موظفون في الجارديان يقدمون أدلة موثقة على تحيز الصحيفة لصالح إسرائيل

كشف عدد من الصحفيين العاملين في صحيفة “الجارديان” عن أدلة تؤكد تحيز الصحيفة لصالح إسرائيل في تغطيتها للأحداث في غزة. وفي تقرير حصري لـ “ديكلارد”، روى موظفون حاليون وسابقون في الصحيفة كيف يعانون من ضغوط داخلية للتخفيف من تغطية معاناة الفلسطينيين، مع تعزيز الروايات الإسرائيلية.
تحقيقات داخل الصحيفة تكشف التحيز لصالح إسرائيل

ووفقًا لأحد الصحفيين، أُنشئ “جدول بيانات شامل” داخل الصحيفة من قبل الصحفيين العاملين في الفريق الأمريكي والبريطاني لتوثيق حالات التحيز في التقارير الإخبارية التي تنشرها الجارديان. وفيه، سُجلت العديد من الأمثلة التي توضح كيفية انحياز الصحيفة لإسرائيل، وتعاملها مع تصريحات المتحدثين الإسرائيليين على أنها موثوقة حتى عندما تكون كاذبة.
نقص الدقة في الإبلاغ عن جرائم إسرائيل

اشتكى الموظفون من أن الصحيفة تتجاهل، في العديد من التقارير، تضمين معلومات مهمة قد تُساعد في فهم سياق الأحداث بشكل كامل. وعلى سبيل المثال، رفضت الصحيفة طباعة بعض التصريحات الصريحة من المسؤولين الإسرائيليين التي تشير إلى نية ارتكاب جرائم حرب في غزة. عندما نُشرت هذه التصريحات في بعض الحالات، كانت تظهر متأخرة في التقارير وبدون السياق القانوني الضروري، ما يشير على عدم مسؤولية إسرائيل عن الجرائم المرتكبة.
ومن أحد الأمثلة البارزة التي قدمها الصحفيون تتعلق باستخدام الصحيفة لعبارة “وزارة الصحة التي تديرها حماس” عند الإشارة إلى أعداد الضحايا في غزة. هذا المصطلح، بحسب الصحفيين، كان يهدف إلى تقليل حجم الفاجعة الإنسانية التي كانت تحدث، ويخدم رواية إسرائيل بشأن وجود “حكومة حماس” في غزة، بينما تتجاهل التقارير استخدام مصطلحات قد تسلط الضوء على واقع الإبادة الجماعية. كما أن استخدام كلمة ‘إبادة جماعية’ محظور، وأي شخص يستخدم هذه الكلمة يُفصل عن العمل فورًا.
غياب مواجهة إسرائيل بانتقاد حقيقي
أوضح الصحفيون أن الصحيفة كانت تتبنى أسلوب “الامتناع عن المواجهة” في تغطيتها لتصريحات المسؤولين الإسرائيليين. إذ كان يُسمح للمتحدثين الإسرائيليين بتقديم رواياتهم دون تشكيك أو مواجهة حقيقية. وكان يشمل هذا أيضًا عدم تقديم تفسيرات قانونية أو أخلاقية لعدد من الممارسات الإسرائيلية في غزة، مثل عمليات الإخلاء القسري التي تعتبر انتهاكًا للقانون الدولي.
وأشار الصحفيون إلى أن الصحيفة كانت تتعرض لضغوط من داخل المؤسسة لتضخيم السرد الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن الجارديان تدعي أنها صحيفة مستقلة تقدم تقارير متوازنة، فقد أظهرت التحقيقات الداخلية أن الصحيفة كانت تكرر في بعض الأحيان نفس الأخطاء التي ارتكبتها الصحف الأخرى في التغطية الإعلامية للأحداث في غزة.
الصحيفة تحت المجهر: هل فعلت الجارديان ما يكفي؟
في الختام، تساءل الصحفيون في الجارديان عما إذا كانت الصحيفة قد فعلت ما يكفي للتأكد من أنها تقف ضد الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة. وأشاروا إلى أن الصحيفة تتفاخر بتقديم تقارير أفضل من الصحف اليمينية، ولكن في الواقع، لم تكن تقدم تغطية كافية لظروف الفلسطينيين في غزة أو تسلط الضوء على إسرائيل بطريقة دقيقة. وبالرغم من أن الصحيفة تدعي أنها تُعدّ نفسها منارة للصحافة المستقلة، إلا أن تساؤلات كبيرة تظل بشأن دقتها وحيادها في تغطية هذه القضية.
المصدر: declassifieduk
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇