دراسة: القلق المالي يدفع ناخبين للتراجع عن دعم حزب العمال

كشفت دراسة حديثة أن حزب العمال البريطاني يفقد دعم شريحة كبيرة من الناخبين الذين يعانون من انعدام الأمن المالي، في وقت تتصاعد فيه دعوات لمنظمة جوزيف راونتري الخيرية لحث رئيس الوزراء كير ستارمر على التركيز على تحسين مستويات المعيشة بدلًا من الانخراط في قضايا الحروب الثقافية والهجرة.
تراجع التأييد في ظل مخاوف اقتصادية
وأفادت الدراسة، التي أعدها أستاذان من جامعة أكسفورد، بأن الناخبين الذين ابتعدوا عن دعم حزب العمال بعد فوزه الساحق في الانتخابات العامة الماضية كانوا أكثر قلقًا بشأن أوضاعهم المالية.
ووفقًا للتحليل الذي أجراه كل من البروفيسورة جين غرين والبروفيسور جيفري إيفانز، فإن انعدام الأمن الاقتصادي أسهم في تصاعد “تقلبات الناخبين”، ما انعكس على انخفاض الدعم لحزب العمال.
وأظهرت البيانات أن الحزب فقد تأييد 40 في المئة من الناخبين الذين منحوا ستارمر فرصة قيادة الحكومة بحلول أكتوبر الماضي، إذ كان 46 في المئة منهم يعانون من أوضاع مالية غير مستقرة، مقارنة بـ31 في المئة كانوا في وضع مالي أكثر استقرارًا.
وحذرت غرين، مديرة مركز أبحاث نوفيلد للسياسة، من أن “الناخبين الذين يشعرون بعدم الاستقرار المالي يبحثون عن بدائل سياسية؛ لأنهم لا يرون أي تحسن في أوضاعهم الاقتصادية أو مستقبل أبنائهم. التركيز على قضايا الهجرة والحروب الثقافية يتجاهل أولوياتهم الأساسية بالكامل”.
وأضافت: “الحزب الذي يتمكن من تحقيق الأمن الاقتصادي عبر خفض التكاليف ودعم الأسر لاستعادة مدخراتها، سيكون أكثر استقرارًا انتخابيًّا. أما غياب هذه السياسات، فسيؤدي إلى مزيد من التقلبات السياسية والانقسامات داخل المشهد الانتخابي”.
صعود الشعبوية وتأثيرها على المشهد السياسي
تزايدت المخاوف داخل الأوساط السياسية بشأن ارتفاع الدعم لحزب “إصلاح المملكة المتحدة” اليميني الشعبوي، لا سيما بعد استطلاع أجرته “يوغوف” هذا الشهر أظهر للمرة الأولى تفوق الحزب على العمال والمحافظين في نسب التأييد الشعبي.
وفي ظل هذه التطورات، يدفع نواب من تيار “بلو ليبر” داخل حزب العمال باتجاه اتخاذ موقف أكثر تشددًا بشأن الهجرة، في ظل مخاوف من فقدان الحزب لشريحة واسعة من الناخبين من الطبقة العاملة.
ويأتي ذلك بينما تواجه الأحزاب الوسطية في الديمقراطيات الغربية عقبات متزايدة من التيارات اليمينية الشعبوية، خصوصًا بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتنامي الملحوظ لدعم اليمين المتطرف في ألمانيا.
انتقادات لسياسات حزب العمال
ووفقًا للدراسة، فإن قرار حكومة حزب العمال بإلغاء مخصصات الوقود الشتوية، إلى جانب نبرتها المتشائمة بشأن مستقبل الاقتصاد البريطاني خلال أول 100 يوم من الحكم، أثّر كثيرًا على الناخبين الذين يعانون من انعدام الأمن المالي.
وأظهرت النتائج أن 41 في المئة من هذه الفئة يرون أن حكومة حزب العمال تدير الملف الاقتصادي بطريقة سيئة للغاية، مقارنة بـ20 في المئة فقط من الفئات الأكثر استقرارًا ماليًّا.
كما أوضحت الدراسة أن 35 في المئة من الناخبين البريطانيين -أي ما يعادل 18.5 مليون شخص- يشعرون بعدم الاستقرار المالي، وأن الفئة العمرية 35 إلى 39 عامًا هي الأكثر تضررًا للمرة الأولى، ما يجعلها أكثر عرضة لتغيير ميولها السياسية.
وأكدت غرين أن هؤلاء الناخبين باتوا يبحثون عن خيارات سياسية بديلة، قائلة: “هشاشة الأوضاع المالية، خصوصًا بين الفئات المتوسطة العمر، يقابلها هشاشة متزايدة في الخريطة الانتخابية”.
واختتمت بالقول: “مع تصاعد التذبذب في الخيارات الانتخابية للناخبين في منتصف العمر وشعورهم بانعدام الأمن المالي، يجب على الأحزاب السياسية التركيز بسرعة على تعزيز ثقة المواطنين الاقتصادية مع اقتراب الانتخابات المقبلة”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇