بي بي سي تعتذر وتعترف بأنها خذلت الناس لهذا السبب
اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأنها أخفقت في التعامل مع مزاعم تتعلق بسلوكيات غير لائقة لمذيعها السابق تيم ويستوود، وقدمت اعتذارًا رسميًا بعد الكشف عن أدلة تثبت سلوكياته المعادي للنساء وتنمره على زملائه.
وجاء هذا الاعتراف عقب تحقيق مستقل، بلغت تكلفته 3.3 مليون باوند. وأجرى التحقيق المحامية جيما وايت، التي استمعت إلى شهادات أكثر من 120 شخصًا. ورغم عدم وجود دليل على معرفة بي بي سي المباشرة بمزاعم سوء السلوك الجنسي ضد ويستوود، إلا أن التقرير أكد أن كان هنالك عدّة مؤشرات كان ينبغي أن تدفع المؤسسة للتحرك مبكرًا.
وأشار مجلس إدارة بي بي سي إلى أن التعامل مع الشكاوى كان يتم بشكل فردي، دون الربط بينها لرصد نمط السلوك المتكرر، وهو ما كان يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات في وقت مبكر.
وفي بيان رسمي، قالت المؤسسة:
“هناك أدلة على سلوك معادٍ للنساء من قبل السيد ويستوود. والحقيقة أن سلوكه لم يكن يتماشى مع قيم بي بي سي – ليس فقط اليوم، بل في الماضي أيضًا. لقد خذلنا الناس، بمن فيهم موظفونا، الذين كان من حقهم العمل في بيئة أكثر أمانًا.”
تصاعد الاتهامات واستقالة ويستوود
جاء هذا التحقيق بعد ثلاث سنوات من تقرير استقصائي مشترك بين الغارديان وبي بي سي نيوز، حيث اتهمت سبع نساء ويستوود، البالغ 67 عامًا، بسوء السلوك الجنسي.
ويستوود، الذي كان أحد أبرز الأسماء في عالم الهيب هوب منذ أن أطلق أول برنامج لموسيقى الراب على راديو 1 عام 1994، نفى جميع الادعاءات، واصفًا إياها بأنها “خاطئة تمامًا”.
بعد أقل من 24 ساعة على نشر الاتهامات، وبث برنامج “تيم ويستوود: إساءة استخدام السلطة” على قناة بي بي سي ثري، أعلن استقالته من إذاعة كابيتال إكسترا.
وفي تحقيق آخر نشر في يوليو 2022، قدمت 10 نساء إضافيات شكاوى تتعلق بسوء السلوك الجنسي من قبل ويستوود، بما في ذلك ادعاء بأن المذيع أقام علاقة مع فتاة عمرها 14 عامًا في أوائل التسعينيات.
وفتحت شرطة العاصمة البريطانية تحقيقًا جنائيًا على إثر هذه الاتهامات، حيث تم استجواب ويستوود أربع مرات تحت التحذير. وأكدت الشرطة أنها قدمت ملفًا إلى النيابة العامة (CPS) للنظر في إمكانية توجيه اتهامات رسمية.
كما كشف تقرير بي بي سي الخارجي عن 22 شهادة جديدة من الجمهور حول سلوكيات ويستوود.
كما كشف التحقيق أن العديد من الموظفين كانوا مترددين في تقديم شكاوى ضد ويستوود، بسبب الاعتقاد بأن الإدارة العليا كانت ستحميه نظرًا لعلاقاته القوية مع كبار المسؤولين.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة العليا في بي بي سي كانت تتعامل بحزم مع الشكاوى العلنية، لكنها لم تضع آليات واضحة لمتابعة المخاوف الداخلية، ما جعل الموظفين غير واثقين من جدية المؤسسة في معالجة القضايا المتعلقة بسلوكيات المذيعين.
بي بي سي تتعهد بالإصلاح
في أعقاب التقرير، قالت بي بي سي إنها أدركت أنها “كانت أكثر تساهلًا مع الشخصيات الإعلامية البارزة” في الماضي، لكنها أكدت أن سياساتها تغيرت “بشكل كبير” منذ مغادرة ويستوود المؤسسة عام 2013.
من جهتها، شددت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي، خلال اجتماع مع المدير العام لبي بي سي تيم ديفي، على ضرورة استعادة ثقة الجمهور.
وقالت ناندي: “الادعاءات ضد تيم ويستوود خطيرة للغاية. شهدت الصناعة الإعلامية العديد من الفضائح المشابهة، يجب على إدارة بي بي سي التعامل بجدية مع هذه القضايا وتنفيذ توصيات المراجعة المستقلة فور صدورها.”
وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الشرطة أنها استجوبت ويستوود أربع مرات بشأن جرائم مزعومة حدثت بين عامي 1982 و2016. ومن المتوقع أن تصدر النيابة العامة قرارها بشأن القضية قريبًا.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇