من اللاجئ إلى الخريج.. شاب صومالي يحقق حلمه في جامعة بريستول

في قصة ملهمة تعكس قوة الإرادة، تمكن اللاجئ الصومالي عبد اللهي عبدي، البالغ من العمر 46 عامًا، من تحقيق حلمه بالحصول على شهادة جامعية في السياسات الاجتماعية من جامعة بريستول، رغم المصاعب التي واجهها منذ وصوله إلى بريطانيا قبل أكثر من 15 عامًا.
لم يكن طريقه سهلًا، فقد اضطر للعمل سائقَ أوبر، إلى جانب وظائف أخرى في المستودعات والرعاية الاجتماعية، لكنه لم يسمح للظروف بأن تحول بينه وبين مواصلة تعليمه. ويقول عبدي إنه استلهم رحلته الأكاديمية من شقيقه الراحل، الذي كان أول فرد في العائلة يلتحق بالجامعة، لكنه قُتل في هجوم “إرهابي” في الصومال بعد تخرجه بمدة وجيزة.
ويقول عبدي، مؤكدًا أن قصته دليل على أن لا شيء مستحيل: “حتى لو بدت الأمور غير مشجعة، أو بدت العقبات كبيرة، هناك دائمًا طريق للنجاح”.
من لاجئ إلى خريج
عندما وصل عبدي إلى بريطانيا، كانت لغته الإنجليزية ضعيفة، ما قلّل من فرصه في الحصول على عمل جيد. كما كانت لديه التزامات عائلية جعلت استكمال دراسته أمرًا صعبًا. لكنه وجد فرصة للالتحاق ببرنامج تمهيدي لمدة عام في جامعة بريستول، وهو مُعَدٌّ للأشخاص الذين لا يمتلكون مؤهلات رسمية، لمساعدتهم على الاستعداد لدراسة البكالوريوس.
وبهذا الصدد يقول عبدي: “كان برنامجي الجامعي تجربة ملهمة بكل جوانبها. مجرد كوني جزءًا من مؤسسة عظيمة مثل جامعة بريستول كان أمرًا استثنائيًّا”.
اللاجئون في الجامعات العالمية
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن 7 في المئة فقط من اللاجئين حول العالم يتمكنون من الالتحاق بالجامعات، مقارنةً بـ38 في المئة إلى 40 في المئة من بقية السكان. وتسعى المنظمة إلى رفع هذه النسبة إلى 15 في المئة بحلول عام 2030.
عبدي يرى أن قصته دليل على إمكانية تحقيق المستحيل، حيث قال: “إذا كنت تظن أن الأمر مستحيل، فأنا دليل على أن لا شيء مستحيل”.
وأضاف: “عائلتي كلها فخورة جدًّا بي، وكان شقيقي سيكون سعيدًا أيضًا؛ لأنه كان أكبر داعم لي. الشعور بالإنجاز كان مذهلًا، وجعل كل الصعاب والتضحيات على مدار أربع سنوات تستحق العناء”.
“إنه تكريم يليق بذكرى شقيقي، الذي قُطعت رحلته الأكاديمية قبل أن يحقق إمكاناته الكاملة”.
معاناة اللاجئين في التعليم العالي
ويستعد عبدي لمشاركة قصته في تقرير جديد لجامعة بريستول، يسلط الضوء على الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في الوصول إلى التعليم العالي. التقرير، الذي يعتمد على تجارب 38 لاجئًا يدرسون في جنوب غرب بريطانيا، يكشف عن الصعوبات البيروقراطية والمالية التي تعرقل تقدمهم الأكاديمي.
وفي هذا السياق قالت هولي روك، المؤلفة المشاركة في التقرير: إن هناك دافعًا كبيرًا لدى مجتمعات اللاجئين للتعليم، مضيفةً: “العديد من اللاجئين الذين يلتحقون بالجامعات يتحدثون بالفعل عدة لغات، والتحدي يكمن في كيفية استغلال هذه المهارات والخبرات بطريقة إيجابية”.
وبعد تحقيق حلمه، لم يتوقف عبدي عند هذا الحدّ، حيث بدأ بتدريس طلاب آخرين يسلكون نفس المسار الأكاديمي الذي اتبعه، مقدمًا لهم الدعم والنصائح التي كان يحتاج إليها في بداية رحلته.
ويأمل عبدي أن تكون قصته مصدر إلهام لكل من يواجه عقبات مشابهة، مؤكدًا أن الإصرار والتفاني هما مفتاح النجاح، مهما كانت الظروف صعبة.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇