سحب بارجة طالبي اللجوء بيبي ستوكهولم بعد 18 شهرًا من الفشل
بعد مرور ثمانية عشر شهرًا على وصولها إلى ميناء بورتلاند في مقاطعة دورست، سُحِبت البارجة بيبي ستوكهولم، التي خصصتها حكومة حزب المحافظين السابقة لإيواء طالبي اللجوء، لتغادر مرساها دون تحقيق الغاية المرجوة منها.
وقد تم إيقاف تشغيل السفينة رسميًّا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن أصبحت غير مأهولة، ما يعكس إخفاقًا إداريًّا وماليًّا كبيرًا في التعامل مع أزمة طالبي اللجوء.
تكلفة باهظة ونتائج محدودة
بلغت تكلفة تشغيل البارجة، التي صُممت لاستيعاب نحو 400 طالب لجوء في الليلة بحد أقصى، نحو 34.8 مليون باوند من أموال دافعي الضرائب، وفقًا لما كشفه مكتب التدقيق الوطني. إلا أن المشروع واجه مشكلات منذ البداية، وقد أُجليَت آخر دفعة من طالبي اللجوء في نوفمبر/تشرين الثاني، ما جعل البارجة فارغة دون استخدام فعلي.
وقد سُلِّمت السفينة الآن إلى مالكها الأصلي، بيبي مارين، وهي الشركة التي توفر أماكن إقامة عائمة للقوى العاملة، ما يؤكد انتهاء تجربة فاشلة لإيواء طالبي اللجوء على متنها.
وكانت حكومة المحافظين السابقة قد روجت لهذه البارجة باعتبارها بديلًا اقتصاديًّا عن إيواء طالبي اللجوء في الفنادق، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستوفر أموال الدولة وتحد من الدوافع التي تشجع على عبور القوارب الصغيرة إلى بريطانيا.
غير أن الانتقادات الكثيرة التي واجهها المشروع، إلى جانب العقبات التي اعترضت تشغيله، كشفت عن عدم واقعيته من الناحية التنفيذية.
مخاوف السلامة وتأثيرها على طالبي اللجوء
منذ الإعلان عن البارجة في يوليو/تموز 2023، سلطت صحيفة “الغارديان” الضوء على العديد من مخاوف السلامة، ويشمل ذلك الممرات الضيقة، وقواعد السلامة من الحرائق، وتكدس شخصين في غرف نوم صغيرة، فضلًا عن نقص سترات النجاة على متنها.
ولم يمر إلا خمسة أيام على انتقال الدفعة الأولى من طالبي اللجوء (39 شخصًا) إليها حتى اضطرت الحكومة إلى إجلائهم بعد اكتشاف وجود بكتيريا الفيلقية، وهي بكتيريا قاتلة محتملة، في نظام المياه، ما زاد من الشكوك في مدى صلاحية البارجة لتكون سكنًا آمنًا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، تصاعدت الأزمة على نحو أكبر بعد العثور على ليونارد فاروكو -وهو موسيقي من ألبانيا كان يسعى للحصول على صفة اللجوء في بريطانيا- منتحرًا على متن البارجة، وهو ما أثار غضبًا واسع النطاق ودعوات متزايدة لإنهاء المشروع فورًا.
في أعقاب حادثة الانتحار، دعت أكثر من 60 منظمة خيرية وثلاثة نواب من حزب العمال إلى إغلاق البارجة فورًا. وفي رسالة نشرتها “الغارديان”، وصف الموقعون البارجة بأنها “أشبه بالسجن”، مشيرين إلى أن الظروف القاسية على متنها جعلت حياة طالبي اللجوء أكثر بؤسًا، حيث عانى العديد منهم من صدمات نفسية وعزلة زادت من حدة مشكلاتهم النفسية، ما دفع بعضهم إلى التفكير في الانتحار.
ومع وصول حكومة العمال إلى السلطة في يوليو/تموز الماضي، اتُّخذ القرار بإلغاء العقد الخاص باستخدام البارجة لإيواء طالبي اللجوء، إذ قدرت وزارة الداخلية أن تمديد استخدامها كان سيكلف أكثر من 20 مليون باوند إضافية في العام التالي.
إخفاق المشروع ومصاعب اللجوء المستمرة
عندما خرجت البارجة من الخدمة رسميًّا في نوفمبر/تشرين الثاني، كان هناك نحو 86 ألف طالب لجوء في بريطانيا لا يزالون ينتظرون النظر في طلباتهم.
وهذا العدد الكبير يعكس أزمة كبيرة في نظام اللجوء البريطاني، حيث تواجه الحكومة صعوبات كثيرة في توفير أماكن إقامة مناسبة وتسريع إجراءات البت في الطلبات.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇