لجنة خبراء تزعم أنه لا يوجد دليل طبي يدعم إدانة لوسي ليتبي
كشف تقرير أعده فريق دولي مكون من 14 خبيرًا في طب حديثي الولادة عن عدم وجود أدلة طبية تثبت أن الممرضة البريطانية لوسي ليتبي قتلت أو ألحقت الأذى بأي من الأطفال الذين اتُهمت بمهاجمتهم. وخلص التقرير، الذي استند إلى مراجعة دقيقة لحالات الأطفال السبعة عشر الذين وُجهت إليها تهم بإيذائهم، إلى أن العديد منهم تعرضوا لرعاية طبية سيئة أو تدهورت حالتهم الصحية نتيجة أسباب طبيعية داخل وحدة حديثي الولادة بمستشفى كاونتس أوف تشيستر في شمال غرب إنجلترا.
دليل جديد قد يؤدي إلى مراجعة القضية
وصف المحامي مارك ماكدونالد، الذي تولى الدفاع عن ليتبي العام الماضي، التقرير بأنه “دليل ساحق على أن الإدانة غير آمنة”، مشيرًا إلى أن هذه النتائج قد تشكل منعطفًا حاسمًا في قضيتها. وقد قُدم التقرير إلى لجنة مراجعة القضايا الجنائية (CCRC)، وهي الهيئة المختصة بالتحقيق في احتمالات وقوع أخطاء قضائية، والتي أكدت أنها تدرس القضية رسميًا.
ورجح محامٍ مطلع على القضية أن تكون هذه الأدلة الجديدة “نقطة تحول جوهرية”، ما قد يؤدي إلى إطلاق سراح ليتبي بكفالة، في حال قررت محكمة الاستئناف أن هناك احتمالًا حقيقيًا لإلغاء الإدانات. وإلا أن مثل هذا القرار قد يستغرق عامًا على الأقل، ومن المتوقع أن تعارضه هيئة الادعاء الملكية بشدة.
انتقادات للرعاية الطبية في المستشفى
أشار التقرير إلى أن وحدة حديثي الولادة في المستشفى كانت تعاني من مشكلات في البنية التحتية، ونقص في الكادر الطبي المؤهل، وغياب الإجراءات الطبية الصحيحة، ما أدى إلى تعريض حياة الأطفال للخطر. ووفقًا للدكتور شو لي، اختصاصي حديثي الولادة الكندي المتقاعد ورئيس الفريق، فإن “هناك العديد من المشكلات في الرعاية الطبية للأطفال، ولم نجد أي دليل يدعم وقوع جرائم قتل”.
وأوضحت لجنة الخبراء أن الأسباب الطبية البديلة لحالات الوفاة التي أدينت بها ليتبي تتعلق بشكل أساسي بسوء الرعاية الطبية، مثل التأخر في العلاج، الفشل في تطبيق الإجراءات الأساسية، وسوء تشخيص الأمراض.
مراجعة الأدلة الطبية وتفسيرها
من بين القضايا التي أثارها التقرير، أشار الفريق إلى أن الطفل الأول، وهو صبي توأم حديث الولادة، توفي نتيجة تجلط دموي ناتج عن تأخر في بدء إعطائه السوائل الوريدية، وليس بسبب حقنه بالهواء كما زعمت النيابة. كما أن طفلة أخرى، تبلغ من العمر 10 أسابيع، توفيت نتيجة مضاعفات مرتبطة بمتلازمة الضائقة التنفسية ومرض رئوي مزمن، بعد فشل الأطباء في تقديم المضادات الحيوية المناسبة في الوقت المناسب.
تشكيك في أدلة التسميم بالأنسولين
كما ألقى التقرير الضوء على مزاعم التسميم بالأنسولين، والتي كانت إحدى الركائز الأساسية في القضية ضد ليتبي. كانت النيابة قد ادعت أن تحليل مستويات الأنسولين والببتيد سي لدى طفلين يشير إلى أنهما حُقنا عمدًا بالأنسولين. لكن تقريرًا أعده البروفيسور جيف تشيس من جامعة كانتربري في نيوزيلندا، أوضح أن هذه المستويات كانت طبيعية بالنسبة لعمر الطفلين، وأن التحاليل المستخدمة لم تكن ذات جودة جنائية.
انتقادات للدفاع السابق والعملية القضائية
وجه المحامي ماكدونالد انتقادات لفريق الدفاع السابق عن ليتبي، مشيرًا إلى أنه لم يستعن بأي خبراء طبيين للدفاع عنها أثناء المحاكمة، ما أدى إلى استناد المحلفين بالكامل على شهادات خبراء الادعاء. وأكد أن الأدلة الجديدة لم تُعرض على هيئة المحلفين خلال المحاكمة الأصلية، ما يجعلها عنصرًا حاسمًا في أي استئناف مستقبلي.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇