العرب في بريطانيا | 5 عادات في العمل قد تدمر صحتك النفسية دون أن تشعر

1446 رمضان 10 | 10 مارس 2025

5 عادات في العمل قد تدمر صحتك النفسية دون أن تشعر

العمل
شروق طه March 9, 2025

في عالم العمل الحديث، يُنظر إلى الانشغال الدائم والإنتاجية العالية على أنهما دليل على النجاح والتميز. ولكن في بعض الأحيان، قد تخفي هذه السلوكيات وراءها مشكلة نفسية أعمق، مثل الاكتئاب، دون أن ندرك ذلك.

الاكتئاب لا يظهر دائمًا على شكل حزن أو دموع؛ بل قد يتجلى في عادات تبدو طبيعية أو حتى محمودة في بيئة العمل. وقد يكون تجاهل هذه الإشارات خطيرًا على الصحة النفسية والعقلية، ما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة الضغط النفسي.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على 5 عادات شائعة في العمل قد تكون علامة على مشاكل نفسية غير ظاهرة، وفقًا لآراء متخصصين في الصحة النفسية.

5 عادات سيئة في العمل

1- العمل المفرط للهروب من الواقع

يبدو أن العمل الجاد والمستمر مؤشر على الطموح، ولكن عندما يتحول إلى وسيلة للهروب من مشكلات الحياة الشخصية، فقد يكون ذلك علامة على أزمة نفسية غير معلنة.

تقول أليسيا فيليز، الأخصائية الاجتماعية من نيويورك: “بالنسبة للأشخاص الذين اعتادوا على تحقيق النجاح المهني، قد يكون العمل المكثف وسيلة للهروب من الواقع بدلاً من مواجهته.”

على سبيل المثال، قد تجد شخصًا يمر بأزمة شخصية، مثل الطلاق أو رعاية أحد أفراد الأسرة المرضى، فيضاعف ساعات العمل، يتطوع للمهام الصعبة، أو يسافر في رحلات عمل متكررة لتجنب العودة إلى المنزل.

هذه العادة قد تبدو كأنها اجتهاد مهني، لكنها في الواقع قد تكون وسيلة لتجنب مواجهة المشاعر السلبية، ما يزيد من الضغط النفسي ويؤثر على التوازن بين الحياة العملية والشخصية.

2- العزلة والانطواء بعد أن كنت اجتماعيًا

هل كنت شخصًا اجتماعيًا في العمل ولكنك الآن تفضل الجلوس بمفردك؟ هل بدأت تتجنب الاجتماعات واللقاءات الجماعية؟

تقول فيليز: “العزلة الاجتماعية المفاجئة قد تكون علامة على الاكتئاب، خاصة إذا كان الشخص معروفًا بحبه للتفاعل مع زملائه.”

قد تلاحظ هذه التغيرات في زميل كان نشطًا في الاجتماعات ولكنه أصبح صامتًا أو يفضل الجلوس في الخلف، أو كان يشارك في الأنشطة الاجتماعية بعد العمل لكنه الآن يرفضها.

في بعض الحالات، قد يتوقف الشخص عن الرد على المكالمات والرسائل الإلكترونية، مما قد يؤثر سلبًا على أدائه المهني ويضعه في موقف محرج أمام زملائه ومديره.

3- التأخير المستمر وتراجع الأداء الوظيفي

إذا كنت تجد صعوبة في الحفاظ على جدول عملك المعتاد، أو بدأت تفقد السيطرة على مواعيد التسليم، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشكلة نفسية.

يقول رايان هاوز، الطبيب النفسي من كاليفورنيا: “عندما يعاني الشخص من الاكتئاب، قد يبدأ في الاستيقاظ متأخرًا، والتغيب عن الاجتماعات، وتراكم العمل عليه دون أن يدرك السبب الحقيقي وراء ذلك.”

في كثير من الحالات، يشعر الشخص بالإحباط والذنب بسبب تراجعه في الأداء، ما يؤدي إلى دائرة من الضغط النفسي والتوتر، تزيد من حدة الأعراض وتؤثر على ثقته بنفسه.

لحسن الحظ، يمكن تحسين هذه الحالة عبر طلب الدعم المناسب وإجراء تغييرات صغيرة في أسلوب الحياة، مثل تحسين جودة النوم والاستعانة بمختص نفسي إذا لزم الأمر.

4- العصبية وسرعة الانفعال في بيئة العمل

الغضب والانفعال المستمر قد لا يكونا مجرد ردود فعل طبيعية على ضغوط العمل، بل قد يكونان علامة على اضطراب نفسي كامِن.

تقول شانون غارسيا، المعالجة النفسية في إلينوي: “الاكتئاب لا يظهر دائمًا على شكل حزن؛ بل قد يجعلك تشعر بالانزعاج من كل شيء حولك، حتى من أبسط الأمور.”

إذا كنت تجد نفسك تفقد أعصابك بسهولة مع زملائك أو عملائك، أو أن صندوق البريد الإلكتروني الخاص بك بات يثير غضبك، فقد يكون هذا دليلًا على أنك تعاني من توتر داخلي يحتاج إلى معالجة.

في هذه الحالة، قد يساعدك ممارسة تمارين الاسترخاء، أو إعادة تقييم بيئة العمل لتحديد العوامل التي تساهم في زيادة التوتر لديك.

5- فقدان الاهتمام بالعمل الذي كنت تستمتع به

إذا كنت قد فقدت شغفك تجاه عملك، أو لم يعد يهمك تقديم أفضل ما لديك، فقد يكون ذلك إشارة إلى مشكلة نفسية أعمق.

تقول غارسيا: “الاكتئاب قد يجعلك تحدق في الشاشة دون أي دافع، أو تماطل في إنجاز مهامك، أو تشعر بأن عملك لم يعد ذا قيمة كما كان.”

إذا لاحظت أنك تفقد الحماس تجاه المهام التي كنت تستمتع بها في السابق، أو أن العمل أصبح مجرد عبء ثقيل عليك، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في إجراء تغييرات للحفاظ على صحتك النفسية.

ماذا يمكنك أن تفعل إذا كنت تعاني من هذه الأعراض؟

إذا كنت تجد نفسك في واحدة أو أكثر من هذه العادات، فمن المهم أن تدرك أنك لست وحدك، وهناك خطوات يمكنك اتخاذها لحماية صحتك النفسية:

انتبه لإشارات جسمك

قد يكون التعب المستمر، اضطرابات النوم، أو التوتر العضلي مؤشرات على أن صحتك النفسية تتأثر. حاول أن تسأل نفسك:

  • هل أنام بشكل جيد؟
  • هل أشعر بالإرهاق طوال الوقت؟
  • هل أجد صعوبة في الاسترخاء حتى خارج العمل؟

تحدث مع شخص تثق به

قد يكون من الصعب مشاركة مشاعرك مع الآخرين، لكن الحديث مع شخص تثق به، سواء كان زميلًا أو صديقًا، يمكن أن يساعد في تخفيف الضغط وتقليل العزلة.

اطلب المساعدة المهنية

يقول هاوز: “الاكتئاب قابل للعلاج، ومن المهم استشارة مختص إذا شعرت أن الأعراض تؤثر على حياتك اليومية.”

يمكن للعلاج النفسي أو الاستشارة المهنية أن تساعدك في فهم مشاعرك والتعامل معها بشكل أفضل.

راجع علاقتك بعملك

بحسب أبحاث د. آرون بيك، فإن الأشخاص يحتاجون إلى الشعور بالمتعة والإنجاز في العمل لمقاومة الاكتئاب. إذا كنت تجد أن عملك لا يمنحك أيًا منهما، فقد يكون الوقت قد حان للنظر في خيارات أخرى.

ركّز على الإنجازات الصغيرة

الاكتئاب قد يدفعك للعزلة وفقدان الحافز، لكن القيام بأبسط المهام—مثل الاستيقاظ مبكرًا أو إنجاز جزء صغير من العمل—يمكن أن يساعدك على استعادة توازنك النفسي.

المصدر: huffpost


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:34 pm, Mar 10, 2025
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 77 %
Pressure 1006 mb
Wind 6 mph
Wind Gust Wind Gust: 18 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 6 km
Sunrise Sunrise: 6:25 am
Sunset Sunset: 5:55 pm