فضيحة مالية: ملياردير إسرائيلي قد يدين لبريطانيا بمليار باوند كضرائب غير مدفوعة!
كشفت تحقيقات استقصائية حصرية أن الملياردير الروسي الإسرائيلي رومان أبراموفيتش قد يكون مدينًا بأكثر من مليار باوند لمصلحة الضرائب البريطانية؛ نتيجة للتهرب الضريبي المحتمل على أرباح مالية ضخمة جنتها شبكة من صناديق التحوّط التي أدارها من خارج المملكة المتحدة.
وتستند هذه الأدلة إلى وثائق مسربة ونتائج تحقيق مشترك بين هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وصحيفة الغارديان، بالتعاون مع مشروع (Cyprus Confidential)، الذي تديره شبكة الصحفيين الاستقصائيين الدولية.
استثمارات ضخمة وأرباح طائلة
وتُظهر الوثائق المسربة أن أبراموفيتش، الذي يخضع لعقوبات اقتصادية في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ غزو روسيا لأوكرانيا، أسس شبكة استثمارية ضخمة ضمت مئات من صناديق التحوط العالمية بين أواخر التسعينيات وبداية عام 2022. وقد بلغ إجمالي هذه الاستثمارات نحو 6 مليارات دولار، ما يمثل نحو نصف ثروته المقدّرة.
الأرباح التي تحققت من هذه الشبكة استخدمت لتمويل إمبراطوريته التجارية الضخمة، ويشمل ذلك تمويل نادي تشيلسي لكرة القدم. ولكن وفقًا لتحقيقات جديدة، تظهر الأدلة أن أبراموفيتش قد تفادى دفع ضرائب ضخمة في المملكة المتحدة عبر التلاعب بقوانين “الإقامة الضريبية للشركات” باستخدام شركات مسجلة في جزر فيرجن البريطانية، وهي من أشهر الملاذات الضريبية في العالم.
فضيحة مالية: تهرب ضريبي من خلال هيكلة معقدة
وتتمثل إحدى النقاط المثيرة للقلق في استخدام أبراموفيتش شبكة من الشركات المسجلة في جزر فيرجن البريطانية (BVI)، إذ لا تفرض الحكومة ضرائب على الأرباح المولدة من الشركات المسجلة في هذه المنطقة. ومع ذلك، تُظهر الوثائق أن معظم قرارات الاستثمار لم تُتخذ في جزر فيرجن بل في المملكة المتحدة، من قبل أحد أقرب معاونيه، يوجين شفيدلر.
وتنص القوانين الضريبية البريطانية على أن مكان إقامة الشركة -وبالتالي الجهة المسؤولة عن فرض الضرائب عليها- يُحدَّد بناءً على مكان اتخاذ القرارات الإدارية الرئيسة. وفي هذه الحالة، إذا كانت القرارات الاستثمارية تُتخذ في المملكة المتحدة، فإن الشركات ينبغي أن تكون خاضعة للضرائب البريطانية، بصرف النظر عن مكان تسجيلها.
وبين عامَي 2013 و2018، سجّلت الشركات التابعة لأبراموفيتش أرباحًا تجاوزت 1.4 مليار دولار، وكان سيترتب على هذه الأرباح مبلغ ضريبي ضخم يصل إلى 200 مليون باوند لو فُرضت ضريبة الشركات البريطانية. ومع استمرار هذا النشاط لأكثر من عقدين، تشير التقديرات إلى أن الضرائب غير المدفوعة قد تصل إلى 536 مليون باوند، وهو ما قد يتضاعف إلى ما يقارب مليار باوند عند إضافة الفوائد والغرامات المحتملة.
تسلسل الأموال إلى تشيلسي
ويُظهر التحقيق كيف حُوّلت مليارات الدولارات من شبكة استثمارات أبراموفيتش إلى شركة (Keygrove Holdings Ltd) المسجلة في جزر فيرجن، التي كانت نقطة الانطلاق لمجموعة من الشركات الفرعية المستثمرة في صناديق التحوط.
جزء كبير من هذه الأموال انتهى إلى تمويل نادي تشيلسي عبر شركة (Camberley International Investments Ltd)، التي قدّمت قروضًا ضخمة إلى شركة (Fordstam Ltd)، التي كانت تملك تشيلسي. وفي عام 2021، بلغت القروض الممنوحة من (Camberley) إلى تشيلسي 1.9 مليار دولار، جزء منها جاء مباشرة من شبكة صناديق التحوط التابعة لأبراموفيتش.
الوثائق القانونية وتورط شفيدلر
وتكشف الوثائق القانونية المسربة أن أبراموفيتش منح شفيدلر، أحد أقدم معاونيه، سلطات كبيرة لإدارة استثماراته عبر التوكيلات العامة التي منحت شفيدلر القدرة على اتخاذ القرارات الرئيسة نيابة عن الشركات الاستثمارية. هذه الوثائق تحمل أهمية كبيرة في التحقيقات الضريبية، حيث يمكن أن تشير إلى أن السيطرة الفعلية على هذه الشركات كانت في المملكة المتحدة، ما يعني أنها كانت خاضعة للضرائب البريطانية.
محامو شفيدلر نفوا أي تورط في مخططات تهرّب ضريبي، وأكدوا أن جميع الاستثمارات كانت تحت إشراف مستشارين ضريبيين متخصصين. ومع ذلك، يعتقد خبراء الضرائب أن التحقيق يجب أن يتوسّع؛ نظرًا للعدد الكبير من “علامات الاستفهام” حول هيكلة هذه الاستثمارات واستخدام الملاذات الضريبية.
وبهذا الصدد قالت هيئة الضرائب البريطانية (HMRC): إنها لا تستطيع التعليق على التحقيقات الفردية، لكنها أكدت التزامها بمكافحة التهرب الضريبي وضمان دفع الضرائب المستحقة بصرف النظر عن ثروة الأفراد. وفي حال ثبوت صحة الادعاءات، فقد يواجه أبراموفيتش واحدة من أكبر الغرامات الضريبية في تاريخ المملكة المتحدة، التي قد تصل إلى مليار باوند.
ويأتي هذا التحقيق في وقت حساس بالنسبة لأبراموفيتش، الذي لا يزال يواجه تداعيات بيع نادي تشيلسي في 2022 في ظل ضغوط مالية مرتبطة بالعقوبات المفروضة عليه، والتي أثرت على بعض ممتلكاته.
المصدر: The Bureau Investigates
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
7°C
