نادٍ كوميدي في بريطانيا يمنع حضور مستخدمي ‘البوتوكس’ من الجمهور

في خطوة أثارت جدلًا واسع النطاق، فرض أحد أبرز نوادي الكوميديا في المملكة المتحدة حظرًا على دخول الأشخاص الذين خضعوا لحقن “البوتوكس”، معتبرًا أن تعابير الوجه المتجمدة تؤثر سلبًا على تفاعل الجمهور مع العروض الكوميدية.
ويُعد “توب سيكريت كوميدي كلوب”، الذي استضاف أسماء بارزة مثل جاك وايتهول، وآيمي شومر، وديف شابيل، أحد أشهر المسارح الكوميدية في لندن، حيث يُقام العديد من العروض في موقعيه بشارعي دروري لين وكينغزواي. إلا أن إدارة النادي قررت اتخاذ هذا الإجراء بعد تلقيها شكاوى متكررة من الكوميديين بشأن صعوبة التفاعل مع جمهور تفتقر وجوهه إلى التعبير.
“توب سيكريت كوميدي كلوب” وخطوة غير مسبوقة
ويُعرف “البوتوكس” بكونه مادة تُسهم في شل حركة العضلات مؤقتًا، ما يمنع ظهور التجاعيد، وهو إجراء شهد انتشارًا متزايدًا في المملكة المتحدة، ولا سيما بين الشباب في العشرينيات من العمر، مع تقديرات تشير إلى إجراء نحو مليون حقنة سنويًّا.
مارك روثمان، مالك النادي، اعتبر أن القرار جاء بوصفه ملاذًا أخيرًا، وأوضح أن عددًا من الفنانين أصبحوا يجدون صعوبة متزايدة في قياس مدى استجابة الجمهور، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة العروض. وقال: “الكوميديا تعتمد بصفة خاصة على التفاعل والتواصل المباشر. تعابير الوجه تُسهِم إسهامًا بارزًا، سواء كان ذلك بالضحك، أو الاستغراب، أو حتى التجهم، لكن الوجوه المتجمدة بفعل البوتوكس تفقد هذا التفاعل، ما يؤثر على الأجواء العامة داخل القاعة”.
وأضاف: “نأمل أن يُسهم تطبيق هذا الحظر التجريبي في استعادة ردود الفعل الطبيعية داخل القاعة، لما فيه مصلحة الفنانين والجمهور على حد سواء”.
فنانون يدعمون القرار
وفي هذا السياق اعتبر أندرو مينساه، أحد الكوميديين المنتظمين في النادي، أن مواجهة جمهور ذي وجوه بلا تعبير يُصعّب من أداء الفنانين، قائلًا: “الكوميديا عملية تفاعلية، فنحن نعتمد على طاقة الجمهور وتجاوبه. مارك والفريق دائمو البحث عن أفكار لدعمنا، ويبدو أن هذه الفكرة من أفضل ما طُرح”.
أما الكوميدي بول شودري، الذي من المقرر أن يؤدي عرضه في النادي هذا الشهر، فقد علّق مازحًا: “وجهي بالكاد يتحرك على المسرح، لذا لا أريد رؤية الشيء نفسه أمامي في الجمهور!”.
ومن المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ ابتداء من الـ5 من مارس، وسيخضع الحضور لفحوص يُجريها لهم طاقم مختص عند المدخل، يشمل التحقق من الهُوية وإجراء “اختبارات تعبير” للتأكد من عدم تأثر وجوههم بالبوتوكس.
واختتم روثمان حديثه بالقول: “نحن جادون للغاية في تطبيق هذا الحظر، وإذا شعر أحد بالدهشة حيال ذلك، فنريد أن نرى ذلك على وجهه! ونتطلع إلى استقبال وجوه جديدة وقديمة، بشرط أن تكون قادرة على التعبير عن نفسها”.
المصدر: الاندبندنت
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇