستثمار الذي كان يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مسيرة النادي.
وقال سري في منشور رسمي: “أنا وسلّمى لن نتنازل عن مبادئنا”، مضيفًا أنه سيبدأ باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوق سلمى وإعادة الاعتبار لها، بعد الضرر المعنوي الكبير الذي تعرّضت له.
ردود فعل واسعة وغضب في الأوساط العربية
وأدّت هذه التطورات إلى هزّة كبيرة في صورة النادي الرقمية والشعبية، إذ انخفض عدد متابعي الحساب الرسمي لنادي داغنهام بعد الأزمة وانسحاب مروان إلى نحو 50 ألف متابع فقط، بعدما فقد قرابة مئات الآلاف من المتابعين بسبب تصاعد موجة الاستياء والغضب من قرارات الإدارة.
وأثار القرار موجة كبيرة من التضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعرب كثيرون من أبناء الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا عن استيائهم من الطريقة التي تم بها التعامل مع سلمى، واعتبروا الأمر بمثابة “إقصاء عنصري” مبني على خلفيات سياسية لا علاقة لها بالكفاءة أو الأداء المهني.
وتعزّزت حملة مقاطعة للنادي، حيث أعلن عدد كبير من جماهيره الحاليين والسابقين تضامنهم الكامل مع مروان وسلمى، مطالبين إدارة النادي بالاعتذار والتراجع عن قرارها، ورافضين ما وصفوه بـ”الانصياع للابتزاز الصهيوني”.
كما طالب بعض النشطاء بمحاسبة إدارة النادي، وفتح تحقيق مستقل حول الضغوط التي تعرّضت لها، مؤكدين أن التضامن مع فلسطين يجب ألا يكون سببًا للفصل أو التشويه أو العقاب.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇