أصحاب المشاريع الصغيرة يخططون لمغادرة بريطانيا خلال عامين.. ما الأسباب؟

أظهرت بيانات حديثة أن نسبة كبيرة من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المملكة المتحدة يخططون لمغادرة البلاد خلال العامين المقبلين، في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والتشريعية. وبحسب استطلاع أجرته شركة Handelsbanken Wealth & Asset Management وشمل 200 من أصحاب الشركات، فإن نحو اثنين من كل خمسة يفكرون جديًا في مغادرة المملكة المتحدة أو غادروها بالفعل.
“هجرة العقول” تهدد مستقبل ريادة الأعمال في بريطانيا

تُشير النتائج إلى أن معظم من يفكرون في الرحيل يخططون لتنفيذ ذلك خلال عامين، ما يثير القلق بشأن أزمة هجرة العقول وفقدان الروح الريادية التي لطالما ميزت الاقتصاد البريطاني. وتتركز أبرز الدوافع في البحث عن بيئة مالية أكثر استقرارًا وفرص نمو أفضل في الخارج.
وجهات مفضلة للمغادرة.. إسبانيا أولًا
تصدرت إسبانيا قائمة الدول التي يرغب أصحاب الأعمال بالانتقال إليها، تليها الولايات المتحدة، فرنسا، ودبي، حيث يرى الكثيرون أن هذه الوجهات تقدم بيئة أعمال أكثر دعمًا وتكاليف تشغيل أقل نسبيًا مقارنة ببريطانيا.
ارتفاع التكاليف والضرائب.. ضغوط لا تُحتمل
تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة ضغوطًا متزايدة، أبرزها ارتفاع تكاليف العمالة والتغيرات في قوانين العمل. ويُتوقع أن تؤدي الزيادة في الحد الأدنى الوطني للأجور، إضافة إلى تغييرات شاملة في حقوق الموظفين، إلى تقليص الوظائف، وهو ما أكده ثلث أصحاب الشركات المشاركين في استطلاع أجراه الاتحاد الفيدرالي للأعمال الصغيرة (FSB).
كما أظهرت البيانات أن واحدة فقط من كل عشر شركات تخطط لتوظيف موظفين جدد، ما يعكس حالة من التباطؤ في الاستثمار والتوسع نتيجة الضغوط المالية.
العبء الضريبي في تصاعد مستمر

تتوقع مكتب المسؤولية المالية (OBR) أن يرتفع العبء الضريبي في البلاد إلى 38.3 في المئة بحلول عام 2027، وهو مستوى غير مسبوق مقارنة بالسنوات الأخيرة، ما يزيد من الضغط على دخل الأفراد والشركات ويُضعف شهية الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي.
هذا التوجه الجديد لدى أصحاب المشاريع يتزامن مع موجة مغادرة لغير المقيمين (non-doms)، الذين فقدوا وضعهم الضريبي الخاص، ما قد يُكلف الاقتصاد البريطاني أكثر من 100 مليار باوند، وفقًا لتقديرات معهد Adam Smith Institute.
لندن تخسر ثرواتها
وتؤكد أبحاث أجرتها شركة Henley & Partners أن لندن شهدت ثاني أعلى معدل هجرة للأفراد من ذوي الثروات العالية خلال الـ12 عامًا الماضية، بعد موسكو، ما يزيد من التحديات أمام الاقتصاد البريطاني.
المصدر: cityam
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇