حملة لترحيل اللاجئين: هل يتبع ستارمر نهج اليمين المتطرف؟
يواجه كير ستارمر، زعيم حزب العمل البريطاني، انتقادات شديدة بسبب الحملة الأخيرة التي أطلقتها حكومته ضد العمال المهاجرين غير الشرعيين في المملكة المتحدة، وهو ما يراه البعض محاولة لاسترضاء مؤيدي حزب Reform UK اليميني المتطرف.
أُعلنت الحملة في سلسلة من الفيديوهات الحكومية تظهر ضباط الحدود وهم ينفذون عمليات اعتقال للمهاجرين غير الشرعيين. وقد قُبض على حوالي 3,930 شخصًا يعملون بشكل غير قانوني بين 5 يوليو 2024 و31 يناير 2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 38 في المئة مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي عندما كانت الحكومة تحت إدارة حزب المحافظين.
خطة حكومية شاملة
تسعى هذه الحملة إلى التصدي لظاهرة المهاجرين غير الشرعيين الذين يعملون في ظروف قاسية في المملكة المتحدة، وتعتبر الحكومة أن العديد من هؤلاء الأشخاص قدموا إلى البلاد عبر وعود كاذبة، ليواجهوا ظروفًا بائسة ويعملوا في وظائف تستغلهم. وتعد الحملة جزء من خطة أوسع للحد من تدفق طالبي اللجوء عبر القناة الإنجليزية، حيث يُشدد على استهداف أرباب العمل الذين يستغلون هؤلاء المهاجرين.
وتزامنًا مع هذه الحملة، تستعد الحكومة لعرض مشروع قانون “أمن الحدود واللجوء والهجرة” في مجلس العموم، والذي سيوفر للشرطة وأجهزة التنفيذ العديد من الصلاحيات الجديدة، مثل القدرة على مصادرة الأجهزة الإلكترونية قبل إجراء الاعتقالات. كما يتضمن المشروع عقوبات قاسية تصل إلى السجن لمدة 14 عامًا على الأشخاص المتورطين في التعامل مع أجزاء القوارب المستخدمة في عمليات عبور القناة.
انتقادات من داخل حزب العمل
(Anadolu Agency)
على الرغم من أن الحملة تحظى بدعم من الحكومة، إلا أنها قوبلت بانتقادات حادة من داخل حزب العمل. فقد أشارت النائبة البارزة ديان أبوت إلى أن هذه الإجراءات قد تكون ناتجة عن قلق النواب الجدد في “الجدار الأحمر” من تزايد شعبية حزب Reform UK في استطلاعات الرأي، ما دفعهم إلى تبني سياسات أقرب إلى اليمين المتطرف في محاولة لاستقطاب الناخبين. وحذرت أبوت من أن تقديم حزب العمل كنسخة مخففة من Reform UK هو خطأ استراتيجي قد يمنح شرعية لأجندة هذا الحزب ويزيد من دعمهم.
ومن جانب آخر، انتقدت منظمات حقوق الإنسان هذه الحملة بشدة، حيث وصفت مجموعة “ليبرتي” مشروع قانون “أمن الحدود” بأنه يشكل سابقة خطيرة في استخدام صلاحيات مكافحة الإرهاب ضد جرائم ليست ذات صلة بالإرهاب. كما أكدت المجموعة أن هذه الإجراءات لا توفر حماية كافية للأشخاص الذين قد يتعرضون للمقاضاة بشكل غير مبرر.
ردود الفعل الدولية
من جهة أخرى، رحبت المفوضية الدولية للإنقاذ بتعهد حزب العمل بإصلاح نظام اللجوء، لكنها أكدت على ضرورة توفير طرق آمنة للمهاجرين الفارين من النزاعات والاضطهاد. وأشارت إلى أن عدم وجود بدائل آمنة يعني أن الأشخاص الضعفاء سيستمرون في اللجوء إلى مهربي البشر وطرق أكثر خطورة للوصول إلى المملكة المتحدة.
وأثارت مقاطع الفيديو التي أظهرت عمليات اعتقال المهاجرين ردود فعل سلبية واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفها العديد بأنها “مقززة” و”غير إنسانية”. وقارن البعض هذه الحملة بحملة الحكومة السابقة التي عرضت أيضًا مقاطع فيديو لاعتقال المهاجرين، ما يعزز الانتقادات المتعلقة باستخدام هذه الفيديوهات لأغراض دعائية.
المصدر: huffingtonpost
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C
