هل البريطانيون سعداء؟ تصنيف المملكة المتحدة في مؤشر السعادة لعام 2025
احتلت المملكة المتحدة المرتبة 23 عالميًا ضمن قائمة مؤشر السعادة لعام 2025، متأخرةً عن العديد من الدول الأوروبية التي واصلت تصدر القائمة.
انخفاض مؤشر السعادة في بريطانيا
وفي السياق ذاته، سجّل البريطانيون أدنى معدلات السّعادة منذ عام 2017، وذلك وفقًا لتقرير السعادة العالميّ لعام 2025.
بدورها تربّعت فنلندا على عرش الدول الأكثر سعادة في العالم، وفق التقرير الصادر عن مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد بالتعاون مع مؤسسة “جالوب” وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
وجاءت الدنمارك وأيسلندا والسويد في المراكز الثلاثة التالية، محافظةً على ترتيبها السابق في مؤشر السعادة.
هذا واعتمد التصنيف على تقييم الأفراد لحياتهم وفق مجموعة من العوامل، أبرزها مستوى الدخل، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، ووجود شبكة دعم اجتماعي، والشعور بالحرية، ومستوى الكرم، ومدى انتشار الفساد.
ولا ترتبط السعادة بالثروة والنمو الاقتصادي فحسب، بل تلعب عوامل اجتماعية دورًا محوريًا في تحديد مستوى الرضا عن الحياة.
وفي هذا السياق، أكد جون كليفتون، مدير لشركة “جالوب”، أنّ “السعادة تنبع من الثقة والترابط الاجتماعي والإحساس بأن هناك من يدعمك”، مشددًا على أنّ “بناء مجتمعات أقوى واقتصادات أكثر استقرارًا يتطلب استثمار أكبر في العلاقات الإنسانية”.
وتشير نتائج التقرير إلى أن بعض العوامل البسيطة تؤثر بعمق على مستويات السعادة، مثل مشاركة الوجبات مع الآخرين، وتوفر شبكة دعم اجتماعي، وحتى حجم الأسرة.
ففي المكسيك وأوروبا، تُظهر البيانات أن الأسر التي يتراوح عدد أفرادها بين أربعة وخمسة أشخاص تسجّل أعلى مستويات الرضا عن الحياة.
هل فقد البريطانيون روح التضامن الاجتماعي؟
ويبدو أن أحد أسباب تراجع تصنيف المملكة المتحدة في مؤشر السعادة يرتبط بتغيّرات في العادات الاجتماعية.
قد أشار التقرير إلى تزايد ظاهرة تناول الطعام بشكل منفرد وغياب الموائد العائلية، وهو اتجاه لوحظ أيضًا في الولايات المتحدة، حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام وحيدين بنسبة 53 في المئة خلال العقدين الماضيين.
كما كشفت الدراسة أن الإيمان بطيبة الآخرين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستويات السعادة، إذ أظهرت النتائج أن الاعتقاد بأن شخصًا ما سيعيد محفظة مفقودة يشكل مؤشرًا قويًا على الشعور العام بالرضا.
واحتلت الدول الإسكندنافية المراتب الأولى في حالات إعادة المحافظ المفقودة، بينما بيّنت البيانات أن الناس غالبًا ما يبالغون في تقدير سلبية مجتمعاتهم، حيث كان معدل حالات إعادة المحافظ المفقودة أعلى بمرتين مما توقعه المشاركون في الاستطلاع.
وعلى الرغم من سيطرة الدول الأوروبية على المراتب العشرين الأولى في مؤشر السعادة، شهد التصنيف بعض المفاجآت، فقد دخلت كوستاريكا والمكسيك قائمة العشرة الأوائل للمرة الأولى، حيث احتلتا المركزين السادس والعاشر على التوالي.
في المقابل، تراجع تصنيف الولايات المتحدة إلى المرتبة 24، وهو أدنى مستوى لها منذ بدء التقرير، بعدما كانت قد بلغت المرتبة 11 عام 2012.
وربط التقرير هذا التراجع بتزايد الشعور بالعزلة الاجتماعية وانخفاض معدلات التفاعل المجتمعي.
أفغانستان.. الأقل سعادة عالميًا
وعلى الطرف الآخر من التصنيف، واصلت أفغانستان احتلال المرتبة الأخيرة كأتعس دولة في العالم، حيث أكد التقرير أن النساء الأفغانيات يواجهن تحديات معيشية قاسية.
وحلّت سيراليون في المرتبة قبل الأخيرة، يليها لبنان الذي يرزح تحت وطأة أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة.
وفي تطوّر مقلق، أظهرت الدراسة أن 19 في المئة من الشباب حول العالم أفادوا بأنهم لا يملكون أي شخص يمكنهم الاعتماد عليه للحصول على الدعم الاجتماعي في عام 2023، وهي نسبة ارتفعت بنسبة 39 في المئة مقارنةً بعام 2006.
واستند التقرير إلى بيانات مجمّعة من عام 2022 إلى 2024، حيث سعى الخبراء في مجالات الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع إلى تحليل الفروقات بين الدول عبر عدة عوامل رئيسية، من بينها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، ومدى توفر شبكات الدعم الاجتماعي، ومستوى الحرية الشخصية، وانتشار الفساد، ومستويات الكرم.
المصدر: Birmingham Live
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇